نظمت “تنسيقية سوق السبت ضد الغلاء”، صبيحة يوم الثلاثاء وقفة احتجاجية، شارك فيها إلى جانب منخرطي التنسيقية فاعلون جمعويون ومناضلون ببعض الهيئات السياسية ومواطنون ممن اكتووا بنار الغلاء . .
الوقفة التي انطلقت من أمام مقر بلدية سوق السبت، رددت خلالها شعارات، وحملت لافتات تندد بالهجوم الشرس على أنشطة ومناضلي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان نعيمة واهلي، حقوقية، عضوة بالمكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان وصوت نسائي مألوف بسوق السبت، قالت في كلمة شديدة اللهجة والوضوح، إن الوقفة الاحتجاجية، جاءت لتوجه رسالة غير مشفرة إلى السلطة المحلية، على أن المنع الذي طال أنشطة الجمعية مؤخرا، لن يزيد هذه الأخيرة إلا صمودا وحيوية، وأن حقوقيي الجمعية لن يكفوا عن فضح كل الممارسات المشينة وأساليب والنهب والاغتناء اللاشرعي .
ذات المتحدثة قالت أيضا، إن المواقف الأخيرة للمخزن، لن تزيد الشارع إلا احتقانا، وأن القمع والتسلط لن يُعيد زمن الخنوع والطاعة العمياء، منددة بمواقف السلطة المحلية وبحنينها إلى الزمن البائد، وشخصت الوضع بدقة، ووصفته بالخطير، وتساءلت عمّا اذا كان المسؤولون يعرفون واقع المؤسسات التعليمية، وقطاع الصحة والطرق والصرف الصحي والإنارة العمومية، وباختصار واقع مؤشر التنمية المحلية. وطالبت بضرورة إيجاد إجابة حقيقية عن مصير المشاريع التي دشنها الملك محمد السادس، وخاصة المستشفى المحلي الذي لازال مغلقا إلى حد الساعة ؟.
ومن جانبه، انتقد مروان صمودي، رئيس الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، انتقد وبقوة السلطة المحلية، وقال إن الوطنيين الحقيقيين هُم الذين يدافعون عن الوطن بكل إرادة وعزم، وهُم الذين يستمعون إلى نداءات الكيانات المدنية والجبهات العميقة من المجتمع، وهُم هؤلاء الشباب الذين يرفضون الإقصاء والتهميش، والقهر والإذلال والتسلط والتجبر..
رئيس الفرع أشار أيضا، إلى ما أسماه بـ”الوضعية الحقيقية للمدينة” وقال إن ما كُنّا ندعو إليه بالأمس كحقوقيين، هو الذي حدث اليوم، فالزّخات المطرية التي لا مجال لمقارنة نسبتها بما نزل بالجنوب، كانت كافية رغم قلتها لفضح سياسة الترقيع التي ينهجها المسؤولون منذ سنوات مضت، إن اختناق قنوات الصرف الصحي، يقول، واقتحام مياه الأمطار للعديد من البيوت، وغياب الآليات اللوجيستيكية الكفيلة بإنقاذ الساكنة، واعتماد أسلوب المماطلة من طرف السلطات المحلية، واختفاء المنتخبين بالكل، وتحوّل عناصر الأمن إلى رجال وقاية ونظافة..، خير إجابة على تساؤلاتنا العميقة التي كثيرا ما وُصفت بالمتطرفة والبعيدة عن الواقع.
وفي نفس السياق، حذر مروان صمودي، من الانتشار القوي لأوراش ومقاولات الياجور داخل المدار الحضري أمام أعين السلطات وأعضاء المجلس البلدي دون سند قانوني، ومن خطورة إفرازات مطرح نفايات سوق السبت التي كانت سببا، حسب ما يروج ، في موت حوالي أربعة عمال في ظروف شبه غامضة ودون تحريك آلة البحث والتحقيق في الموضوع. ونبه أيضا إلى الملف المتعلق بالقضاء على دور الصفيح الخاص بدوار عبد العزيز، ووصف الموضوع بالشائك، ووجّه أصابع الاتهام إلى ممثلي السلطة المحلية سابقا، وبعض المنتخبين، وقال إن أي تلاعب به سيشكل قنبلة موقوتة خصوصا في الظرف الراهن، حيث أصبحت العديد من الأسر ممّن صدقت أو قل بالأحرى”انخدعت” بوعود السلطة على حافة التشرد، وأصبح طموحها في امتلاك “براكة قصدير” أقوى بكثير من الحصول على بيت “الحلم البائس” بعدما اكتوت بنار الكراء وغلاء المعيشة.
رئيس الفرع، وفي ختام كلمته، ندد هو الآخر بالمضايقات التي يتعرض لها مناضلو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسوق السبت سواء من طرف السلطات المحلية أو رئيس المجلس البلدي، وشدد بقوة على خطورة الزيادات الأخيرة في فاتورات الكهرباء والماء، وقال إننا نحتج لنبعث برسالة الجيوب الهامشية والأسر الفقيرة، وليس من أجل المزايدة السياسوية ..، وأننا ننتقد برؤية واقعية ومنهج علمي من أجل تغيير حقيقي يستند على معطيات واقعية وليس على أوهام أو أطروحات طوباوية نسعى من ورائها تلميع الوجه، لأننا يقول لم نكن ولن نكون من هواة مشاهد التنميق والتزويق، ولذا فإننا بقدرما نُنبّه إلى خطورة الوضع، بالقدر ذاته نؤكد، أننا لن نتحمل مسؤولية احتقان جماهيري بعدما قلّ الضوء في النفق.