آسفي: دار الأمومة بجمعة سحيم، تجسيد لانخراط المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للنهوض بصحة الأم والطفل

يتوخى المشروع تقليص معدل الوفيات وسط النساء والرضع والإسهام في تحسين صحتهم، تعزيز قيم التضامن والتعاون التي تشكل جوهر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كما يروم ضمان تتبع أفضل لصحة الأم والمواليد الجدد، وتتبع الحمل في ظروف آمنة وناجحة، تحت مراقبة طبية صارمة تمثل دار الأمومة بجماعة جمعة سحيم التابعة لإقليم آسفي، مشروعا مندمجا يجسد انخراط المبادرة الوطنية للتنمية البشرية النموذجي والراسخ من أجل النهوض بصحة الأم والطفل والحفاظ عليها.
ويروم هذا المشروع النموذجي، ذو الطابع الصحي والاجتماعي، المتواجد على بعد 44 كيلومتر عن مدينة آسفي، باعتباره نتاجا لهذا الورش الملكي الذي يرتكز على فلسفة متفردة وبراغماتية، تحسين صحة وتغذية الأمهات والأطفال من المناطق النائية والمعوزة.
ويأتي هذا المشروع في إطار مقاربة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي ليست وليدة الصدفة بقدر ماهي تفكير معمق وتشخيص دقيق للاحتياجات والواقع، وإذ تأخذ في اعتبارها الخصائص الجوهرية لكل منطقة وانتظارات ساكنتها وتطلعاتهم، وتتيح تحديد الصعوبات والاحتياجات بفعالية وسرعة، ومن تم تحديد الأولويات في إطار برنامج الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة.
ويتوخى المشروع، الذي يندرج في إطار البرنامج الرابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”، والذي يتمثل الهدف الرئيسي منه في تقليص معدل الوفيات وسط النساء والرضع والإسهام في تحسين صحتهم، تعزيز قيم التضامن والتعاون التي تشكل جوهر هذه المبادرة.

وتندرج دار الأمومة بجمعة سحيم في إطار الجيل الجديد من المبادرات التي برمجتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة والتي تروم ضمان تتبع أفضل لصحة الأم والمواليد الجدد، وتتبع الحمل في ظروف آمنة وناجحة، تحت مراقبة طبية صارمة.
وتقدم دار الأمومة بجمعة سحيم، المشيدة على مساحة 250 مترا مربعا والمدشنة رسميا في 2020، للنساء المستفيدات المنحدرات من 10 جماعات قروية تابعة لدائرة عبدة، العديد من الخدمات الجيدة من حيث الإطعام والإيواء، والتحسيس والتوعية الصحية والتوجيه والدعم الاجتماعي والنفسي، وكذا المواكبة.
وتضم هذه البنية، التي تصل طاقتها الاستيعابية إلى 15 سريرا، وتتولى تسييرها جمعية الورود الحية لتنمية المرأة، والتي تم تصميمها وفق طراز حديث، عدة مرافق إدارية وقاعات استقبال ومطعم وقاعات للنوم ومطبخ، بالإضافة إلى مساحة خضراء، وغيرها.
ولإضفاء المزيد من الفعالية على خدماتها، تم تجهيز دار الأمومة بجمعة سحيم بسيارة إسعاف، مسلمة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المتمثلة مهمتها في ضمان نقل النساء الحوامل اللاتي يقتربن من الولادة إلى المركز الصحي لإجراء استشارات طبية، قبل إرسالهن إلى دار الأمومة ليحظين بالمراقبة اللازمة قبل وبعد الولادة.
وركزت رئيسة جمعية الورود الحية لتنمية المرأة، كوثر خلفي، في تصريح (M24) لوكالة المغرب العربي للأنباء، على العديد من الخدمات التي تقدمها دار الأمومة مجانا، مشيرة إلى أن الهدف من هذا المشروع هو الحد من معاناة النساء القرويات المنحدرات من أوساط معوزة وهشة.
وأضافت أنه “كجزء من أنشطة جمعيتنا، نراقب أيضا برنامج الصحة المجتمعية الذي يستهدف المناطق القروية حيث تتواجد دار الولادة”، مشيرة إلى أن هذا البرنامج الثلاثي الذي يجمع منظمة (اليونيسف) ووزارة الصحة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يهدف إلى الحد من معدل وفيات النساء والأطفال وتشجيع الولادة المراقبة.
كما أشادت خلفي بالجهود العديدة التي تبذلها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الورش الملكي الضخم الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس، سنة 2005، وكذا بتلك التي تبذلها السلطات الإقليمية ووزارة الصحة والهيآت المنتخبة، لوضع رهن إشارة النساء الحوامل خدمات ذات جودة تلبي انتظاراتهن وتطلعاتهن.
من جهتها، عبرت زوهرة ضو، والدة إحدى النساء المستفيدات، عن سعادتها لرؤية ابنتها تتلقى خدمات عالية الجودة وتكفلا كاملا (تتبع ومواكبة) منذ وصولها إلى دار الأمومة حتى الولادة، مشددة على أهمية تزويد هذه الدار بسيارة إسعاف مجهزة، والتي سهلت بشكل كبير نقل الأشخاص المستهدفين في ظروف آمنة.

Related posts

Top