أقامت سفارات أذربيدجان، كازاخستان وتركيا بالمملكة المــــــغربية حفل إفطار بأحد فنادق مارينا سلا يوم الخميس الماضي، وشهد حضور حوالي مئتين من المدعوات والمدعوين، وذلك ضمن الاحتفال بعيد « لنوروز» المعروف لدى شعوب هذه الدول.
وتميز الحفل المذكور بحضور شخصيات حكومية وبرلمانية مغربية، وفعاليات اقتصادية وإعلامية، علاوة على سفراء عدد من الدول وديبلوماسيين وفاعلين جمعويين، وتخللته كلمات لسفراء الدول الثلاث أثنت على العلاقات مع المغرب، واستعرضت عراقة الاحتفال بعيد» النوروز» ودلالاته.
وعلى طاولات الإفطار تذوق المدعوون أطباق وحلويات من مطابخ البلدان الثلاثة، فضلا عن المطبخ المغربي، ومثل ذلك مناسبة لإبراز تنوع العادات، والاحتفاء بالمشترك الإنساني.
ويشار إلى أن احتفالات «النوروز» تتمثل في مجموعة من الطقوس والأعياد القديمة تُقام بمناسبة حلول السنة الجديدة التي تواكب مقدم الربيع، وفي تقاليد نمت في موازاة طرق الحرير، وذلك منذ القرن السادس قبل الميلاد على أقل تقدير.
ويحتفل بهذه الطقوس التاريخية التي عرفت بأسماء مختلفة، مثل «نوفروز» (Novruz) أو»نيوروز» (Nowrouz) أو»نوروز» (Nooruz) أو»نافروز» (Navruz) أو «ناوروز» (Nauroz) أو «نيفروز» (Nevruz)، في 21 مارس من كل سنة في العديد من البلدان الواقعة بمحاذاة طرق الحرير، بما فيها أفغانستان، وأذربيجان، والهند، وإيران، والعراق، وقيرغيستان، و كازاخستان، وباكستان، وطاجيكستان، وتركيا، تركمنستان، وأوزبكستان.
وتحتفل شعوب ذات ديانات وثقافات مختلفة بعيد النوروز في هذه المنطقة الجغرافية الشاسعة. كما تكمن بعض أقدم أصول الاحتفالات في الزرادشتية، وهو ما يميز أكثر الأيام قداسة وأهمية في التقويم الزرادشتي القديم. وساد الاعتقاد بأن عودة الربيع تتسم بطابع روحاني يرمز إلى انتصار الخير على الشر والفرح على الحزن. كما ساد الاعتقاد،على وجه خاص، بأن «روح الظُهر»، المعروف باسم «رابيثوينا»، الذي دفعه «روح الشتاء» للمكوث تحت الأرض أثناء شهور البرد، يحظى بالترحيب عندما تُقام الاحتفالات وطقوس التمجيد، وفق التقاليد الزرادشتية، ظُهر يوم النوروز.
وترتبط هذه الاحتفالات أيضاً بمجموعة كبيرة من التقاليد المحلية المتنوعة، بما فيها أسطورة «جمشيد»، وهو ملك من ملوك الأساطير الفارسية الذي تُسمى الاحتفالات أحياناً في إيران باسمه، أي: «النيروز الجمشيدي». وتحكي هذه الأسطورة أن «جمشيد» تنقل، في أحد الأيام، بمركبة في الفضاء، وهو ما اعتبره رعاياه عملاً بطولياً فذاً، حتى أنهم لفرط إعجابهم به ابتدعوا احتفالاً لتخليد هذا اليوم. وهناك روايات أسطورية مماثلة توجد في التقاليد الهندية والتركية، في حين أن أسطورة «عمو نوروز» تحظى بشعبية في بلدان آسيا الوسطى.
ولما كان عيد النوروز يكتسي أهمية كبرى، فقد أُدرج في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية بوصفه يمثل قيمة عالمية للإنسانية.
كما أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت في عام 2010 قراراً أُعلن فيه يوم 21 مارس يوم نوروز الدولي للسلام يُحتفل به كل عام في 21 مارس.