انطلاقة قوية مع سينما بريطانية مثيرة ومفاجئة

مهرجان مراكش الدولي للفيلم يتخذ من التنقيب عن تجارب سينمائية جديدة  هوية قارة
تجربة حياة عنوانها التحدي
اختارت الدورة الرابعة عشر لمهرجان مراكش الدولي للفيلم أن تفتتح بفيلم بريطاني كبير هو “نظرية كل شيء أو “Theory of Everything”
ويتناول الفيلم، الذي أخرجه جورج مارتش،علاقة ستيفن هوكينغ، العالم الفيزيائي البريطاني الشهير، بزوجته الأولى، جين وايلد، مركزا على التحديات القوية  التي واجهها في ظل معاناته مع  مرض شل جسده وجعله مقعدا وعاجزا طول حياته….. لا مكان للاستسلام في حياة هذا العالم والبطل الخرافي من هذا الزمن، فيلم رائع عن مناضل كبير رغم الإعاقة حيث لا يستقيم أي حديث عن الشريط دون الوقوف على ملامح شخصية هذا العالم فهو أبرز علماء الفيزياء النظرية على مستوى العالم الحديث، وله اكتشافات نظرية في علم الكون، بهرت العالم وأبحاث في العلاقة بين الثقوب السوداء والتسلسل الزمني، أما من الناحية الإنسانية فيعتبر احد المدافعين عن السلام في العالم،  شارك في مظاهرات ضد الحرب على العراق، وأعلن رفضه السفر إلى إسرائيل ورفض تسلم وسام الملكة. ستيفن هوكينغ المعجزة الذي مازال يعيش إلى ألان بعد أن اختصر الأطباء المدة المتبقية له في سنتين عقب إصابته بالمرض.
الفيلم مقتبس عن كتاب الزوجة الأولى، وهو يحمل عنوان «السفر اللامنتهي: حياتي مع ستيفن»، ويؤدي دور البطولة   باقتدار كبير إدي ويدمان في دور ستيفن هوكينغ وفيليسيتي جونز في دورالزوجة جين وايلد  فيلم الافتتاح هذا الذي أثار إعجابا كبيرا في تكامل بناءه من كتابة سينمائية راقية وإخراج مجدد.  

تكريم جيريمي أيرونز
صحيح أن السينما البريطانية على قلة إنتاجها ما فتئت تخبئ المفاجآت …… وهذا ليس مستبعدا على بريطانيا التي أعطت كبار المسرحيين والموسيقيين والسينمائيين إذ يقال أن الانجليز أمهر الممثلين من أمثال الظاهرة شارلي شابلن وشون كونري وأنطوني هوبكينز و جيريمي أيرونز هذا الأخير الذي حضر إلى مراكش ليتم تكريمه عشية السبت الماضي برسم الدورة الرابعة عشر للمهرجان الذي كان أيرونز من بين مدعويه خلال الدورة الأولى.
واستعاد الممثل البريطاني الذي استقبل بترحيب يليق بوضعه كفنان كبير شارك في أعمال كبيرة رفقة أشهر المخرجين والممثلين،  ويليق بإيمانه بقدرة السينما على توجيه الإنسان نحو استيعاب ذاته وطبيعتها،  واعتقاده بدور السينما في إرساء جسور التفاهم بين مختلف الثقافات والديانات والطبقات، وتوطيد  القناعة بقدرة الإنسان على التقدم نحو عالم أفضل.
يذكر أن جيرمي أيرونز  من مواليد 1948. حاز، عبر مسيرته الحافلة، على جائزة  الأوسكار، وفاز مرتين بجائزة إيمي، كما حصل على الغولدن غلوب. ويحتكم على عشرات الأفلام أبرزها “المتشابهان” و”امرأة الملازم الفرنسى” و”انعكاس الحظ” و”موت قاسى مع انتقام” و”الرجل ذو القناع الحديدي”.

مراكش مهرجان اكتشاف المواهب السينمائية الجديدة
هذا وتجدر الإشارة إلى  أنه كان للجنة تحكيم الدورة لقاء مع الصحافة أول أمس السبت أكدت خلاله رئيسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان، إيزابيل هوبير، أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يعد تجربة فريدة لاكتشاف إبداعات متميزة وغير مسبوقة لمواهب من جهات العالم الخمس.
وأوضحت الممثلة الفرنسية إيزابيل هوبير، أن ” مهرجان مراكش يمنح الفرصة لاكتشاف الأعمال الأولى لمواهب جديدة ، ولا يمكن مشاهدتها في مكان آخر. وهذه هي خصوصية المهرجان”.
وأضافت هوبير، التي تولت رئاسة لجنة تحكيم مهرجانات عريقة كمهرجان “كان”، أن لـجنة التحكيم تتطلع إلى عنصر المفاجأة .
وقال المنتج الفرنسي بيرتراند بونيلو، الذي اعتبر المهرجانات “مهمة وأساسية ” لكل مخرج، أنه يشعر بالفضول لاكتشاف عالم المواهب الجديدة التي ستقدم تجارب أصيلة ومتباينة الأساليب.
وبخصوص المهرجان، أبرز المخرج والسيناريست والمنتج الروماني كريستيان مونغيو أهمية هذه التظاهرة السينمائية التي تمكن من الانفتاح على عوالم أخرى.
وبدوره اعتبر الممثل والمخرج البريطاني ألان ريكمان، الذي يؤكد على أهمية “الانفتاح على السينما”، أنه من “المهم دائما مشاهدة أفلام جديدة”.
أما المخرج والسيناريست والمنتج الهندي ريتيش باترا فيدعو السينمائيين الشباب إلى التحلي بالجرأة وتقديم أفلام متميزة للجمهور.
وكانت الدورة التي انطلقت مساء الجمعة قد احتفت بالسينما المصرية في شخص الممثل عادل إمام،  ضمن فقرة التكريم التي تعد بالنسبة للمهرجان عنوانا بارزا لا يمكن تجاوزه دورة عقب أخرى، فبالنسبة لدورة السنة الماضية تم تكريم  كل من النجمتين الأمريكية شارون ستون والفرنسية جولييت بينوش، المخرجين هيروكازو كوريدا، وفرناندو سولاناس والممثل المغربي محمد خيي،هي فقرة أساسية ترافق إرادة المهرجان في الاحتفاء بالسينما وبأكبر الأسماء في الفن السابع العالمي.

Top