إذا كان الصوم من أركان الإسلام الخمس، ومفروض على كل مسلم بالغ توفرت فيه شروط الصيام، فقد أمر الإسلام بالحفاظ على الصحة، وحرص على أن يتمتع المسلم بالصحة النفسية والجسمية، لما لذلك من دور مهم في حياة الإنسان، سواء في ممارسة حياته بشكل عام أو ممارسة الشعائر والعبادات.
وإذا كان للصوم أهداف نبيلة وسامية، وآثار إيجابية على حياة الفرد، من بينها الحفاظ على الصحة، فإن لهذه الأخيرة (الصحة) دور أهم وبارز في قيام الفرد بهذه الفريضة التعبدية، وبذلك نكون أمام معادلة متساوية، أي أن الصوم يتطلب صحة جيدة، والصحة الجيدة تستدعي الصوم.
وحتى يكون الصوم صحيا ويتم تجنب الوقوع في هلاك النفس والجسم، اختارت جريدة بيان اليوم، مجموعة من الأطباء الاختصاصيين، ليرافقونا خلال هذا الشهر الكريم، عبر مجموعة من النصائح والتوجيهات التي تهم مختلف الأمراض وارتباطها بالصيام، إضافة إلى جملة من التوجيهات التي تهم التغذية الصحية التي يجب اتباعها خلال هذا الشهر الفضيل…
الدكتورة بحباح غزلان: الرياضة الملائمة في نهاية يوم صوم
الحلقة 21
أطرت الدكتورة بحباح غزلان، طبيبة عامة بمدينة بوزنيقة، نهاية الأسبوع المنصرم، نشاطا صحيا بشاطئ بوزنيقة لفائدة مريضاتها، بمناسبة الشهر الفضيل، ترمي من خلاله تنزيل مجموعة من النصائح والبرامج الصحية التي توصي بها على أرض الواقع، تشجيعا للمريضات على تطبيقه بشكل مستمر.
وانطلقت الحصة بتمارين رياضية للتوعية بأهمية اختيار نوع وتوقيت الرياضة الملائمين في نهاية يوم صوم، تلتها حصة تمارين التمديد، ثم حصة استرخاء بالإيحاء “صفرلوجيا لطرد الموجات السلبية وتقبل الذات”.
وتم خلال البرنامج المسطر إعداد مائدة الإفطار بطريقة صحية “عصائر طبيعية، سلاطة، حريرة بدون غلتين، وفي هذا الصدد قالت الدكتورة بحباح “اغتنمنا تواجد إحدى المريضات بحساسية الغلتين للتوعية بهذا المرض وخاصية الطهي بدون غليتين”، مضيفة “أمضت النساء وأولادهن عشية ممتعة مفيدة في تناغم مع الطبيعة ومع ذواتهن وصحتهن، كانت مناسبة للتذكير بأن الصحة الجسدية تمر عبر الصحة النفسية والتغذية السليمة”.
وأوضحت د.بحباح في تصريح لجريدة بيان اليوم، أنه أمام تضاعف عدد الوافدات على العيادة واللاتي تشتكين من أعراض يكشف الفحص السريري أنها نتاج لمجموعة مؤثرات مجتمعاتية ونفسية وثقافية، قررت أن تنظم خرجات استرخاء إلى شاطئ البحر قصد الخروج من الإطار الطبي المحض والاقتراب من المسببات الحقيقية لهذه الأعراض المرضية”.
وتابعت بحباح أنه أمام التجاوب الكبير للمريضات أنشأت ناديا تحص اسم “نادي السعادة” تركز فيه على سبل الاستمتاع والتركيز على الذات ثم إسعادها وإسعاد الآخرين، كاشفة أنها نظمت دورات على طول أربعة أشهر تخللها تواصلا يوميا عبر الواتساب ومناقشة مواضيع هادفة وتوجيهات سليمة، إضافة إلى خرجات ممتعة مع الأطفال “لنسعد بما هو متوفر لدينا”.
وشددت بحباح على أن تقاسم هذه التجربة يوحي إليها شخصيا بكثير من الايجابية والسعادة، مشيرة إلى أنها تستفيد من مريضاتها ويتقاسمون معا الطاقة الإيجابية في احترام وتناغم وود صريح، وقالت د.بحباح “إن خرجتنا اليوم هو تمرين تطبيقي لكل ما يمكن أن يفيد صحتنا في رمضان ويرفع من قدراتنا النفسية المنعاتية والصحية”.
> عبدالصمد ادنيدن