خاض فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم مساء يوم السبت الماضي بملعب مراكش الكبير، مقابلة كبيرة وهو يواجه أقوى ناد على الصعيد الأفريقي، اعتبر ظاهرة غيرت الكثير من الثوابت التي ميزت كرة القدم الأفريقية في السنوات الأخيرة، ولم تعد فرق الأهلي المصري والترجي ونجم الساحل التونسيين ووفاق سطيف الجزائري والرجاء المغربي وحدها قوى مؤثرة في الحياة الكروية بالقارة السمراء.
مازيمبي الأقوى، وهى التسمية التي اختارها الملياردير موريس كاتمبي للفريق الذي حوله بفعل عائدات الماس إلى قوة ضاربة، بجلب أحسن اللاعبين والمدربين، إلى درجة أصبحنا بالفعل أمام منتخب أفريقي، يعتمد في مقابلاته على 16 لاعبا أجنبيا من مختلف الجنسيات.
بهذه القوة الضاربة، جاء بطل الكونغو الديمقراطية لمراكش وفي اعتقاده أن المقابلة ستكون سهلة، إلا أن العكس هو الذي حصل، إذ فوجئ “الغربان” بإصرار كبير من جانب الفريق المغربي على خوض مقابلة كبيرة وإحراج هذا الفريق /الظاهرة، والأكثر من ذلك تحقيق نتيجة الفوز، دون تلقي أهداف بميدانه.
ولم يتمكن الوداد من تحقيق الفوز فقط، بل أبان عن إصرار وندية وقوة في مواجهة الخصم، بل استطاع إبطال مفعول الفعاليات العديدة لأشبال المدرب الفرنسي روبير فيلود، وهو بالمناسبة مدرب سابق لحسنية أكادير، لم يحقق معه نتائج باهرة، مما عجل برحيله المبكر عن الفريق السوسي.
وقد اعترفت كل مكونات الفريق الكونغولي بالقوة التي أظهرها بطل المغرب، وجاء هذا الاعتراف عبر موقعه الرسمي، إذ جاء في مقال خاص بالمناسبة أن “التحليل موضوعي للمقابلة، يفرض البدء بالقول إن الوداد يستحق التنويه، سواء فيما يخص جودة الاستقبال المخصص لفريق مازيمبي على التراب المغربي، أو فيما يتعلق بمستوى الأداء الذي قدمه الفريق الأحمر على الملعب الكبير لمراكش، وأيضا على مستوى الرغبة الجامحة في الفوز التي أبان عنها طيلة المقابلة وليس غربيا أن يقول المدرب جون توشاك بعد المقابلة إن فريقه قدم أحسن مبارياته منذ أن استلم قيادته”.
اعتراف مازيمبي بالقوة الاستثنائية التي أظهرها لاعبو الوداد يعتبر بحق قمة في الروح الرياضية العالية، رغم أن الموقع أشار إلى رفض الحكم الجزائري محمد بنوزة منح ضربة جزاء لفائدة لاعب طوماس ميوانغو، بينما منح بالمقابل هدية أسماها بـ “الملكية” لفائدة رضا الهجهوج، سجل على إثرها الهدف الثاني من ضربة جزاء.
لكن على العموم فإن تعليق مازيمبي كان موضوعيا وسجل اعترافا بالقوة التي أظهرها خلال مقابلة الذهاب، والتي من المفروض أن يظهرها خلال لقاء القوة بلومومباشي الأسبوع القادم، بكل ما يمكن أن يحمله من مفاجآت…
وفي حال تمكن بطل المغرب من إقصاء بطل القارة السمراء، سيتأكد أن الوداد الأقوى وسط قارة لم تعد تؤمن بالمطلق بأي دور للضعفاء…