الأديبة أولفيا روزنطال: العمل على ترويج الكتابة عبر الفنون

للمرة الثانية على التوالي، انطلاقا من الدخول الثقافي والجامعي، تقترح جامعة باريس، على طلبتها، ورشة في الكتابة المعاصرة. في هذا السياق، تشرح لنا أستاذة الأدب الفرنسي الكاتبة أليفيي روزنطال، طبيعة هذا المشروع الذي من  المفروض أن ينخرط في برنامج متكامل، لا ينحصر فقط في الكتابة بحد ذاتها، بل ينفتح بصفة شمولية على الممارسات الفنية المعاصرة.
* ما مصدر هذا المشروع، ولماذا مبادرة من هذا النوع؟
– هذا المشروع صدر عن أستاذ الأدب المقارن ليونيل روفل، بمعيتي أنا كذلك. فباعتباري كاتبة، تولدت لدي رغبة في ربط ممارسة الكتابة بالتحليل الأدبي. علما بأن  الاقتراحات المماثلة في الجامعات الفرنسية الأخرى، تشكل الندرة. إن الانشغال الأساسي هو فتح الجامعة على الفنون بصفة عامة. فكرتنا إذن لم تكن منصبة  فحسب على تكوين الكتاب – كما هو الحال بالنسبة لنموذج «صناعة الكتابة» في الولايات المتحدة الأمريكية- بقدر ما يهم التمرن على الأدب المعاصر والتحفيز على الاهتمام بالفن والأدب عن طريق الممارسة المرتبطة أكثر بما هو تحليلي ونظري. من هذا المنطلق، فإن الأمر لا يتعلق فقط بالاشتغال على نماذج الكتابة، بل التطرق إلى الفنون المعاصرة في شموليتها. نلاحظ اليوم أشكالا مختلطة في داخل الفن، ما فتئت تتكاثر. يتم في الغالب استحضار فن الفيديو على الخشبة أو في الفنون التشكيلية مثلا. إذن، لم لا يتم حصر التبادلات والتفاعلات بين مختلف التظاهرات الفنية المنخرطة في ما هو راهن.

* ما هي المرجعيات والتأثيرات التي تحيط بتعبير»كتابات معاصرة» ولماذا صيغة الجمع هاته؟
– اختيار صيغة الجمع، يعود إلى كون الأمر لا يتعلق  فقط بالكتابة الأدبية، لكن أيضا بأشكال أخرى من الفنون. توجد كتابات في السينما والتشكيل وفن الخط، إلى غير ذلك. كما أن كلمة معاصر تحيلنا على الفنون الحية، أي، ما يتم إنجازه اليوم على شكل إنتاج فني. في الشق النظري من التكوين، نحرص على التحليل الأدبي للمؤلفين الذين لا يزالون ينتجون. في العام الماضي، قام الأستاذ ليونيل روفيل بتدريس بيار غيوطات وروبرطو بولانو ، ضمن آخرين. بالموازاة، يستخدم مدرسو الفنون التشكيلية نموذج الكتابة، لأجل تمكين الطلبة من التواصل مع الفن المعاصر.

* كيف يجري التدريس عمليا؟
– هناك أربع ورشات مقترحة على الطلبة في ارتباط مع الورشتين الأخريين المتعلقتين بممارسة الكتابة: المسرح، السينما، فنون الطباعة، الرقص. ينخرط مدرسو مختلف الممارسات بشكل تلقائي في هذه المبادرة التي تتيح ضبط أو توجيه الطلبة. في السنة الثالثة، يكونون ملزمين بإنجاز مشروع في ارتباط مع  معهد ثقافي، لأجل تتبع عمل الفنان أو عروض فرجة ما. هذا يمكن أن يأخذ أشكالا متعددة ويشمل كل الميادين، باستثناء النشر. دور جامعتنا هو أن تكون  بمثابة حلقة وصل بين هذه الفضاءات. في السنة المقبلة، ستكون لنا شراكة مع فضاء سان أوين، حيث حفلات الرقص والعروض السينمائية، تخلق مجالا للكتابة التخييلية، انطلاقا من عرض حي وعن طريق الصورة. بمعنى آخر: كيف يتم ترويج الكتابة بين مختلف الدعامات الفنية المعاصرة.

*عن «المجلة الأدبية» الفرنسية-عدد شتنبر 2010

Top