“آدم” فيلم روائي للمخرجة الشابة مريم التوزاني وبطولة نسرين الراضي

تشكل قضايا المرأة مادة دسمة في عالم الفن السابع، إذ لطالما أثارت الأعمال السينمائية من هذا الصنف كثيرا من الجدل وأسالت غير قليل من الحبر.
وتطرح علاقة السينما بالمرأة بالمغرب إشكالات حقيقية، تم تناولها مرارا وتكرارا في عدد من الأفلام من خلال مقاربات متعددة وزوايا مختلفة تعالج جوانب اجتماعية وثقافية بالأساس.
ولم يشكل شريط “آدم”، لمريم التوزاني، استثناء في هذا الصدد. فقد حاول هذا الفيلم معالجة إشكالية المرأة خصوصا، والأمهات العازبات بشكل أخص، من زاوية إخراجية جديدة وبعيدا عن الصور النمطية وانطلاقا من مقاربة الدفاع عن المرأة دون التهجم على الرجل.
تقول الممثلة المغربية، نسرين الراضي، بطلة الفيلم، إن الشريط يخصص حيزا هاما لموضوع المرأة من خلال الوقوف على جوانب نفسية وثقافية واجتماعية متعددة، وذلك من خلال مقاربة مختلفة تمنح المشاهد فرصة الاطلاع على جوانب مختلفة من الحياة اليومية للمرأة المغربية ومعاناتها داخل المجتمع.
وسجلت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المخرجة مريم التوزاني سلطت الضوء بشكل مميز على معاناة “سامية” بطريقة “يغيب عنها التركيز على ضعف المرأة أو إلقاء اللوم على الرجل”، مضيفة أن “المرأة قوية بعادتها ويمكن أن تخرج عن صمتها وتساعد نفسها بدون الرجوع إلى الرجل”.
وأبرزت أن الفيلم يمرر رسالة واضحة مفادها أن “المرأة المغربية قادرة على الصمود في وجه المشاكل التي يمكن أن تواجهها في الحياة، سواء كانت علاقة حب فاشلة أو مصير معارض لغرائزها وقناعاتها “، مشيرة إلى أن الفيلم يتمحور حول قدرة المرأة على تحمل مسؤوليتها كاملة في اختيار قراراتها. واعتبرت نسرين الراضي أن الأعمال الدرامية المنتجة لا يرقى الكثير منها إلى المستوى المطلوب في تناولها لهذه المواضيع، مشددة على ضرورة معالجة مثل هذه القضايا بشكل “جدي ومبتكر يجعل المشاهد يستمتع بالفيلم، ولكن في الوقت نفسه، يعيد النظر في بعض تصرفاته السلبية”.
وبخصوص اختيارها لتمثيل دور البطولة في فيلم “آدم”، أكدت نسرين الراضي أنها أدركت من أول لقاء مع مخرجة الفيلم أن الدور سيكون من نصيبها، مضيفة “كنت أنتظر جواب مريم وسامية لم تفارقني لحظة واحدة. أحببت كثيرا الشخصية وقصتها إلى درجة أنني أثناء تصوير الفيلم كنت أنام ببطني المصطنع لكي أستوعب جيدا ما تشعر به المرأة الحامل. سامية شخصية لن أنساها”.
واعترفت بأنها بدأت الاشتغال على شخصية “سامية” حتى قبل تلقيها الموافقة بشكل رسمي على تجسيد الدور، مشيرة إلى أن تجسيد الشخصية كان صعبا وممتعا في الوقت ذاته نظرا لأن “دواخل سامية بحر لا حدود له”.
وأكدت بطلة الفيلم أن تجربتها في شريط “آدم” مختلفة تماما عن سابقاتها، وذلك لعدة اعتبارات فنية وإنسانية، من بينها أن الفيلم يعالج قضية المرأة من جانب إنساني بحت.
وتتطرق قصة فيلم “آدم”، الذي تتمحور أحداثه حول خمس شخصيات فقط، إلى إشكالية الأمهات العازبات في المجتمع المغربي، من خلال قصة الشابة “سامية” (نسرين الراضي)، الحامل من علاقة خارج إطار الزواج، ما تسبب في رحيلها عن عائلتها والهجرة من قريتها نحو المدينة للبحث عن فرصة عمل. وبعد محاولات فاشلة، تلتقي بالأرملة “عبلة” (لبنى أزابال) التي تحضر الحلويات وتبيعها لتوفير لقمة العيش وتربية ابنتها الوحيدة “وردة”.
وكان المركز السينمائي المغربي قد أعلن ترشيح فيلم “آدم” للمنافسة على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي في الدورة 92 لحفل جوائز الذي تقدمه أكاديمية فنون وعلوم السينما الأمريكية.
ويشارك فيلم آدم في المسابقة الرسمية للدورة 21 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، وذلك بعد أن مثل المغرب في مهرجان “كان” السينمائي في دورته الـ 72 ضمن فقرة “نظرة ما”.
يشار إلى أن شريط “آدم” هو أول عمل روائي للمخرجة الشابة مريم التوزاني، التي رأت النور سنة 1980 بمدينة طنجة، واشتغلت في مجال الصحافة قبل أن تتخصص في الفن السابع، حيث سبق لها أن فازت بعدة جوائز دولية عن فيلميها القصيرين “حينما ينامون” و”آية والبحر”.

> حسين الحساني (و.م.ع)

Related posts

Top