خبراء مغاربة وأجانب يثمنون المكاسب الدبلوماسية التي حققها المغرب

أبرز خبراء مغاربة وأجانب، الخميس الماضي، المكاسب الدبلوماسية غير المسبوقة التي حققتها المملكة، وفي مقدمتها القرار الأمريكي بالاعتراف بمغربية الصحراء.
وأضاف هؤلاء الخبراء، خلال ندوة افتراضية حول التطورات الأخيرة لقضية لصحراء المغربية وانعكاساتها على المشهد السياسي، نظمت في إطار فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان المغربي-الإيطالي تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، أن الانتصارات التي حققها المغرب بفضل المبادرات الدبلوماسية التي قام بها أربكت خصوم الوحدة الترابية للمغرب.
وفي هذا السياق، قال زهير الواسيني، الصحافي المغربي في تلفزيون “راي نيوز” الإيطالي، إن المغرب قام بـ”خطوة ذكية”مكنته من تحقيق مكاسب دبلوماسية “جد مهمة”، معتبرا أن المملكة توجد اليوم في “وضع جيد”.
وسجل واسيني، في هذه الندوة التي نشطها رئيس المهرجان المغربي-الإيطالي عبد الله خزراجي، أنه أمام هذه الخطوة الذكية التي قام بها المغرب “يتعين على أوروبا أن تتخذ قرارا صائبا وإلا فإنها ستكون الخاسر الحقيقي، إذ لم يعد هناك مجال للعودة إلى الوراء” .
وأشار هذا الصحافي والباحث في العلاقات الدولية إلى أن جبهة ” البوليساريو” وراعيتها الجزائر تواصلان تكرار الأسطوانة المشروخة ذاتها، والتشبث بأطروحتهما البالية والمتجاوزة وغير القابلة للتطبيق، في محاولة للترويج لحقائق مغلوطة.
من جانبه، قال الموساوي العجلاوي، الباحث في العلاقات الدولية، خلال هذه الندوة التي نظمت بشراكة مع جمعية رباط الفتح، إن التطورات الأخيرة التي شهدتها قضية الصحراء المغربية تعتبر ” مؤشرا حقيقيا على تحول نوعي على الصعيد العالمي في مسار هذا النزاع الإقليمي المفتعل، وانفراجا عميقا ،يرتقب أن يفضي عمليا إلى طي هذا الملف الذي عمر طويلا”.
واعتبر العجلاوي أن قرار الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه سينعكس إيجابا على عملية السلام، التي تقودها الأمم المتحدة حول الصحراء المغربية، ومن شأن هذا الاعتراف أن يشجع مستقبلا قوى عالمية أخرى على أن تحذو حذو واشنطن ليتسع بذلك نطاق تثبيت مغربية الصحراء على الصعيد العالمي.
من جهته، تطرق عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال بالرباط ، فريد الباشا، إلى عقد اتفاقية تعاون وشراكة بين مجلس الجالية المغربية بالخارج والكلية لتأهيل مغاربة العالم للترافع حول قضية الصحراء المغربية.
وأوضح باشا أن الهدف من الاتفاقية هو مد مغاربة العالم بالمادة العلمية والمعلومات السياسية والاجتماعية والثقافية والتاريخية والجغرافية حول الصحراء المغربية والنزاع المفتعل بخصوصها، مشيرا إلى أنه يجري إنشاء خلية تتبع لتفعيل الاتفاقية والتمكن من تنفيذها في الأسابيع المقبلة.
من جهة أخرى، أبرز الخبير الإيطالي في الشؤون الدولية، ماثيو جاك دومنيكي، خلال ندوة حول “مغرب الغد” نظمت في إطار فعاليات المهرجان المغربي- الإيطالي، أن المغرب يضطلع اليوم أكثر من أي وقت مضى بدور رئيسي في العلاقات الأورو- متوسطية والأورو-إفريقية، مسجلا أنه فضلا عن الجانب التاريخي والثقافي الذي يربط المغرب بالجيران المتوسطيين، تزخر المملكة بمؤهلات جغرافية، لوجيستية وسوسيو-اقتصادية وبيئية ” هائلة ” تجعل منها “شريك ا رئيسي ا” للعديد من البلدان الأوروبية.
وأضاف هذا الخبير الذي قاد العديد من المشاريع ذات الصلة بقضايا التنمية لدى الأمم المتحدة في إفريقيا والشرق الأوسط، أن المملكة المغربية تتموقع كفاعل جوهري في مسلسل السلام والازدهار في الشرق الأوسط ، وأنه بفضل تقاربه الدبلوماسي والاقتصادي مع دولة إسرائيل، يعد المغرب اليوم أحد أكثر الفاعلين مصداقية وأهمية لتحقيق السلام بين دولتي فلسطين وإسرائيل.
من جانبه، قال عضو مجلس الشيوخ الإيطالي، اندريا كاوزين، إن التعاون مع المغرب “يعتبر بالنسبة لنا أمرا إيجابيا ومثمرا”.
وأشاد البرلماني الإيطالي بالدور الذي يقوم به المغرب في مجال الأمن الدولي ومحاربة الإرهاب، وبالجهود التي يبذلها من أجل نشر إسلام معتدل، وكذلك بمبادرته المتعلقة بتكوين الأئمة .
من جهته، أشاد قنصل السينغال بميلانو، لامين ضيوف، بالسياسة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس وبالدور الذي يضطلع به المغرب في إفريقيا والمساعدات التي قدمها لعدة دول في هذه القارة ، من بينها السينغال التي تجمعها بالمملكة علاقات “مميزة”.
وأبرز ضيوف الدور “التاريخي” للمغرب في نشر إسلام معتدل وبناء مجموعة من المساجد في إفريقيا واستفادة طلبة جامعيين أفارقة من منح لمتابعة دراستهم في المغرب.
يذكر أن المهرجان المغربي-الإيطالي يعمل، منذ انطلاقه في سنة 2012، على المساهمة في إطلاع الإيطاليين على مؤهلات المغرب، ومدى تقدمه على مختلف الأصعدة، فضلا عن تسليط الاضواء على الفرص التي يتيحها في مجال التبادل الاقتصادي والثقافي، وكذا على المهاجرين المغاربة في إيطاليا الذين اندمجوا في النسيج الاجتماعي لهذا البلد. كما يعمل على توطيد مزيد من أواصر التقارب بين البلدين.

Related posts

Top