
ويعتبر هذا المعطى أساسيا على المستوى الرمزي والنفسي، حيث يتأكد أن الأمازيغ متشبثون بحضارتهم وباحتفالاتهم، كما أنهم يصرون على جعل ذلك جزءا من الفضاء السوسيولوجي والأنتروبووجي العام في بلادهم.
وعندما نربط المعطى المشار إليه بما تشهده بلادنا على المستوى السياسي والمؤسساتي من دينامية مهمة تميزت بتنصيص دستور المملكة على اعتبار الأمازيغية لغة رسمية في البلاد، فان الأمر بات اليوم يقتضي إعلان بداية العام الأمازيغي الجديد عيدا وطنيا لكافة المغاربة، ويوم عطلة على غرار مناسبتي بداية العام الهجري وبداية العام الميلادي.
إن الاحتفال بالعام الأمازيغي الجديد بقي حاضرا منذ قرون، واستمر رمزا ودلالة لدى الأمازيغ على اعتزازهم بحضارتهم وهويتهم، كما أن المناسبة تحيل على الاحتفال بخصوبة الأرض والتشبث بالوطن، ما يجسد قيما جوهرية كم هم المغاربة جميعا في حاجة اليوم إلى التربية عليها، والحرص على ترسيخها وتقويتها وسط المجتمع.
وان ترسيم الاحتفال بالعام الأمازيغي الجديد، وجعله عيدا وطنيا، سيمكن أيضا من توفير مداخل لتقوية الاهتمام الإعلامي والمؤسساتي والاجتماعي بالذاكرة الأمازيغية، وبالتالي مواكبة الدينامية القانونية والتنظيمية المتعلقة بترسيم الأمازيغية بجهد مماثل على صعيد ترسيخ الاعتزاز بالهوية المغربية وسط كافة المغاربة، كما أن ذلك سيقوي الالتفاف وسط الشعوب المغاربية كلها حول المشترك الثقافي والحضاري بينها، وحول ما تحمله حضارتها الامازيغية من قيم الانفتاح والتفاعل مع الحضارات والشعوب الأخرى.
في بلادنا اليوم هنا اتفاق واسع حول تفعيل المقتضى الدستوري المتعلق بترسيم الأمازيغية، وذلك من خلال إصدار قانون تنظيمي، ومن خلال إنشاء مجلس اللغات والثقافة المغربية، كما أن التنصيص الدستوري نفسه مثل نهاية مرحلة وبداية أخرى جديدة في التعامل مع الهوية الثقافية والحضارية لشعبنا، ولهذا، فان ترسيم الاحتفال بالعام الأمازيغي الجديد، وجعل يوم 13 يناير عيدا وطنيا لكافة المغاربة سيكون خطوة منطقية ضمن كامل هذه الدينامية، وإشارة ايجابية في اتجاه تمتين المصالحة مع الذات.
لكافّة إِيمَازِيغن أينما كانُوا، أَسْكْوَاسْ أمَايْنُو..