عبد الرحمان سيساكو: السينما لا تقتصر على القصص أو الحوار بل كذلك على الصورة..

التقى المخرج وكاتب السيناريو عبد الرحمان سيساكو، الحائز في فرنسا على سبعة جوائز سيزار، من بينها جائزة أفضل مخرج وجائزة أفضل فيلم، مع محبيه في سلسلة “حوارات” ضمن فعليات الدورة الـ 21 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش بمسرح ميدان. اللقاء حضره مجموعة من السينيفيليين والمهتمين بأعمال سيساكو، بينما نشطه الناقد الفرنسي شارل تيسون.

وبدأ سيساكو حديثه بالقول: “ولوجي إلى عالم السينما كان بسبب عاطفي (…) حينما نكبر في بيئة “فقيرة” مع عدم وجود عدالة.. نكون بحاجة للحديث عن هذا العالم الذي نشأنا فيه عن طريق السينما (…) بالنسبة لي من الضروري أن نحكي عن تجاربنا وأن ننقل ذلك العالم الغني بالتجارب الذي يشكل شخصيتنا وهو ما حاولت أن أقوم به”.

كما تحدث سيساكو عن فترة دراسته بموسكو، حيث كان يشاهد فيلما كل يوم من كل دول العالم، كما حكى عن اكتشافه لعالم السينما الإفريقية بالرغم من أنه لم يكن هناك الكثير من المخرجين الأفارقة.

يضيف سيساكو: “هناك شخصيات قوية ألهمتني وشجعتني على دخول عالم السينما (…) بعد أن أنهيت فيلمي الأول “اللعبة” الذي صورته بعد نهاية دراستي، التقيت حينئذ الناقد التونسي الطاهر شريعة، وتحدثنا عن فيلمي، وقال لي: أرى طفلا له مستقبل كبير لأنه مجتهد”.

وتابع المتحدث “أنا جزء من جيل المخرجين الذين دائما ما يودون تمرير اللحظات اليومية، بالرغم من أن المشاركة الإفريقية في الأفلام كانت متأخرة، ودائما ما يتم تهميش القارة الإفريقية، كما لا يتم تسليط الضوء على كتاب السيناريو أو المخرجين الأفارقة (…) بالنسبة لي فإن السينما هي أن لا نذهب بعيدا من أجل البحث عن فكرة، بل يجب التمعن بالمعاني التي تحيط بنا”، يقول سيساكو.

كما أبرز سيساكو أن الدول القوية المهيمنة مثل فرنسا وألمانيا، كانت تهمش قارة على حساب أخرى، مضيفا “أنا كفنان وددت أن أسلط الضوء على العالم الذي أنتمي إليه، كانت رسالتي هي أن أجلب النظر إلى القارة الإفريقية (…) ليس من السهل أن نصور الأفلام، بالنسبة لي، السينما لا تقتصر فقط على سرد القصص أو الحوار، بل كذلك على الصورة، ويجب أن نلتقط المواضيع ونضعها على الشاشة”.

واختتم الحائز على السيزار حديثه بالقول: “في الفيلم الأول، معظم الناس لا يعرفونك، أنت محتاج لأن تبرر عملك وتعطيه معنى كبيرا (…) من المهم بالنسبة لي أن أصور الأمور كما تجري (…) عالم السينما هو أسرة تتكون من المخرجين والمنتجين، نحن نجرب تصوير المشاهد ونختبرها، ودورنا هو التلاعب بالصور من أجل خلق الأحاسيس وجذب المشاهدين”.

جدير بالذكر أن عبد الرحمان سيساكو ولد سنة 1961 بمدينة كيفة بموريتانيا، وقضى طفولته في مالي. قبل أن ينتقل إلى موسكو سنة 1983 لدراسة السينما في المعهد الفيدرالي السوفياتي الشهير غيراسيموف. هناك أخرج أول فيلميه القصيرين: “اللعبة” و”أكتوبر”، اللذين عرضا سنة 1993 في قسم “نظرة ما” بمهرجان كان.

وبطلب من “أساطير لافونتين”، أخرج فيلم “الجمل والعصا المترنحة ” (1995)، أتبعه بفيلم قصير من سلسلة أحلام إفريقيا “صبرية”. في سنة 1998، قام بإخراج فيلم “الحياة على الأرض”، وهو عودة إلى موطنه الأصلي يحاكي من خلاله كتابات إيمي سيزار.

كما أخرج عام 2002 فيلم “في انتظار السعادة”، الذي نال عنه جائزة النقاد الدولية في مهرجان كان، وجائزة “حصان ينينغا الذهبي” بمهرجان إفريقيا للسينما والتلفزيون بواغادوغو “فيسباكو”، والجائزة الكبرى في بينالي السينما العربية بباريس.

وفي سنة 2006 قام في البيت العائلي بمالي بتصوير فيلم “باماكو”، الذي عرض خارج المسابقة بمهرجان كان. وفي العام 2015 شارك بفيلم “تمبكتو” في المسابقة الرسمية لمهرجان كان، كما أثار حماسة كبرى عندما أصبح أول فيلم موريتاني يتنافس على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي.

متابعة: سارة صبري

تصوير: أحمد عقيل مكاو

Top