مدينة الرحمة: جريمة قتل بشعة بعين «الكديد»

جريمة قتل بشعة تلك التي وقعت مؤخرا  بعد صلاة المغرب بدوار أولاد عبو أولاد احميدة  بمنطقة عين الكديد القريبة من مدينة الرحمة  بالضاحية  الجنوبية  للدار البيضاء. إذ أقدم شاب قاصر عازب يعمل كأجير بمعمل لصنع الضمادات بطريق ازمور بالقرب من الدوار المذكور، يقطن بمعية  والديه في نفس الدوار، وهو في  الثامنة عشرة من عمره، بطعن جاره (ع .ش)  البالغ من العمر حوالي 30 سنة  طعنة قاتلة. وأفادت مصادر من الدوار المذكور بان الشاب الجاني (ز .ح) قام باقتراف  بجريمته تحت تأثير الخمر.
فعندما لعبت الخمرة برأسه، توجه نحو منزل جاره وبدا يطرق بابه  الذي لم تكن داخله إلا زوجة الضحية. الضحية  الذي كان عائدا من أداء الصلاة بمسجد الحي، حيث تبادل الطرفان السب والقذف تلاه الضرب والجرح المتبادل.  وفي خضم هذه المشادة ، انهال الجاني على الضحية  وقام بتوجيه طعنات إليه فانهار هذا الأخير.  وما هي  إلا لحظات حتى كان جثة هامدة أمام باب منزله بالدوار المذكور والدماء تنزف منه. فهرع الجيران الذين أصيبوا بالارتباك  نحو مسرح الجريمة.
بعد ذلك بقليل تمت المناداة على الدرك الملكي بالمركز الدائم الجديد   بمشروع الرحمة  الذي  تم إحداثه مؤخرا. فحضرت مجموعة كبيرة من الدركيين الذين  قاموا بمعاينة الجثة كما قاموا بالإجراءات الأولية  . وتم نقل الضحية إلى مستودع الأموات الكائن بمدينة الرحمة .  وغادروا مكان الجريمة إلا اثنين منهم اندسا داخل بيت القتيل وبدا  ينتظران ويترقبان  ماذا سيقع. وقد كانت هذه الخطة المحكمة ناجعة  حيث أتت أكلها في زمن قياسي . و ما هي إلا  نصف ساعة ونيف حتى سمعا طرقات من وراء باب المنزل . فقامت أخت الجاني   بفتح الباب ولم يكن الطارق إلا الفاعل  نفسه الذي جاء يبحث عن جاكيتته بعد أن أحس بالبرد. فقام الدركيان بوضع الأصفاد على  يديه . ونادوا على زملائهم الذين رجعوا  بسرعة إلى مكان الجريمة. حيث تم  اقتياد الجاني إلى المركز المذكور.
أما فيما يخص الضحية فهو من مواليد  إقليم الصويرة  مهنته حجار (النحت على الحجر) متزوج له ابن وحيد يقطن بنفس الدوار منذ عدة سنوات، يجاوره بعض إخوانه الذين لم يخفوا حسرتهم على هذا الفعل الذي ارتكب ضد أخيهم.
وللإشارة  فقبل أيام قام شاب بقتل أبيه بدوار فريحات بالقرب من مدينة الرحمة. وحسب مصادر من الدوار فان الجاني قام بطعن والده بواسطة آلة طورنيفيس  في جنبه الأيسر  تحت تأثير الأقراص المهلوسة لأنه رفض مده بالنقود  فارداه قتيلا.
يذكر أن دوار أولاد عبو أولاد احميدة كان يسمى قديما بدوار أولاد مسعود قبل أن يطلق عليه الفرنسيون اسم دوار العيالات لأنهم ( الفرنسيون )  كانوا يشغلون نساء الدوار في الضيعات  الفلاحية وفي معامل تصدير المواد الفلاحية من طماطم وبطاطس وغيرها  في وقت كانت فيه منطقة دار بوعزة تتصدر صادرات المغرب نحو أوربا…
إلى هنا كان الدوار يعيش في سلام، إلا أن تناسل البناء العشوائي في السنوات الأخيرة وكذا كراء المنازل بدون عقود أدى إلى توافد أناس غرباء عن المنطقة  فاختلط الحابل بالنابل  وها نحن نجني ثمرة نتائج هذه الظاهرة الغير صحية وهي عدم الطمانينة و الجنح و الجنايات  وما إلى ذلك.
وعن سبب تسمية هذه المنطقة بعين الكديد تقول السيدة فاطنة ياسين وهي عجوز مسنة  ولدت وترعرعت بالمنطقة وتربطها بها ارتباطات تاريخية « إن سبب تسمية عين الكديد بهذا الاسم هو أن النساء قديما كن يحملن ملابسهن إلى العين المذكورة ، كما كن يجلبن معهن كديد عيد الأضحى أي ماتبقى من كبش العيد  ويقمن بتعليقه و نشره على مقربة من العين المذكورة . وعندما حل الأجانب والمعمرون الفرنسيون  أيام الحماية سموا هذه العين بعين الكديد.     

*

*

Top