سيحتضن الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية التي تزخر بالأمجاد
إلتزاما مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الرامية الى صيانة الذاكرة التاريخية المغربية، وتفعيلا لخطابه التاريخي بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية الثالثة للسنة التشريعية، حيث أكد جلالته على واجب الاعتزاز بالوطن، والدود عن مقدساته، وصون وحدته الترابية، دشن المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، يومه الأحد 11يناير الجاري، الفضاء التربوي والتثقيفي والمتحفي للمقاومة وجيش التحرير بمدينة الفقيه بن صالح، وذلك بحضور رئيس المجلس الوطني لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأعضاء وفد هام من دولة الكويت الشقيقة، ووالي جهة تادلة أزيلال وعامل اقليم الفقيه بن صالح، ورئيس المجلس الإقليمي، وعدة شخصيات هامة، ومنتخبون ورجال الصحافة.
المشروع، بلغت تكلفته الإجمالية 2.415.200.00 درهم، وساهمت فيه المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بمبلغ 455.200.00 درهم، خُصص لاقتناء القطعة الأرضية والتجهيز، أما مجلس جهة تادلا ازيلال فقد ساهم بـ 800.000.00 درهم، والمجلس الإقليمي بالفقيه بن صالح بـ 600.000.00 درهم، والمجلس البلدي بالفقيه بن صالح بـ 400.000.00 درهم وعمالة الفقيه بن صالح ب 160.000.00 درهم للتجهيز والتأتيث. وشكل حدث تدشينه مناسبة هامة، وصفها المندوب السامي باللحظة التاريخية المتميزة، حيث قال، إن هذا الفضاء سيحتضن الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية التي تزخر بالأمجاد والملاحم والبطولات.
وقال إن حدث التدشين، يندرج في سياق إحياء الذكرى 71 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال (11يناير 1944). ومن حسن الطالع، يقول، أن يتزامن هذا الحدث والاحتفاء بهذه الذكرى الغالية على المغاربة أجمعين، وبحضور هذا الوفد، كذلك، من دولة الكويت الشقيقة التي ستتحضن بدورها قريبا فضاء للذاكرة التاريخية المغربية، والعلاقات الثنائية المغربية الكويتية.
الى جانب هذا، قال المندوب السامي في كلمة للجريدة، أن الغاية من هذا الفضاء التربوي التثقيفي المتحفي، هو تتبيث وصيانة الموروث التاريخي والمحلي، وإبراز خصوصيات الثرات النضالي للمنطقة وإشاعة ثقافة وفكر وتاريخ نمط حياة نساء رجال الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، والتعريف بلحظات تاريخية تتجسد بقوة في المعارك البطولية المتعددة التي يزخر بها أرشيف جهة تادلا أزيلال.
كما الغاية أيضا تعميق البحث التاريخي، واستنبات ثقافة القيم الوطنية الشجاعة والسمحاء، والرفع من معنويات أُسر وعائلات المقاومين وأعضاء جيش التحرير عبر أشكال احتفائية متنوعة في فضاء من هذا النوع. وذلك يقول عبر “الانفتاح على والتواصل مع مختلف الفاعلين والمجتمع المدني والهيئات المنتخبة، ومن خلال تنظيم ندوات ولقاءات تربوية حول التراث النضالي الوطني والمحلي، وربط أواصر التواصل مع أسرة المقاومة وجيش التحرير باعتبارها الحامل لجزء كبير من تاريخ المقاومة المحلية والوطنية، من أجل تقوية الروح الوطنية والمواطنة الإيجابية، والاعتزاز بالتاريخ الوطني والمحلي وتحقيق تنمية ثقافية”.
من جانبه، قال محمد مبديع رئيس المجلس بلدية مدينة الفقيه بن صالح، الوزير المكلف أيضا بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، أن تدشين فضاء من هذا النوع بمرافقه المتعددة ( الإدارة، قاعة العروض، فضاء المقاومة، الخزانة، قاعة المطالعة، قاعة الاجتماعات، قاعة الندوات والمحاضرات قاعة الانترنيت، الأرشيف..)، هو إضافة نوعية لمنجزات المدينة، ولبنة أساسية في مسار البناء والتشييد الذي اختاره كافة الشركاء بالمدينة، يمتح خصوصيته من كونه معلمة تاريخية ستصل الماضيَ / الغني بملاحمه التاريخية/ بالحاضر/المشرق بانجازاته العظيمة/، فقط يبقى الطموح، يقول المتحدث، في أن يتم توسيعَه وإغناءَه بالتحف الوطنية والمحلية حتى تكون الإستفادة أعمّ وأشمل.
غير هذا، عرف حفل التدشين، تقديم جوائز نقدية لثلاثة طلبة فائزين في مباراة أحسن البحوث الجامعية برسم سنة 2014/2015، وتمّ تكريم ثمانية أشخاص من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بلوحات تكريمية، وفاء واعترافا بخدماتهم الوطنية. كما تم بذات المناسبة توزيع مبلغ مالي قدره 41.730.00 درهم على عدد من المنتمين المستفيدين من الإعانات المالية من ضمنهم 11 أرملة مقاوم.