إجرام في طانطان

العمل الإجرامي الأرعن الذي استهدف مرشح حزب التقدم والاشتراكية بطانطان، وذلك بتعمد إحراق سياراته، يعتبر خطيرا للغاية في ظرفية مثل هذه التي تحياها بلادنا ومحيطها الإقليمي، ويعتبر استهدافا إرهابيا لمرشح تقدمي شاب اختار التقدم أمام الناخبين للدفاع عن قيم الديمقراطية والحداثة، ومن أجل مغرب الكرامة الآن. إن حزب التقدم والاشتراكية حزب وطني وتقدمي عريق في هذه البلاد، ويعرف الكل وضوح مواقفه وأفكاره وصدق وطنيته وجرأة مقترحاته وقوة تحاليله، ومثل هذه «الرسائل» لا ترهبه ولا تخيفه، ولن تثبط من عزيمته وإرادته في التغيير، لكن من باب المسؤولية الوطنية اليوم يجب التحقيق من لدن السلطات فيما جرى، والتصدي للوبيات الفساد في طانطان، وتوجيه رسالة اطمئنان، من خلال ذلك، إلى المواطنات والمواطنين بأن انتخابات 25 نونبر ستكون مغايرة لسابقاتها، وبأن المغرب يتغير فعلا.
إن لوبيات الفساد ومقاومة التغيير، والأوساط الرجعية بمختلف مراتبها، والتي تحرك مثل هذه الممارسات الإجرامية تلعب بالنار وتقود البلاد إلى الحافة، وهنا مكمن الخطورة في تركها تعبث بمصالح البلاد وبمستقبلها وبصورتها.
قبل طانطان، كانت السلطات قد بدأت التحقيق فيما أقدم عليه رئيس جماعة اكنون / تنغير وعدد من المستشارين وأعوان السلطة، من تزوير في اللوائح الانتخابية، حيث تم اكتشاف حوالي 120 شخصا جرى التشطيب عليهم من دون علمهم، وفي نفس الوقت أغرقت هذه اللوائح نفسها بأشخاص آخرين موالين للرئيس، وذلك بفضل شهادات السكنى التي تسلمها الرئيس من بعض المقدمين، وهي موقعة على بياض كي يستعملها بغاية «الإنزال»…
وفي مناطق من جهة الغرب، يتحدث الناس عن عمليات جمع بطائق التعريف بقصد التشغيل وإيجاد عمل للأبناء العاطلين، واستغلال ذلك لحشد أسرهم وذويهم واعتبارهم رهائن إلى حين تلقي أصواتهم…
هل نعيد التأكيد وبقوة على السؤال بشأن خلفيات استهداف حزب التقدم والاشتراكية من خلال كل هذه النماذج؟ ليس في الأمر أي بحث عن دور الضحية، فهذا أسلوب لم يتبعه التقدم والاشتراكية طيلة تاريخه الممتد لحوالي سبعين سنة، ولكن اليوم من الواجب دق كل نواقيس الخطر، والتحذير مما يجري في عدد من مناطق المملكة من طرف لوبيات الفساد ورؤوس الريع الذين لا يترددون في الاستعانة بمجرمين وبذوي السوابق للاعتداء على مناضلين وعلى مرشحي القوى التقدمية والديمقراطية.
أن يصل الأمر إلى إحراق سيارات وإلى صب البنزين في الشارع وفي الأزقة المحاذية، فالرعونة هنا زادت عن الحد، وصارت إجراما حقيقيا، وسعيا إلى إشعال نيران الفتنة وإدخال البلاد كلها إلى التيه، وهذا يتطلب اليوم تصديا جماعيا من كل الغيورين على المغرب وعلى مستقبله وعلى أمنه.
وفقط لعلم هؤلاء المجرمين، فإن مرشح حزب التقدم والاشتراكية، الإعلامي الشاب زين العابدين شرف الدين، لن يخاف منهم ولن ترتعد فرائصه، ولن يتراجع أمام جهلهم، إنما هو صامد في وجوههم، ويمتلك إرادة كالحديد لمواصلة معركته في صفوف حزبه ومع سكان طانطان وفعالياتها الجمعوية الديمقراطية، ضد الفساد والريع، ومن أجل مغرب الديمقراطية والحداثة والكرامة.
[email protected]

Top