صدر مؤخرا عن أكاديمية المملكة المغربية ضمن (سلسلة التراث) مصنف جديد للأستاذ يونس الشامي حول «نوبة الماية» مدونة حسب رواية الفنان أحمد الزيتوني ووفق أدائه، وذلك في إطار سلسلة مصنفاته حول «النوبات الأندلسية المدونة بالكتابة الموسيقية». وضم هذا الكتاب، وهو الجزء الخامس الذي يصدره الأستاذ الشامي، عضو المجمع العربي للموسيقى، بعد توثيقه لنوبات «رصد الذيل» عن المرحوم أحمد لبزور التازي، و»رمل الماية» عن الشيخ أحمد الزيتوني، و»العشاق» و»الرصد» عن الراحل مولاي أحمد الوكيلي، قسمين قام الباحث في الأول منهما بدراسة تحليلية ومقارنة لنوبة الماية مع توظيفاتها بباقي الأقطار المغاربية، موضحا أن ألحانها في المغرب تشتمل على طابعين أساسيين هما (الماية) و(الصيكة)، فيما وثق في القسم الثاني الصنائع والمستعملات والبراول والأدوار اللحنية التي تضمنتها نوبة الماية بميزانيها الخمسة (البسيط، القائم ونصف، الابطايحي، القدام والدرج)، بالنوطة الموسيقية مع إرفاق ذلك بالنصوص الشعرية، علاوة على بغية (المشالية) وتوشية النوبة.
وقدم لهذا المصنف الجديد، الذي جاء في 232 صفحة خصصت 40 منها للتعريف بـ»الماية» لغة واصطلاحا، الدكتور عباس الجراري، عضو أكاديمية المملكة المغربية، الذي أكد أن هذا العمل التوثيقي المتواصل للأستاذ يونس الشامي أملته «الغيرة على (الآلة) من الانسياق في متاهات الضياع، إضافة إلى الرغبة في توسيع دائرة إشاعتها وإحلالها موقعا عالميا لائقا بما كان لها في الماضي وما يتوقع لها في المستقبل».
واعتبر الدكتور عباس الجراري -في تقديمه- أنه «على الرغم من كل الإشكال الذي يكتنف التدوين، فإن الكتابة الموسيقية المتداولة تبقى ذات أهمية بالغة في تحقيق نشرها وتوثيقها، علما بأنها ليست بالأمر الهين، لما تتطلبه من جهد في (القراءة) قبل (الكتابة)، أي استيعاب النغم قبل تدوينه، والحرص على تطابق النص الشعري مع مفردات هذه الكتابة، تجنبا لأي خلل في الأداء».
والأستاذ يونس الشامي واحد من أهم الباحثين في علم الموسيقى بالمغرب، كرس حياته العملية لخدمة الموسيقى والتربية الموسيقية، وقد شغل عدة مهام تربوية وإدارية بوزارتي التربية الوطنية والثقافة. فقد عمل في الأولى مفتشا منسقا وطنيا للمواد الاجتماعية، ثم للتربية الموسيقية، إلى جانب إشرافه على البرنامج الوطني لدعم هذه المادة، كما عمل في الثانية مديرا للمعهد الوطني للموسيقى ورئيسا لقسم التعليم الموسيقي.
وألف الأستاذ الشامي، وهو عضو المجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية، وعضو اللجنة الوطنية للثقافة، العديد من الكتب المدرسية في التاريخ والتربية الموسيقية، كما دون عددا من نوبات التراث الموسيقي الأندلسي بالكتابة الموسيقية.