قررت اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية التابعة لجامعة كرة القدم، توقيف عميد الرجاء محسن متولي لمدة مباراتين نافذتين، مع تغريمه مبلغ 10 آلاف درهما، بعد طرد خلال المباراة التي جمعت فريقه بالوداد الرياضي.
استندت هذه العقوبة، على المادة 85 من مدونة التأديب، لقيامه بحركة غير أخلاقية، مباشرة بعد تسجيله للهدف الثاني، عن طريق ضربة جزاء، مما فرض على الحكم رضوان جيد، الرجوع لتقنية الفار، قصد التأكد من العملية، ليقرر بالتالي، اتخاذ قرار الطرد المستحق.
وليست هذه المرة التي يتم فيها توقيف متولي، على الأقل هذا الموسم، فقد سبق توقيفه لنفس السبب، لثلاث مباريات، بعد قيامه بحركة مماثلة خلال المقابلة التي جمعت فريقه ضد نهضة بركان، والواضح أن حالة العود ثابتة، وبالتالي كيف تم تقليص العقوبة إلى مباراتين، بعدما سبق الحكم عليه لثلاث مقابلات، خلال شهر مارس من هذه السنة.
المهم أن محسن متولي صاحب التقنيات المتميزة، والذي قاد فريقه في أكثر من مناسبة لتحقيق انتصارات مهمة، يعد من اللاعبين غير المنضبطين تماما، لا يعرف معنى الالتزام، وكثيرا ما صدم جمهور الرجاء، ومعه مختلف الأوساط الرياضية، بسلوكات صادمة، تربك حسابات الطاقم التقني.
بالإضافة إلى حالة متولي، أدلى زميله في الفريق بتصريح قلل فيه من قيمة فريق الشباب المحمدية، الشيء الذي رد عليه الرئيس هشام آيت منا، بتصريح بمحتوى قدحي لا يليق بشخصية مسير.
سلوك آخر غير مقبول، كان اللاعب محمد الناهيري في غنى عنه، كما لا فائدة ترجى منه، اللهم التصعيد وردود فعل غاضبة، وسب وشتم لا يليق.
هكذا وجد الرئيس الجديد عزيز البدراوي، نفسه أمام معالجة حالات، لا علاقة لها بالمجال الرياضي الصرف، سلوكات خارجة عن الإطار، تساهم في حرمان الفريق من خدمات لاعبين أساسيين، كما هو الحال بالنسبة لمتولي، أو إثارة خلافات مجانية، كتلك التي تسبب فيها الناهيري.
وعد البدراوي بالنجاح في الكثير من الأوراش وإنجاز العديد من البرامج الطموحة، القادرة حسب رأيه، على جعل الرجاء قويا وطنيا، رقما صعبا قاريا، منافسا شرسا دوليا، كل هذه الرهانات تبقى مشروعة، تتعزز بطموح جمهور يبارك بكل ثقة ودعم مطلق، لكل ما جاء على لسان القائد الجديد.
إلا أن أولى الملفات التي على البدراوي معالجتها، تبقى مسألة الانضباط وحسن الالتزام، واحترام دور الطاقم التقني، وما تضطلع به الادارة من مسؤوليات، فغياب هذه الأسس التي لا محيد عنها، يخلق مشاكل كثيرة، تؤثر على التوازن المطلوب داخل مكونات النادي ككل.
المعروف أن مستودع الرجاء غير سليم، وكثيرا ما تسربت أخبار تتحدث عن اصطدامات بين هذا اللاعب أو ذاك، كما سجلت مواجهات بين المدرب وبعض اللاعبين، الذين لا يتم الاعتماد عليهم خلال المباريات الرسمية، بالإضافة إلى بعض المحيطين بالنادي الذين تعودوا الصيد في الماء العكر.
إنه ورش مهم، لكن ليس بالسهل تطبيقه، لأن الأمر غاية في التعقيد، والسبب يعود لوجود عناصر تعودت الفوضى كما ألفت التسيب، ومن الأفيد الاستعجال بتطبيق شروط صارمة وإصدار قرارات ملزمة، لا يمكن التراجع عنها، كيفما كانت الأحوال أو الظروف.
فهل ينجح البدراوي حيث فشل سابقة، بفرض الانضباط واحترام تاريخ النادي والقيمة التي يحظى بها على الصعيد الوطني، واشعاعه القاري، وحتى الدولي؟
فالرئيس الجديد يظهر نوعا من الجدية والحزم في التعاطي مع كل الملفات، وننتظر الطريقة التي سيتعامل بها مع مثل حالتي متولي والناهيري.

>محمد الروحلي