التأم خبراء وباحثون وأكاديميون مغاربة وأجانب، الأسبوع الماضي بطنجة، خلال لقاء/ مناقشة حول موضوع “واقع حال البحث في العلوم الاجتماعية حول التغيرات المناخية بحوض البحر الابيض المتوسط”.
وشكل هذا اللقاء، المنظم من طرف مركز الأبحاث والدراسات في العلوم الاجتماعية والمعهد الوطني للتهيئة والتعمير بشراكة مع مجلس الجهة، فرصة للباحثين المتخصصين في العلوم الاجتماعية لتقديم أبحاثهم ووجهات نظرهم العلمية حول العلاقة بين العلوم الاجتماعية والتداعيات المترتبة عن تغير المناخ وقضايا التنمية والمجتمع.
وأكد رئيس مركز الأبحاث والدراسات في العلوم الاجتماعية عبد الله ساعف، في مداخلة بالمناسبة، أن اختيار بعد العلاقة بين التغيرات المناخية والعلوم الاجتماعية يبقى أمرا علميا مثيرا للاهتمام، باعتبار قلة الدراسات الي تناولت هذا الموضوع البالغ الاهمية ولامسته من مختلف جوانبه الاجتماعية والتنموية وفي ارتباط بالتحول المجتمعي، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يشكل فضاء لتبادل الآراء ووجهات النظر العلمية وتعميق التفكير بين الباحثين المغاربة المهتمين ونظرائهم الاجانب في شأن الرابط الموضوعي والعلاقة الجدلية بين قضايا المناخ وقضايا التنمية المجتمعية.
وأضاف أن هذا اللقاء العلمي يهدف إلى تقييم الادبيات والدراسات المتراكمة بخصوص موضوع الحدث (الببليوغرافيا النقدية)، ودراسة كيفية ومدى تأثير المجتمع على المناخ وتأثير المناخ على التحول المجتمعي والعلاقة الجدلية فيما بين الموضوعين، خاصة وان العلوم الاجتماعية، تبقى من وجهة نظر الباحث المغربي، العلوم المعنية أساسا بقضايا المناخ.
واعتبر عبد الله ساعف أن هذه الورشة العلمية تسعى إلى معالجة القضايا المتعلقة بالسياسات العامة، والحكامة، والخطوات والاجراءات والمبادرات التي تتخذها الإدارة لمعالجة تاثيرات تغير المناخ، وإبداع الحلول الممكنة والسبل الكفيلة بمواجهة التحديات المتعلقة بقضية تغير المناخ ومستقبل البشرية.
ومن جانبه، أكد محمد هدي، الاستاذ بالمعهد الوطني للتهيئة والتعمير أن هذه الفعالية العلمية تندرج في إطار التحضيرات والاستعدادات الجارية لتنظيم مؤتمر الأطراف لدول الحوض المتوسطي حول التغيرات المناخية (ميدكوب 22)، المقرر انعقاده يومي 18 و19 يوليوز الجاري بطنجة، و الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 22)، الذي سينعقد في نونبر المقبل بمراكش، وكذا تقييم دور العلوم الاجتماعية في التخفيف والتكيف مع تداعيات وتأثيرات تغير المناخ بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وكذا مناقشة تأثير تغير المناخ على الفلاحة والقيمة المضافة الزراعية، ومؤشرات تهاطل الامطار ومستوياتها، وجودة المياه والموارد الطبيعية والثروة السمكية.
وأضاف محمد هدي، المنسق العلمي أيضا لسلك الدكتوراه حول “تدبير المخاطر والتنمية المجالية”، أن هذه الورشة العلمية تشكل كذلك فرصة علمية مواتية لدراسة تأثيرات تغير المناخ على مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، وتناول وملامسة وعرض آخر الدراسات العلمية حول العلاقة بين تغير المناخ والعلوم الاجتماعية، وكذلك لتقييم أهمية وقيمة الإجراءات الواجب اتخاذها، في أفق نشر هذه الاعمال العلمية قبل تنظيم مؤتمر (كوب 22) لإغناء النقاش خلال هذا المحفل الدولي.
ومن المتوقع ان يشارك في مؤتمر الأطراف لدول الحوض المتوسطي حول التغيرات المناخية (ميدكوب 22) بطنجة حوالي 2000 مشارك يمثلون 22 دولة متوسطية، بما في ذلك الفعاليات الاقتصادية وممثلو هيئات المجتمع المدني، والخبراء في مجال البيئة وأصحاب القرار.
ويهدف هذا المؤتمر إلى فتح باب نقاش عمومي ومجتمعي وتبادل التجارب واقتراح الحلول للتصدي لإشكالية التغيرات المناخية من خلال مساهمة مختلف الفاعلين من حكومات وجماعات ترابية ومنظمات غير حكومية وجمعيات ومقاولات.
أبحاث العلوم الاجتماعية حول التغيرات المناخية في حوض المتوسط .. محور لقاء بطنجة
الوسوم