تحت شعار: “عشر سنوات من الحوار الكوني”، تنطلق يوم 24 أكتوبر الجاري فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان طنجة الدولي للمسرح الجامعي الذي يسهر على تنظيمها طلبة المدرسة الوطنية للتجارة والتدبير، تحت إشراف جامعة عبد المالك السعدي بطنجة.
وبالنظر إلى برنامج هذه الدورة، يلاحظ انفتاحها على مختلف قارات العالم، من خلال مشاركة فرق مسرحية من الجزائر ومصر وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وتونس والبرازيل والبرتغال وإسبانيا بالإضافة إلى المغرب الذي تمثله خمسة مدن، هي: مراكش والدار البيضاء وفاس والحسيمة وأكادير.
كما تشتمل هذه الدورة على حفل تكريمي لنخبة من الفنانين الذين قدموا عطاءات مشهود لهم بها في المسرح والسينما والتلفزيون، في ميدان التمثيل على وجه الخصوص: محمد التسولي وأحمد الصعري ونورا الصقلي.
وبما أن المهرجان يشتمل، ضمن أهم فقراته، على مسابقة رسمية في مجال العروض المسرحية، فقد تم تعيين لجنة تحكيم، تضم أساتذة مقتدرين، لهم دراية عميقة بفن الركح: بشرى العبادي وأحمد الدفري ويونس الوليدي ويونس البواب وهند السعيدي.
وهناك فقرات أخرى متنوعة، منها على الخصوص: حفل توقيع مسرحية “الساروت” للكاتب المسرحي الحسين الشعبي، ومائدة مستديرة حول موضوع “الإبداع الفني وسؤال التحرر” يؤطرها الأستاذ محمد العناز، وهذه الندوة العلمية، التي تنعقد بشراكة مع المركز الدولي لدراسات الفرجة، تنطلق من فرضية أن “الفن والتحرر يشكلان معادلة معقدة تعطي للوعي بالواقع والعالم ذلك البعد النقدي الرصين وتحصن الفكر الحر من الاستيلاب وتفتح أمام العقل المتنور آفاقا واسعة بعيدا عن كل تزمت وعصبية وتشدد..”. كما يشمل البرنامج الثقافي للمهرجان عرض ماستر كلاس بشراكة مع نفس المركز في موضوع: من مسرح المثاقفة إلى تناسج ثقافات الفرجة، وهو من تأطير الدكتور خالد أمين، ويأتي هذا العرض انطلاقا من “الوعي بما يشكله النموذج الإرشادي الموسوم بمسرح المثاقفة من عقبات معرفية أمام التطور المتسارع الذي يقع في المشهد المسرحي على المستوى الكوني جراء سيرورات التلقي المنتج..”.
هذا بالإضافة إلى ورشات حول تقنيات المسرح وفن الارتجال إلى غير ذلك من خصوصيات وعناصر الفن المسرحي.
وسيتم افتتاح هذه الدورة بحفل استعراضي من فرجات الشارع الذي يتسم بطابعه الاحتفالي والكرنفالي والرمزي والذي سيجوب ساحة الأمم وساحة محمد الخامس.
وتتوزع مختلف هذه الأنشطة على فضاءات المكتبة الوسائطية، وقاعة بيكيت، وجامعة نيو أنبلاند، وسيفيرو أوشوا، ومسرح محمد الحداد، والمدرسة الوطنية للتجارة والتدبير..
وفي كلمة رئيس جامعة عبد المالك السعدي حديفة أمزيان في الندوة الصحفية التي أقيمت بطنجة مساء الأربعاء الماضي بهذه المناسبة، أشار إلى أنه بفضل المهنية التي يتسم بها منظمو المهرجان، اكتسبت هذه التظاهرة ثقة مختلف جامعات العالم، بحيث صار لقاء سنويا لا محيد عنه، وهذا يعد محركا لمتابعة السير على الطريق السليم، مع الأخذ بعين الاعتبار دور الجامعة في تكريس قيم التسامح والانفتاح على الآخر ولعب دور جوهري في تكوين نساء ورجال الغد.
وأوضح الأستاذ أحمد الدفري أن المهرجان يترجم مدى انفتاح الجامعة على الخارج وعدم انحسار نشاطها داخل المختبرات، مقدمة بذلك مفهوما جديدا للتعليم الجامعي الذي يحمل على عاتقه مسؤولية احتضان طاقات واعدة في مجال الفنون، والعمل بالتالي على بناء الشخصية المجتمعية بواسطة فعل ثقافي جاد، وأن هذا الفعل لا تتم ممارسته إلا من خلال قيم ثقافية تحمي الإنسان وتحصنه ضد المطبات وتسمو بالخطاب العقلاني، بعيدا عن الشعبوية والماديات الفارغة.
وذكر مدير المهرجان الأستاذ الطاهر القور أنه بفضل الشغف بالفن والمسرح على وجه الخصوص، وبفضل دعم الجامعة، تم تحقيق استمرارية هذه التظاهرة التي تنخرط في نسق بناء مشاريع ثقافية.
واعتبر الأستاذ محمد العناز أن المهرجان يهدف إلى تكوين قيادات شبابية في مجال تدبير الفعل الثقافي، واستحضر من جهة أخرى الندوة التي سيقوم بتنشيطها حول موضوع سؤال التحرر في الإبداع الفني، مذكرا بأنها لن تقتصر فقط على فن المسرح، بل ستلامس فنونا مجاورة، من قبيل السينما والرواية والقصة.. من أجل إبراز ما تختزنه الفنون من إمكانات التخييل والبوح والتعبير عن المسكوت عنه وفتح أسئلة الجسد والسلطة.
ونوهت الأستاذة بشرى عبادي بهذه التظاهرة، سيما وأن من يسهرون على إعدادها، هم طلبة من خارج مجال الاشتغال بالفن، طلبة يدرسون التجارة والمحاسبة، وهو ما سيساعدهم على إبراز قدراتهم في مجال إعداد مهرجان فني بهندسة وبرمجة ذات بعد حداثي. كما ذكرت بأهمية المهرجان، أخذا بعين الاعتبار أن الفن يعد قاطرة للنمو وضمانة لتنمية مستدامة، وبالتالي من الضروري مواصلة دعمه بكل الوسائل الممكنة.
مبعوث بيان اليوم إلى طنجة: عبد العالي بركات