> ما الذي يمثله لك الترشح وكيلة للائحة محلية باسم حزب التقدم والاشتراكية؟
< أعتز بصفتي كمواطنة وامرأة أن أترشح على رأس لائحة محلية باسم حزب التقدم والاشتراكية خلال الانتخابات التشريعية لـ 7 أكتوبر، وأعبر بالمناسبة عن تقديري وامتناني للثقة التي وضعها الحزب في شخصي، كما أبدي تقديري للمناضلات والمناضلين الذين تضمهم اللائحة التي أمثلها إلى جانبهم.
واعتبر أن ترشحي على رأس لائحة في القنيطرة التي تعد دائرة صعب التنافس فيها، يشرفني بل ويتيح لي إمكانية إحداث رجة في صفوف أولئك الذين باتوا بمثابة آلة انتخابية في هذه الدائرة، فالظرفية الراهنة أعتقد أنها تتطلب التحلي بالجرأة وأنا لدي الكثير منها لخوض هذه الاستحقاقات بكل نضالية وشفافية.
وهذا يدل على أن المسيرة الديمقراطية في المغرب تسير بثبات نحو الأمام، ويجب التذكير ان حزب التقدم والاشتراكية كان على الدوام حزبا طلائعيا في الساحة السياسية الوطنية حيث طالب بتحقيق التقدم والتنمية الاقتصادية، عبر إعمال مبدأ المساواة، فقد كان أول هيئة سياسية امتلكت من الشجاعة والجرأة لطرح مسألة إدماج النساء والدفاع عن قضاياهن، ويدل على ذلك ما قام به مؤخرا بتأسيسه منتدى المناصفة والمساواة، كإطار يطمح إلى ترسيخ مبدأ المساواة داخل المجتمع المغربي وتقوية حضور ومشاركة النساء في العمل السياسي.
فمن الطبيعي إذا أن يكون حزب التقدم والاشتراكية الذي يعمل جاهدا من أجل تكريس المساواة بين النساء والرجال، أن يكون اختياره للترشيحات خلال هذه الاستحقاقات يعتمد قاعدة واحدة لا غير ألا وهي معيار الكفاءة بين الجنسين.
ولكن بصفتي وكيلة لائحة، أحس بثقل ومسؤولية هذا الترشيح على كاهلي، وأيضا للرفاق المرشحين معي في اللائحة، بل ومجموع الفريق الذي يدعمني ويدير معي هذه الحملة الانتخابية، لكن المسؤولية يتحملها أيضا المنتخبات والناخبون، الذين أتمنى أن يعملوا على تجاوز الخطابات الفارغة من أي مضمون التي يطلقها المرشحون الآخرون، وأن لا يخضوا لأي تأثير يرتبط بما لهؤلاء من مقدرات مالية، ويتجهوا نحو الاختيار الصائب بالتصويت على حزب التقدم والاشتراكية، حزب «المعقول من أجل مواصلة الإصلاح».
ويمكن القول أنه أصبح من الصعب التفكير في أن اختيار المنتخب ستحدده القدرات المالية أو شهرة بعض الأسماء ، لأنه من خلال لقاءاتي المباشرة مع الناخبات والناخبين، يتبدى لي أن الحصيلة المحققة خلال الفترات السابقة سيكون لها وقع على قرار الاختيار، كما أنه بالنسبة لبعض الناخبين فإن شخصية المرشح تشكل أيضا محددا في الاختيار، وأتمنى خلال هذه التشريعيات أن يكون هؤلاء الذين اعتادوا على شراء الأصوات أمام مفاجئات غير سارة بالنسبة ، خاصة وأن كثيرا من المغربيات والمغاربة باتوا يؤكدون أنهم غير مستعدين لوضع مستقبل بناتهم وأبنائهم بين أيدي غير نظيفة.
> هل ما زالت السياسة ساحة صعبة المراس بالنسبة للمرأة في المغرب؟
< عالم السياسية في العادة هو معاذ للمرأة، فهو مجال صعب يملأه العنف، وهو كذلك بشكل أكبر بالنسبة للنساء، حيث أن مجال السياسة نفسه يحتاج إلى خطوات جبارة ليحقق التقدم على مسار المناصفة، وهو بذلك يبقى بمجال يشبه الغابة بالنسبة للمرأة.
ومثل جميع النساء اللواتي تقدمن كمرشحات برسم هذه الاستحقاقات ، أنا على وعي بالصعوبات التي تعترض النساء من أجل ولوج هذه القلعة التي تشتد بها الحراسة ، خاصة وأن المشهد السياسي يعرف حضورا قويا للتمييز بين الجنسين ، كما النساء باعتبارهن أقلية يتم تنميط ممارستهن السياسية وإعاقة عملهن على هذا المستوى، هذا فضلا عن أن النساء خلال الحملات الانتخابية لا يمكن أن يعتمدن سوى على ذواتهن وتحمل المسؤولية ومحاولة النفاذ منها بسلام ، ذلك أن العديد من المرشحات اللواتي اخترن تجاوز كل المعيقات ومواصلة العمل السياسي، يجدن أنفسهن وحيدات خلال الحملة ولايحظين بأي دعم من لدن هيئاتهن السياسية.
هذا فضلا عما يتعرضهن بالنسبة للميكانيزمات المؤسساتية والتي هي أيضا تساهم في تعقيد حياتهن، منها ما يرتبط بتعدد المهام، وغياب تقييد المهمة بمدة معينة، فضلا عن الممارسات داخل الحزب، وهذا العناصر كلها لحسن الحظ لانعاني منها داخل حزب التقدم والاشتراكية.
وأؤكد أن النساء بالرغم من مجموعة من الإكراهات التي ترتبط بممارسة العمل السياسي أو الشأن العام، فإني جد متفائلة لأني أسجل تطورا إيجابيا في العقليات سواء بالنسبة للناخبات أو الناخبين، مما يجعلني أقول» أن الأمر يبقى غير محسوم بشكل مسبق، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعتقدون أن لديهم اليد الطولى على الناخبين من الجنسين في دائرتي».
ويجب الإشارة في هذا الصدد أن طيلة الأيام الماضية من الحملة الانتخابية، لم ألمس سوى التقدير من قبل منافسي 11 رجلا في الدائرة التي ترشحت فيها، علما أن ما اخترته كنهج في ممارسة السياسة هو العمل بكل جد ومثابرة وكفاءة وليس كرقم احتياطي، وأدرك أن المهمة شاقة ولكني وضعت نفسي رهن الإشارة للإنصات لهموم الجهة منذ مدة، وآمل أن يلفت نظر الناخبات والناخبين ما نمتلكه كأفكار قادرة على التحقق والارتقاء بالأوضاع.
> ما هي الأولويات التي تعتبرين أن دائرة القنيطرة وساكنتها ينتظرون تحققها؟
< دائرة القنيطرة منطقة لديها إمكانيات هائلة، لكن يسجل بها مفارقات غريبة، فالمنطقة تمتلك موقعا جغرافيا استراتيجيا، حيث تقع عند ملتقى شبكة الطرق الوطنية وكذا شبكة الطريق السيار، وخطوط السكة الحديدية، فضلا عن خط القطار الفائق السرعة (تي جي في) والخط البحري عند مصب نهر سبو، الذي يعد النهر الوحيد في المغرب الذي يمكن الملاحة فيه، بالإضافة إلى توفر المنطقة على ساحل يصل طوله 140 كلم، وميناءين.
وهذا التموقع الجغرافي،يجعلها ترتبط بجميع الجهات، فهي غير بعيدة عن الشمال(طنجة) والشرق(فاس وجدة) أو الوسط (الرباط) أو الجنوب )البيضاء ،مراكش..)، هذا فضلا عن امتلاكها لموارد طبيعية هامة، ممثلة في أراضي شاسعة تعد الأكثر خصوبة في المغرب وكذا موارد مائية هائلة، لكن يبقى وجه المفارقة، أنه بالرغم من كل هذه الإمكانيات الهائلة ،فإن القنيطرة لم تحمل خاصيتها كمدينة إلا قبل نحو عقد من الزمن، هذا فضلا على أنه بالرغم مما قام به الفريق الحكومي المنتهية ولايته من عمل مهم وتمكنه من تغيير ملامح القنيطرة إلى الأفضل، لكن لازالت المنطقة تحتضن بين ثناياها بعض الجماعات التي تعد الأفقر على مستوى المغرب ، بالنظر لنسبة الهشاشة والعطالة والفقر التي تسجل بها، وهذا الطابع للأسف ينزل بكل ثقله محدثا نوعا من المفارقة بين ما تمتلكه المنطقة من إمكانيات هائلة وبين واقع بئيس.
وأؤكد أن القنيطرة مازالت تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد لإبراز الجانب المتميز فيها كمنطقة تمتلك الكثير من المؤهلات من احتياطي عقاري وموارد طبيعية، لأن ذلك من شأنه أن يساهم في إقامة قطب صناعي حقيقي، وكذا كقطب للفلاحة الصناعية، خاصة إذا تم استثمار بشكل أكبر للمنطقة الصناعية الجديدة التي تمت تهيئتها، ممثلة في «المنطقة الأطلسية للأوفشورين، والتي تعد عاملا إضافيا جعل المنطقة أكثر جاذبية بالنسبة للمستثمرين.
وبالنسبة للتهيئة الحضرية، فإن مجهودات كبيرة تم بذلها، ولكن هناك بعض الأخطاء التي يتعين استدراكها، خاصة ما يهم الجانب البيئي بإيلاء العناية أكثر لبعض المناطق الطبيعية التي تدهورت بشكل ملموس، كما ينبغي ملأ الخصاص الذي يسجل على مستوى البنيات التحتية، سواء تعلق الأمر بالبنيات الثقافية، أو الرياضية، والصحة، وشبكات التطهير، والعمل في ذات الوقت على تعزيز العمل الاجتماعي.
> ما هي الرسالة التي تودين توجهيها إلى الناخبات والناخبين خلال الحملة الانتخابية؟
< أحرص على دعوتهم بضرورة الاطلاع على مساري والتأكد من نزاهة ذمتي، فأنا ترشحت كوكيلة لائحة وأطمح أن أحوز على ثقتهم، ليس بصفتي امرأة، ولكن بالنظر لكفاءتي والعمل الذي قمت به بشكل مسبق حيث أعددت ورقة تقنية خاصة بكل جماعة على حدة، حيث اعتمدت نهج استثمار المكتسبات المحققة من أجل معالجة المشاكل العديدة التي لازالت عالقة وتنتظر الحل بعدد من الجماعات، منها جماعة سيدي الطيبي التي تعرف خصاصا على مستوى التزود بالماء الصالح للشرب، والكهرباء، وشبكة التطهير.
فهدفنا هو البناء والنهوض بالديمقراطية التشاركية من أجل رفع التحديات والاستجابة لمتطلبات التنمية المستدامة في الجهة بل وفي مجموع تراب الوطن، فتعزيز المسلسل الديمقراطي في وطننا لا يمكن أن يكون شاملا، دون مشاركة النساء في هذه العملية، وهذا هو هدفنا من أجل تعبئة نصف ساكنة المملكة ومنحها المكانة التي تستحقها في تدبير الشأن العام الوطني.
أجرت الحوار: فنن العفاني