أسعار النفط في انهيار تاريخي
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الدول التي تقف وراء انخفاض أسعار النفط العالمية ستندم على قرارها محذرا من أن السعودية والكويت ستعانيان مثل إيران.
يأتي هذا بعد فشل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو خلال زيارته للرياض في الحصول على موافقة السعودية للخروج بأخف الأضرار من مخلفات أزمة هبوط أسعار النفط، وهي زيارة قال محللون إنها تمت بتنسيق ودعم من إيران.
وأكد روحاني في كلمة بثها التلفزيون الحكومي أن “أولئك الذين خططوا لخفض الأسعار على حساب دول أخرى سيندمون على هذا القرار”، وذلك في الوقت الذي هوت فيه أسعار الخام إلى أدنى مستوياتها في ستة أعوام في الأسواق العالمية.
وأضاف “إذا عانت إيران من جراء انخفاض أسعار النفط فاعلموا أن دولا أخرى منتجة للنفط مثل السعودية والكويت ستعاني أكثر من إيران”.
في غضون ذلك قال الرئيس الفنزويلي إنه لا يوجد إجماع بين الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” لعقد اجتماع طارئ للمنظمة.
وقال مادورو على هامش محادثات أجراها مع رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال أمس “أستبعد تنظيم قمة لأوبك في الأسابيع المقبلة نظرا لعدم التوصل إلى إجماع بشأن المبادرة التي تطرحها فنزويلا”.
وسبق وأن أعلن الرئيس الفنزويلي من العاصمة القطرية الدوحة أن فنزويلا ستحصل على تمويل من بنوك قطرية وذلك في إطار سعيه لدعم المالية العامة لبلاده وسط هبوط في أسعار النفط والركود.
وقال “شكلنا تحالفا ماليا مع بنوك مهمة في قطر وهو ما يمنحنا أوكسجينا كافيا لسد النقص في إيرادات النفط”.
وأضاف في تعليقات للصحفيين “نقوم بجمع تمويل بعدة مليارات من الدولارات.. ليس فقط لعام 2015 وإنما أيضا لعام 2016”.
ولفت روحاني أمس تحديدا إلى اعتماد موازنة الكويت والسعودية على صادرات النفط.
وأضاف في كلمة ألقاها في بوشهر أن البيانات تشير إلى أن 80 بالمئة من موازنة السعودية تعتمد على مبيعات النفط بينما تصل هذه النسبة في الكويت إلى 95 بالمئة.
وتشير حسابات رويترز من واقع البيانات الرسمية إلى أن إيرادات النفط شكلت حوالي 90 بالمئة من إيرادات السعودية و92 بالمئة من إيرادات الكويت في عام 2013.
وفي وقت لاحق وفي تأييد للموقف الإيراني اتهم وزير النفط العراقي عادل عبدالمهدي، دولا إقليمية لم يسمها بعدم السماح لوصول النفط إلى أسعاره الحقيقية.
وقال عبدالمهدي في بيان إن “هناك بعض الدول الإقليمية لا تسمح بوصول النفط إلى أسعاره الحقيقية”.
وقال محللون إن هجوم روحاني على الدور السعودي ناجم عن فشل محاولة وساطة وإقناع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو للسعوديين خلال زيارة أداها منذ أسبوع بطلب من طهران التي كان زارها قبل التحول إلى الرياض مباشرة.
وأشار المحللون إلى أن الوضع مختلف بين فنزويلا وإيران في العلاقة مع السعودية، فالأولى لا يجمع بينها وبين الرياض سوى مخلفات أزمة النفط، لكن الإيرانيين بينهم وبين السعوديين ملفات كثيرة لا تعدو أزمة النفط سوى واجهة لها.
ويذهب القادة الإيرانيون إلى التأكيد أن الأزمة النفطية الراهنة مفتعلة ويلمحون إلى كون بلادهم مستهدفة من ورائها، فقد سبق لروحاني أن أكد أن هناك “مؤامرة سياسية”.
والفكرة نفسها عبّر عنها نائبه الأول إسحاق جهانكيري حين تحدث عن “مؤامرة سياسية في العالم وراء هبوط أسعار النفط”.
واعتبر المحللون أن الحديث عن وجود مؤامرة وراء الأزمة يعكس إحساسا بوطأتها على إيران التي تحاصرها الأزمات من كل جانب خاصة في ظل العقوبات الغربية ضدها، والتلكؤ في رفع اليد عن أموالها المجمدة بفعل الهجوم على السفارة الأميركية بطهران في 1979.
وستجعل الأزمة النفطية القيادة الإيرانية مضطرة إلى الحد من التزاماتها تجاه حلفائها وأذرعها في المنطقة لتنقذ نفسها أولا، لافتين إلى أن حزب الله اللبناني سيكون أكبر المتضررين من التقشف الذي ستفرضه أزمة الأسعار على طهران.
وعزوا الأمر إلى كون الحزب يعيش ورطة كبرى في سوريا، ولكن الأشد منها هو تسببه في نقل المعركة إلى لبنان مع ما تتطلبه من استنفار عسكري وأمني للحزب.
الضحية الثالثة بعد الأسد وحزب الله، ستكون الميليشيات الحوثية في اليمن التي مكنها الدعم الإيراني من السيطرة على صنعاء ومحافظات أخرى بعضها ذات قيمة استراتيجية مثل الحديدة على البحر الأحمر.