احتضن فضاء الذاكرة والمقاومة وأعضاء جيش التحرير بمدينة الجديدة يوم السبت الماضي، حفل تكريم الباحث المغربي عزيز العرباوي، بحضور مندوب الثقافة الأستاذ عبد الرحمان عريس، وثلة من المبدعين وأصدقاء وعائلة المحتفى به.
واعترافا بجهوده ومبادراته الخلاقة في المشهد الثقافي بمدينة الجديدة، وعقب انتقاله في إطار الحركة الانتقالية الوطنية لرجال التعليم إلى مدينة المحمدية، نظم لفيف من الجمعيات الثقافية يتمثل في صالون مازغان للثقافة والفن، والمكتبة الوسائطية التاشفيني، وجمعية أصدقائها، وفرع رابطة كاتبات المغرب بالجديدة؛ وبمبادرة من مجموعة من الأصدقاء، لقاء تكريميا في لحظة عرفان ومحبة، تثمينا لمساهماته الجادة في تنشيط العمل الثقافي والجمعوي بالمدينة.
وعرف اللقاء تقديم شهادات في حق الأديب عزيز العرباوي، أبانت بصدق عن مكانة المحتفى به لدى نخبة من المثقفين المغاربة الذين أبوا إلا أن يذكروا زميلهم بخصال قلما اجتمعت في غيره.
إلى ذلك أكد رئيس صالون مازغان للثقافة والفن الدكتور إبراهيم الحجري في معرض كلمته، أن عزيز العرباوي باحث معطاء، مولد أفكار لا ينضب معينه، لطالما شكل دعامة أساسية داخل صالون مازغان للثقافة قبل أن ينتقل إلى مدينة المحمدية لظروف العمل.
وأضاف الحجري أن زميله كاتب تشبع بفن الحلقة والتراث الشعبي المحلي، كما نشر في نفس الموضوع عدة مقالات في مجلة عالم الفكر المحكمة، له قراءات نقدية وازنة قاربت مجموعة من الأعمال الأدبية لكتاب مغاربة، كاتب لا وقت راحة لديه، لأنه يشتغل بشكل دؤوب مطاردا لحظة الإشراف في الكتابة والقراءة لمعرفته الوثيقة أنها ومضات شاردة يجب مطاردتها أبدا للظفر ببعض بريقها.
وشدد إبراهيم الحجري في كلمته أن العرباوي، إلى جانب كونه كاتبا، فهو أيضا إعلامي متطوع ينشر في مجموعة من الصحف الوطنية والمجلات العربية، كما يتابع وعن كثب الحركية الثقافية في الجديدة والمغرب بشكل عام، يغطي كل ما يحضره من أنشطة ويتعاون مع كافة الصحف التي تعنى بالحقل الثقافي.
واختتم الدكتور الحجري شهادته قائلا: “إننا اليوم أمام رجل مسالم، لا يجامل ولا يحقد ولا يطعن في الظهر، في مشهد ثقافي يحترف جرائم الغدر والنميمة والشوشرة والاصطياد في الماء العكر والنفاق ونصب الفخاخ، فالعرباوي شخصية تتميز بالواقعية الإيجابية والمبادرة والمشاركة، وفيا للأصدقاء والأقارب، صادق الوعد، مهذب الخطاب، قارئا نهما، مثقفا موسوعيا وكاتبا جموحا، لا يفتر شغب مداده.
وأشار مندوب الثقافة بالجديدة الأستاذ عبد الرحمان عريس إلى دور مثقفي المدينة في النهوض بقطاع الثقافة، ملفتا إلى أن وزارة الثقافة تعمل جاهدة على إحداث مجموعة من دور الثقافة بإقليم دكالة، حيث ستتعزز البنية الثقافة بمؤسسات ومكتبات بكل من جماعة أولاد حمدان، حد أولاد عيسى الزمامرة والبئر الجديد، علاوة على مركب ثقافي بمدينة سيدي بنور.
أما محافظ المكتبة الوسائطية التاشفيني الأستاذ عبد الله السليماني، فقد أوضح في كلمته أن الأديب عزيز العرباوي كان صديقا وفيا للمكتبة، كما كان رجل غير عادي في المشهد الثقافي بالمدينة، لا يكل ولا يمل، خدوم ومناضل، قارئ بلا حدود، كاتب بلا هوادة، اقتحم جميع مجالات الكتابة، فمن القصة إلى الرواية ثم النقد والمجال الاجتماعي، وأضاف السليماني أنه حزين بانتقال العرباوي إلى مدينة المحمدية، لأنه بلا شك سيترك فراغا من الصعب تعويضه، علما أنه حركي ونشيط في مجال تخصصه، كما أنه رجل مسالم لا تفارق الابتسامة محياه.
وافتتحت الشاعرة مليكة فهيم شهادتها بمقطوعة من شعر المرحوم أحمد بركات:
“هاهي الخطوات
وإيقاع الخطوات
وهاهي الخطوات ثانية”.
معربة عن كامل سعادتها وهي تحضر حفل تكريم المثقف والمبدع عزيز العرباوي الذي أعطى الشيء الكثير للثقافة بمدينة الجديدة، كما ذكرت الأستاذة فهيم بمساره الناجح ومشاركاته الكثيرة والنوعية والمتميزة في الأنشطة الثقافية وخاصة مع صالون مازغان للثقافة والفن، ملفتة إلى أن رغبة الكاتب العرباوي في اقتحام مجال النقد، جعله يقرر متابعة واستكمال دراسته الأكاديمية في مسلك
البلاغة وتحليل الخطاب، والأكيد أننا نحتفي اليوم برجل محب للعلم والمعرفة، مر من هنا وترك بصمته، نثمن خطوات مليئة بالنجاحات، وحقيقة أننا نفتخر به صديقا وناقدا وباحثا وإنسانا خلوقا”.
ومن جهته أطرب الشاعر حسن حصاري الحضور الكريم بقصيدة شعرية، ضمنها عبارات الإخلاص والمودة والاعتراف بالجميل لشخص المحتفى به.
وعن جمعية بن زيدون للثقافة، أدلى الشاعر سعيد التاشفيني بشهادة بمناسبة تكريم عزيز العرباوي، قال فيها: “جد سعداء أن نكون جزء من هذه اللحظة الحقيقية للوفاء وثقافة الاعتراف والبوح، فبلسان كل عضو داخل جمعية بن زيدون، أتوجه بكثير من الامتنان والشكر لكل من كان وراء هذا التكريم لواحد من شباب هذه المدينة، المثقف الذي تركنا مكرها، بعدما حمل مشعل الثقافة وساهم في إشعاعها داخل الجديدة، بمحاضرات وندوات قيمة، تارة منشطا لها وطورا محاضرا.
واختتم الحفل بكلمة مؤثرة للأديب العرباوي، شكر من خلالها كل من شرفه بالحضور، وشاطره تباشير وشهادات هذه الأمسية، كما تم تقديم هدايا رمزية للمحتفى به، وأخذت صور تذكارية توثق لهذا الحدث الهام، والسنة الحميدة، تقديرا لمجهودات أهل العلم ورجالاته.
متابعة: عبد الله مرجان