الدعوة لخلق مرصد وطني لنشر العمل القضائي المرتبط بقضايا الإرهاب

حسن عربي

أوصى المشاركون في ختام ندوة وطنية، عقدت الجمعة الماضي بمدينة الجديدة، بضرورة خلق مرصد وطني يهتم بالدراسات العلمية الميدانية وبنشر العمل القضائي المرتبط بقضايا الإرهاب والجريمة المنظمة، والتعريف به ووضعه رهن إشارة كل الباحثين والفاعلين في المجال.
 ودعوا في ختام ندوة حول موضوع ” الجريمة الإرهابية وضمانات المحاكمة العادلة”، بتنظيم ندوات تحسيسية وموائد مستديرة، يشارك فيها كل المختصين من قانونيين وحقوقيين وأمنيين وخبراء علم النفس والاجتماع، لبحث الظاهرة الإجرامية وأسباب تمركزها في بعض المناطق واستهدافها لبعض الفئات الهشة، مع الاهتمام بالمجال السوسيو اقتصادي، لتفادي الأوضاع المزرية التي تعيشها الطبقة المتوسطة الى جانب المقاربة الأمنية لمكافحة التنظيمات المتطرفة والإرهاب.
وألح المشاركون أيضا، على ضرورة إعادة النظر في المناهج التربوية الدينية المقررة للمدارس المغربية وجعلها مؤهلة لاستيعاب المتغيرات الدولية القادرة على الإجابة على أسئلة الأجيال القادمة، مع الدعوة الى معاملة الجاني الإرهابي بشكل إنساني وحضاري بغض النظرعن الأدلة الموجهة ضده مع استحضار أنه ضحية لفكر متطرف، مع إتاحة فرص جديدة للأحداث الجانحين الذين وقعوا ضحية الجماعات الإرهابية، وذلك بوضع برامج دقيقة واضحة لتأهيلهم وتكوينهم تمكن من إعادة إدماجهم.
وفي هذا الإطار، اعتبر قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب، عبد القادر الشنتوف، في مداخلته، أن الإرهابَ الدولي بمثابة العدو الأول لقضايا حقوق الإنسان، لكونه يمسّ حق الإنسان في الحياة والحرية والأمن، مضيفا، أن كل من اشتبه بتورطه في أنشطة إرهابية له الحق في محاكمة عادلة، تتوفر فيها كل الضمانات المنصوص عليها في المواثيق الدولية والدستور المغربي والمادة الأولى من قانون المسطرة الجنائية، سواء خلال البحث التمهيدي، أو التحقيق، أو المحاكمة.
ومن جهته، قال يوسف العلقاوي، رئيس غرفة الجنايات الاستئنافية بالرباط، إن فئة الأحداث الجانحين، أو ما يسمّون في أوروبا بـ “الأطفال الملتحقين بسن الرشد الجنائي”، تشكل قاعدة واسعة ضمن قضايا الإرهاب المعروضة بمحكمة سلا، خاصة الأطفال المزدادين ما بين 1990 و1998، مضيفا في مداخلته حول “ضمانات الأحداث الجانحين في قضايا الإرهاب”، أن هذا الأمر يفرض القيام بوقفة ودراسة اجتماعية ونفسية شاملة، لهذه الفئة.
أما عمر القزابري، إمام مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، فتحدث في مداخلته عما أسماه، ب “حصاد الإرهاب”، مؤكدا أن القصد من الدين هو الإحياء لا الإماتة، والدعوة لا الجفوة، والتفكير لا التكفير، والتحرير لا التفجير، مشدّدا على أن حصاد الإرهاب مرٌّ، وثماره علقم، وأكله زقوم.
وذكر بالمناسبة، أنه في الفترة المكية، ” كان المؤمنون يتعرضون لكل أنواع التعذيب والاضطهاد والتنكيل، دون أن يقوموا بأعمال انتقامية، أو يحرقوا بيوتا، أو يختطفوا أبناء، أو يغتالوا أحدا، وذلك لأن الله لم يأمرهم بذلك”.
تجدر الإشارة، أن هذه الندوة، المنظمة من طرف الودادية الحسنية للقضاة بشراكة مع المرصد القضائي المغربي للحقوق والحريات وهيئة المحامين بالجديدة حول “الجريمة الإرهابية وضمانات المحاكمة العادلة”، عرفت مشاركة قضاة، ومحامين وحقوقيين وأمنيين، وغيرهم.

Related posts

Top