> مصطفى السالكي
بين 17 فبراير 1989، و17 فبراير 2016، سبعة وعشرون سنة مضت على ميلاد اتحاد المغرب العربي. ذكرى هذا الاتحاد يخلدها المغاربيون اليوم بأمل وألم. ألم لتجميد اتحاد علقوا عليه آمال كبيرة لتحقيق وحدة مغاربية، وأمل في إحياء جديد للاتحاد، بعدما هبت رياح غيرت أنظمة، ولم تشكل بعد المشهد السياسي المغاربي الجديد..
أمل وألم لخصتهما الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي، التي أكدت، في بيان لها بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لتأسيس الاتحاد، أن مؤسسات الاتحاد وهياكله “تشتغل بصفة فعلية رغم بعض العراقيل والصعوبات الطارئة التي تعترض البعض منها” .
واعتبرت الأمانة العامة للاتحاد أن إحياء هذه الذكرى يمثل فرصة لأبناء دول الاتحاد للتعبير عن الاعتزاز بالمكاسب التي تحققت على درب البناء المغاربي من خلال إنشاء مؤسسات الاتحاد وهياكله المتمثلة في الأمانة العامة بالرباط، ومجلس الشورى بالجزائر، والهيئة القضائية في نواكشوط، والأكاديمية المغاربية للعلوم والجامعة المغاربية في طرابلس، والمصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية في تونس التي تشتغل بصفة فعلية رغم بعض الصعوبات.
ووفق البيان، فإن مسيرة البناء والتكامل المغاربي عرفت “حصيلة هامة من الإنجازات على أرض الواقع ودفعا قويا للعمل المغاربي المشترك في مختلف المجالات التي تهم الحياة اليومية للمواطن المغاربي”.
وسجلت الأمانة العامة للاتحاد أن الدول المغاربية دعمت، في المجال السياسي، سنة الحوار والتنسيق والتشاور في إطار مجلس وزراء الخارجية من أجل الوصول إلى مواقف موحدة حيال القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مذكرة بالخصوص بما تمخض عن الدورة الـ 33 لمجلس وزراء الخارجية لدول الاتحاد التي انعقدت في سابع ماي 2015 .
وخلصت الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي إلى أنه بعد مرور 27 سنة على إنشاء الاتحاد، فإن “حلم شعوبه وقادته بالتكامل والاندماج يتجسد يوما بعد يوم بخطى ثابتة ورصينة”، مؤكدة أن الاتحاد المغاربي اليوم “كيان قائم وراسخ يعمل بجد على تحقيق آمال وتطلعات شعوب المنطقة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا”.
إنجازات الاتحاد المغاربي التي تحدث عنها البيان “واقع لا يختلف عليه إثنان”، لكنها، بحسب تاج الدين الحسيني، أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط، لم تبلغ المنشود في ظل الصعوبات والإكراهات التي تواجه الاتحاد، والتي تحول دون تحقيق الهدف الأسمى المتمثل في الاندماج المغاربي وتحقيق آمال وطموحات الشعوب المغاربية.
فبعد مرور سبعة وعشرين سنة، يقول تاج الدين الحسيني في اتصال أجرته معه بيان اليوم، لم يستطع الاتحاد المغاربي بلوغ القدوة على التأثير ومواكبة التغيير، ولازالت الإشكالات نفسها تعصف بمسار بنائه، مما كلف شعوب المنطقة تكلفة ثقيلة بسبب “عدم الإنجاز” أو “اللامغرب”.
ورغم هذا الواقع المؤسف، “لا يمكن إغلاق الباب دون التحولات السياسية الكبيرة الني تحدث في المنطقة المغاربية والتي تبعث نسائم أمل لتفعيل الاتحاد المغاربي وتحسين العلاقات الثنائية بين بلدان المنطقة”، يقول سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، في إشارة واضحة إلى الحراك التونسي، وإلى إعلان المجلس الرئاسي الليبي، بالصخيرات، عن تشكيل حكومة وفاق وطني مصغرة برئاسة فايز السراج.
فالأمل قائم، يقول سعيد الصديقي، في بروز الأنظمة الديمقراطية الأكثر قدرة على التعاون والتكامل من الأنظمة الاستبدادية والشمولية، لأن “الأولى تحاول أن تلبي طموحات شعوبها، أما الثانية فهمها هو البقاء في السلطة بغض النظر عن الوسائل المستعملة”.
ويرى المتحدث أن المطلوب اليوم ونحن نحيي ذكرى الاتحاد “أن تنعكس هذه التحولات السياسية الإيجابية، خاصة في تونس وليبيا، على مستوى العلاقات المغاربية، سواء الثنائية أو الجماعية، “لاسيما وأن شعوب المنطقة كان لها دور أساسي في حدوث هذه التغيرات”، مشيرا إلى أن الاتحاد المغاربي، دون هذه التغييرات ودون إرادة قوية لأنظمته، سيظل معطلا إلى حين..
الاتحاد المغاربي .. دون إرادة قوية لأنظمته، سيظل معطلا إلى حين…..
الوسوم