سجلت الدورة 14 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش انطلاقة فعالياتها بتكريم الفنان المصري عادل إمام.
وحظي الفنان المصري، مساء يوم الجمعة الماضي، باستقبال حار من لدن ضيوف المهرجان لدى صعوده الى منصة التكريم في افتتاح التظاهرة التي احتفت من خلاله بمسار فني استثنائي نصبه سفيرا فوق العادة للفن السينمائي في مصر والعالم العربي.
وعبر عادل إمام عن سعادته بالتكريم في “هذه الاحتفالية الثقافية العظيمة التي يحتضنها بلد يحبه، المغرب”.
وبدا الفنان المصري متأثرا باستعادة مسيرة إبداعية حافلة في عوالم الفن السينمائي، ذلك “الاختراع الجميل العظيم الذي رأينا أنفسنا فيه، أحببنا من خلاله الخير وكرهنا الشر، وشاهدنا عبره فصول التاريخ البشري، وتعرفنا على الطباع الإنسانية”.
وقال “الزعيم”، الذي استحضر العمق الفني في التاريخ المصري، إنه يجد سعادته الغامرة في التفاف مختلف أجيال عشاق السينما حول تجربته، الكبار كما الأطفال.
وقدمت الفنانة المغربية، وزيرة الثقافة سابقا، ثريا جبران، الفنان المحتفى به بوصفه “أنشودة تخرجت بامتياز من مدرسة المشاغبين، فنانا مؤمنا بالحياة والمحبة والحرية والتحدي والتفاؤل حتى في أحلك الظروف”.
وأضافت ثريا جبران أن عادل إمام بنى مشروعه بين الغضب والسخرية من الغضب ليجعل الفن طريقا إلى الأمل.
وكما تألق في المسرح حقق عادل إمام نجاحا كبيرا في الفن السابع فشريط قطاره السينمائي يبلغ مداه أزيد من مائة فيلم أبرزها، “إحنا بتوع الأتوبيس” لحسين كمال (1979)، “حب في الزنزانة لمحمد فاضل (1983)، “حتى لا يطير الدخان” لأحمد يحيى (1984)، “كركون في الشارع لنفس المخرج (1986)، “الإرهاب والكباب” (1992) لشريف عرفة، الذي عمل معه في طيور الظلام” (1995)، و”عمارة يعقوبيان” لمروان حامد (2006)، و”حسن ومرقص” لرامي إمام (2008) و”زهايمر” لعمرو عرفة (2010 ).
لم يبعده نجاحه في المسرح والسينما عن التليفزيون فقدم عادل إمام مسلسل ”دموع في عيون وقحة ”و ”أحلام الفتى الطائر”، غير أنه انقطع لفترة طويلة عن الدراما التليفزيونية ليعود بعد ذلك بمسلسل ”فرقة ناجي عطا الله” في سنة 2012 ثم بعده مسلسل ”العراف” في سنة 2013 و”صاحب السعادة” في سنة 2014.
وما زال عطاء عادل إمام السخي مستمرا، وما زال هذا الفنان الكبير قادرا على انتزاع تصفيقات وإعجاب الجمهور في أنحاء العالم العربي، ليعكس عمق موهبة حقيقية من خلال أفلام شخص فيها أدوارا مزج فيها بين الكوميديا والدراما.
ففي السنوات الأخيرة حقق هذا الفنان نجاحا كبيرا عن أدواره في مجموعة من الأعمال الفنية خاصة دوره في فيلم ”عمارة يعقوبيان” الذي أشاد به النقاد، وهو الفيلم الذي عرض في عدة مهرجانات دولية من بينها مهرجان ”تريبيكا” السينمائي الدولي في نيويورك.
كما عرف عن عادل إمام تشجيعه للمواهب الجديدة بإشراكهم في أعماله، حيث تميزت أعماله مؤخرا بالاستعانة بالنجوم الشباب، جنبا الى جنب مع الذين قدموا بطولات سابقة في أعماله الدرامية.
وخلال مسيرته الحافلة بالنجاحات، كون عادل إمام ثنائيات فنية عدة نالت إعجاب الجمهور، أبرزها مع الفنانتين لبلبة ويسرا اللتين اشتركتا معه في الكثير من الأفلام.
وفي سنة 2000 تم اختيار عادل إمام سفيرا للنوايا الحسنة من قبل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.