بالرغم من أن منتخب إفريقيا الوسطى، يعد من ببن المنتخبات المتوسطة المستوى، وبالرغم من ترتيبه المتأخر عالميا (المركز الـ128 بتصنيف الفيفا)، فإن الانتصار العريض الذي حققه الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، مساء أول أمس السبت، بالملعب الشرفي بوجدة، يعد نتيجة جد إيجابية، بالنظر للتغيير الإيجابي الذي طرأ على طريقة الأداء، والاعتماد على عناصر منحت التوازن المطلوب بين مختلف الخطوط.
خمسة أهداف لصفر، حصة تعد بالفعل نتيجة ساحقة، إلا أنها ليست مقياسا، يمكن أن يمنح نوعا من الاطمئنان، بالقدر الذي خلفته طريقة الأداء، وتحرر بعض اللاعبين من حالة “الازدحام” الذي كانت تعرفه عادة الجهة الأمامية، أمام سوء التوظيف، وطغيان لعبة إرضاء الخواطر، والتعامل العاطفي…
حضور يوسف بلعامري بالجهة اليسرى كان ايجابيا، واعتماد جمال حركاس بقلب الدفاع إلى جانب نايف أكرد، أفاد كثيرا على مستوى الواجبات الدفاعية، كما أن منح عز الدين أوناحي حرية أكثر وسط الميدان، سمح له بإظهار ملكاته التقنية الهائلة، أما الصغير إلياس بن الصغير، فتميز بفنياته الهائلة ونضجه التكتيكي اللافت…
بالإضافة كل هذه العناصر، حافظت الأسماء التقليدية على حضورها المتميز، كأشرف حكيمي العميد المتألق، نفس الأمر بالنسبة لأكرد وأمرابط، والزلزولي ورحيمي والكعبي، هذا الأخير الذي يبدو أنه أقنع أخيرا، الجميع بأحقيته، باللعب كمهاجم أوسط رسمي…
ومن ايجابيات هذه المباراة، أن المدرب اندفع نحو اللعب الهجومي، دون أن ينسى ما هو مطلوب منه دفاعيا، كما حدث في المباراة ضد الغابون، واستطاع أخيرا اعتماد نهج تكتيكي، يحفظ التوازن المطلوب…
وهناك معطى آخر، يجب التأكيد عليه، ويتجلى في ظهور معالم التشكيل الأساسي، وذلك بتحرر مجموعة من اللاعبين من الضغط الذي كان يظهر عليهم، وهذا ما يجب أن يحرص عليه الطاقم التقني جيدا، وذلك بتحليل موضوعي للمعطيات والإحصائيات، بعيدا عن أية عاطفة، أو استحضار احتمال غضب هذا اللاعب أو ذاك…
وفي انتظار تعافي إبراهيم دياز، وعودته لصفوف “أسود الأطلس” كنجم حقيقي، المطلوب هو الحفاظ على النقط الإيجابية التي أفرزتها المواجهة الأولى ضد منتخب إفريقيا الوسطى، والحرص على عدم إفساد إيجابيات تم البحث عنها طويلا…
محمد الروحلي