درس التقدم والاشتراكية

حقق حزب التقدم والاشتراكية أول أمس السبت نجاحا هاما وذا دلالة في اختبار الديمقراطية الداخلية، وشارك أعضاء لجنته المركزية في صنع مفردات وخلاصات وملامح وصورة هذا النجاح الذي تجاوزت إشاراته محيط الحزب لتشمل المحيط العام لحقلنا الحزبي الوطني. اختار التقدم والاشتراكية أول أمس أن يحتكم إلى صناديق الاقتراع وإلى التصويت السري بقصد اختيار مرشحاته ومرشحيه ضمن اللائحة الوطنية، وذلك بعد أن صوت أعضاء القيادة الوطنية في مستهل أشغالهم وبأغلبية ساحقة على شروط ومعايير الترشيح، وأيضا على لجنة فرز الأصوات…
قد يخلف مثل هذا الاختيار غاضبين، وقد يترك حزازات وغصات، لكن في النهاية هو الاختيار الأسلم والأكثر ديمقراطية، والذي استطاع أن يجسد وحدة الحزب عند الاختبارات الهامة، وأيضا قدرته على أن يكون جديا وواعيا ونبيها ومنتبها لدقة اللحظة؟
حزب التقدم والاشتراكية أكد للكل أن الأحزاب الجدية وذات الأصل هي التي تنجح في اللجوء إلى الاختيارات والآليات الديمقراطية المفتوحة، وتستطيع الانتصار فيها.
عندما يلجآ الآخرون إلى حشد الأبناء والأحفاد وإلى «اقتناء» المرشحين، يقرر التقدم والاشتراكية الارتكاز إلى نضالية أعضائه وإلى ذكائهم، والثقة في السلوك الديمقراطي الحر، وهنا يتحقق التفاف الجميع، وتعبئتهم طوال ساعات الليل ساهرين ومنتبهين حتى تم الإعلان عن النتائج، وغادر الكل مستعدا لدعم المرشحات والمرشحين، ولإنجاح الاستحقاق الديمقراطي التاريخي.
عندما يتوجه البعض بالضربات للتقدم والاشتراكية، وعندما يتحلق المشعوذون والعرافات يتوعدون الحزب بكل الشرور والهزائم والسقطات، يقف هو صامدا ومتحديا  ليرد على الصغار بأكبر التحديات والأفكار، ويعمد إلى اختيار ما لم يستطيعوا هم الاقتراب منه.
أول أمس السبت رفع مناضلات ومناضلو التقدم والاشتراكية سقف الالتزام، ونادوا بقية الأطراف بأن تنخرط في التحدي الداخلي، وتحتكم إلى الديمقراطية بداخلها، وحينها لن يصمد إلا الحقيقي، في حين سيسقط كل المزيفين.
إن جدية أعضاء القيادة الوطنية لحزب التقدم والاشتراكية ونضج الاختيار والسلوك لديهم، أكدا أن الأحزاب الحقيقية هي التي ستنفع المغرب بالأفكار وبالإخلاص وبالتحصين الحقيقي.
إن الحزب الذي لا يتردد في تفعيل منظومات سلوكية وعلائقية ديمقراطية داخل هياكله وبين أعضائه، هو الذي يستطيع النزول إلى الميدان للتحاور مع الناس والتفاعل مع حراك الشارع والدفاع عن البلد وعن أهله وعن مستقبله، ومثل هذه القوى الديمقراطية والجادة هي التي يحتاج المغرب إلى وجودها قوية وموحدة ومبدعة وحاضرة…
التقدم والاشتراكية نجح اليوم في تشكيل لائحته الوطنية للنساء والشباب بمناضلات ومناضلين يعرفهم الجميع ولم يقطر بهم سقف السياسة أو الحزب، كما نجحت أغلب فروعه الإقليمية ومجالسه الجهوية في تركيب لوائحه المحلية، ويتواصل الجهد التنظيمي والحزبي والتواصلي في كل جهات المملكة سعيا وتطلعا لتحقيق نتائج إيجابية في الاستحقاق الانتخابي القادم.
الدرس هنا يتوجه إلى الجميع، والإشارة تعني الكل.
[email protected]

Top