الارتفاع الصاروخي لأسعار اللحوم الحمراء يفضح فوضى سوق الماشية

تعرف أسعار اللحوم بالمغرب خلال الأيام الأخيرة ارتفاعا جنونيا، حيث بات لحم الأبقار يباع بـ 120 درهما، ولحم الأغنام والماعز بـ 135 درهما، ما أثار موجة من الاستغراب والتساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا الغلاء غير المسبوق الذي أضر بالقدرة الشرائية للمواطنين.
ويهدد هذا التغير السريع في أسعار مادة أساسية كاللحم استقرار الأسواق، ويطرح تساؤلات حول وجود عوامل خارجية تتلاعب بثنائية العرض والطلب على هذه المادة، وهو ما قد تكون له انعكاسات في المستقبل على الأمن الغذائي الداخلي.
ويشير بعض المهنيين إلى وجود لوبيات خفية تسعى إلى استغلال الوضع وتحقيق أرباح طائلة على حساب المستهلك، لا سيما في ظل الحديث عن التراجع الكبير في تربية الماشية بفعل توالي سنوات الجفاف.
وكشف عبد الرحمن مجدوبي رئيس جمعية مربي الأغنام والماعز، أن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بهذا الشكل المخيف، يرجع إلى «السمسرة» بين الموزعين والجزارين، ناهيك عن استنزاف الأبقار الذي حصل، وهو ما دفع إلى الإقبال على الأغنام في المغرب.
وشكك مجدوبي في تصريح لجريدة بيان اليوم، في جودة لحوم الماشية المعروضة في السوق، مشيرا إلى أن أغلب اللحوم المعروضة لدى الجزارين في الأسواق مصدرها أنثى الغنم (النعجة)، لأن لحم الخروف غير متوفر، بل إن الجزارين يهتدون إلى ذبح الخراف المريضة صحيا.
وأرجع رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، سبب هذا الوضع، إلى غياب المراقبة الصحية، رغم أن عدد المجازر لا يتجاوز 32 وحدة على مستوى التراب الوطني، وهو ما يفتح الباب أمام «الشناقة» للتلاعب في أسعار الأغنام ومن ثم التأثير على ثنائية العرض والطلب، وهو ما يؤدي بشكل مباشر إلى عدم استقرار الأسعار وإحساس المستهلك بالفوارق التي تحدث.
وجوابا عن سؤال الجريدة بشأن استمرار ارتفاع الأثمان وهل للحكومة دور في فشل جميع مخططاتها، قال المتحدث ذاته: «إن الوضع المأساوي الذي نعيشه سببه الرئيسي هو فشل المخطط المغرب الأخضر».
وأبرز عبد الرحمن مجدوبي أنه على سبيل المثال انتقلت مدينة الدار البيضاء من ذبح أزيد من 2400 إلى ناقص 800 رأس في اليوم، كما أن الأبقار تراجعت إلى رقم 160 رأس بعدما كانت تصل إلى 500 أو 600 رأس في اليوم !.

> هاجر العزوزي

Top