قال عبد الأحد الفاسي وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، إن التصنيع في مجال البناء يلعب دورا أساسيا ومحوريا، معتبرا أن هذا القطاع يساهم في الانتقال نحو نموذج اقتصادي متميز.
وأضاف الفاسي في كلمة له خلال تقديم نتائج دراستين جرت على أساسهما صياغة دليلين تقنيين موجهين لمهنيي البناء “أبعاد” و”عازل” في لقاء احتضنته وزارة الإسكان وسياسة المدينة أول أمس الأربعاء بالرباط، (أضاف) أن التصنيع في مجال البناء يشكل رافعة حقيقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب.
وتابع المسؤول الحكومي أن التصنيع في مجال البناء يهدف بالأساس إلى الارتقاء بقطاع البناء من أجل مزيد من المهنية وإنتاجية فضلى، بالإضافة إلى أنه سيثمن منجزات النسيج الصناعي الراهنة وسيقويها، مع المحافظة على المهارة والمنتجات المحلية والتقليدية.
وفي حديثه عن الدليلين الجديدين لمهن البناء وهما “أبعاد” و”عازل”، أوضح الفاسي أنهما يهدفان إلى اقتراح مرجع للمتطلبات الكفيلة بتحقيق التنمية الصناعية لمواد البناء بالمغرب، وتقليص الاستهلاك الطاقي للبنايات، وتنزيل توجهات المغرب البيئية في مجال البناء خصوصا تلك التي تم أفرزتها كوب 21 بباريس وكوب 22 بمراكش.
إلى ذلك، أكد الفاسي أن قطاع البناء يعد مكمنا هاما لاقتصاد الطاقة، كما يعد قطاعا استراتيجيا لبلوغ أهداف الاستراتيجية الوطنية للنجاعة الطاقية التي تراهن على اقتصاد الطاقة في حدود 20 بالمئة في أفق 2030.
يشار إلى أن دراسة “عازل” خلصت إلى وسيلة مساعدة في اتخاذ القرار موجهة للمصنعين المغاربة بغية توجيههم نحو حلول عزل حراري يتعين تنميتها لغاية تنفيذ أمثل للتقنين الحراري، فيما خلصت دراسة “أبعاد” إلى اقتراح مرجع للمتطلبات الكفيلة بتحقيق التنمية الصناعية لمواد البناء بالمغرب، مكن من إنجاز دليل تقني لمهنيي البناء، وتقديم استشارات عملية بشأن وضعيات حقيقية.
كما تلعب الدراستان، اللتان استفادتا من دعم وزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي من خلال صندوق دعم المراكز التقنية، أدوارا مهمة في ما يتعلق بالجودة أو في ما يتعلق بتقليص آجال الإنجاز، بالنظر للتحديات التي يواجهها المغرب بشأن إنتاج الوحدات السكنية.
جدير بالذكر أن الدراستين اللتين تم إجراءهما من طرف مركز التقنيات ومواد البناء بتعاون مع الوزارة، تهدفان إلى تكريس المعيرة بقطاع البناء بغية تحقيق الانسجام والجودة الفضلى.
يذكر أن الندوة الصحفية لتقديم دراستي “أبعاد” و”عازل” عرفت مشاركة عدد من الأطر والفاعلين في مجال الإسكان بالإضافة إلى عدد من المهنيين في قطاع البناء، حيث أجمع المداخلات على أهمية الدليلين الجديدين اللذان يسهمان في مجال البناء.
كما أكدت جل المداخلات على أن الدليلين الجديدين المصاغين سيوجهان المهنيين إلى استعمال مواد بناء تحترم تعهدات المغرب في المجال البيئي، ونقص انبعاث الغازات الدفيئة وجعل البناء يلائم المعايير البيئية.

< محمد توفيق أمزيان