أشرف محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة، مساء يوم الجمعة 29 أبريل الماضي، 2016، بمدينة تارودانت، على الافتتاح الرسمي للدورة العاشرة لمهرجان تارودانت للدقــة والايقاعات المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة، من طرف المندوبية الجهويـــــــة لوزارة الثقافة، كما قام بزيارة تفقدية لمشروع بناء المركب الثقافي للمدينة.
وعلى هامش نشاطه الرسمي كوزير للثقافة، اقتطع الصبيحي وقتا خصصه للقـــــاء أطر ومناضلي حزب التقدم والاشتراكية بإقليم تارودانت، في مقر الكتابة الإقليمية، بمدينـة تارودانت، عشية يوم السبت 30 أبريل الماضي، في إطار الاستجابة النضالية لرغبــة رفيقاته ورفاقه، وأيضا في إطار مهامه الحزبية التأطيرية كعضو في الديوان السياسي للحزب.
ترأس هذا اللقاء محمد مواد، الكاتب الإقليمي للحزب بتارودانت الذي أشار إلى أن اللقاء يأتي في إطار العملية التواصلية الموسعة مع أطر ومناضلات ومناضلي الحزب الــتي تنظمها قيادة الحزب، بشكل عادي ودؤوب، من أجل توضيح المشـــــروع السياسي للحزب وتطويره بإشراك الجميع، في علاقة وطيدة بانتظارات المناضلات والمناضلين وعمــــــــوم المغاربة من الحزب وأيضا في إطار تحصيـــن وتطويــر الأداء الحزبي، على مستوى إقليم تارودانت باستحضار ما ينتظر الحـــــــــــزب من عمل واجتهاد فيما سيأتي من استحقاقات سواء على المستوى القريب أو على المستويين المتوسط والبعيد.
في كلمته التي حرص فيها على استعمال لغة بسيطة وواضحة ولا تحتمل التأويل، تحــــــدث الصبيحي عن الصورة الإيجابية والمتميزة لحزب التقدم والاشتراكية في المشـــهــــد الحزبي الوطني، مؤكدا على أن الحزب يضم ضمن مناضلاته ومناضليه أناســـــا شرفاء ونزهاء يعملون بتفان حقيقي وغير مصطنع لخدمة مصالح الوطن والشعب، سواء كانــــوا
في المسؤولية الحكومية أو في مسؤولية عضـوية ” التـكـليــــــف” في المجالس التمثيلية، أو في البرلمان أو في المجالس الترابية وغيرها من المؤسسات الدستورية.
وأكد أن هذا الكلام ليس إحساسا بالرضى الزائد عن النفس، ولكنه يعكــــس أن خدمة قضايا الشعب المغربي هي الهاجـــــس الأساسي والأول لقيادة الحزب، ومن هنا “اهتمامها بالتمثيلية المحلية والإقليمية والجهوية والوطنية، في إطار وعي تاريــــــخي بأن أي تغيير أو إصلاح له أولويات ورهانات سواء تم على مستوى سياسة الحزب أو على مستوى سياســـة الدولة ككل وهذه العملية يجب أن تتم بشكل مضبوط وجاد وجدي”.
وبخصوص إقليم تارودانت، ولتجاوز اكراهات شساعته الجغرافية وارتفــاع عدد الجماعات الترابية فيه التي قد تقف عثرة أمام تحسين الأداء الحزبي فيه، دعا الصبيحي إلــــى الاستمرار في الانفتاح على كافة فئات وشرائح المجتمع، دون أي تمييــــــــــــز والقطع مع الاعتبارات التصنيفية للمواطنين، حسب انتماءاتهم الفئوية وأعمالهم وأوضاعهــم الاقتصادية أو الاجتماعية وغير ذلك، وأن الذي يهم هو أن يكونوا نــــــزهاء وأن يتبنوا المشروع المجتمعي، الذي تسجله أدبيات الحزب وتاريخـــــه وبرنامجه وإنجازاته ـ على كافة مستويات الفــعـــــل السياسي الوطني، بمعنى أن حزب التقدم والاشتراكية هو حزب مفتوح لكل المغــاربة كيفما يكونون ومن أية فئة اجتماعية يأتون.
ولم يفت الصبيحي إعادة التذكير بأن حزب التقدم والاشتراكية حقق تقدمــــا ملحوظا
في نتائجه الانتخابية الأخيرة، وأن قرار المشاركة في الحكومة الحالية تأكــــد صوابــــه كما تأكدت أهميتـــه، مما أعطى للحزب إشعاعا كبيرا تعبر عنه الإنخراطات المتواصلة فيه، كما لم تفته الإشارة إلى أن للحزب دور وأداء خـاصـان به داخل الحكومة الحالية وأنه يشكل صمام أمان يضمن تماسكها. ولعل دور الحزب مؤخرا في تفعيل الحوار الاجتماعي بين النقابـــات والحكومة خير دليل على الدور المتميز للحزب، يضيف الصبيحي.
إن لحزب التقدم والاشتراكية رؤية رصينة ورزينة لمستقبل البلاد، يؤكد الرفيق الصبيحي، من بين أسسها تكريس تكافؤ الفرص بين المغاربة وتكريس الخيـــــــــار الديمقراطي للدولة كدولة حق وقانون، لكـــــن دون الإخلال بمبدأ احترام هيبة الدولة وهيبة مؤسساتها. واعتبـر الصبيحي أن هذا المبدأ ضروري لاستمرار استقرار البلاد ولتحصين وحدتها الترابية ووحدتها المجتمعية بعيدا عن كل التصورات السياسية المغامرة أو المتسرعة.
وأكد الصبيحي أيضا، أن حزب التقدم والاشتراكية يواكب بجدية وفعالية، سواء من داخل الحكومــــة أو من خارجها كل الرهانات والأوراش الكبرى وأن من أهمها ومن أصعبها معضلة التشغيل، ووضعية منظومة التربية والتكوين ومنظومة الصحة بكل ما أوتي من ابداع واجتهاد لتجاوز الصعوبات والإكراهات الموضوعية والذاتية.
ومن نقط قوة خطاب الصبيحي، خلال هذا اللقاء التواصلي، إشارته العميقــــة إلى أن حزب التقدم والاشتراكية لا يشكل حزبا فقط، بالمعنى المتعارف عليه في القاموسيـــــــــــن السياسي والقانوني، بل يتعدى ذلك إلى كونه يشكل مدرسة سياسية تقوم بدورها ومنذ أكثـــر من 70 سنة في توعية وتربية المواطنين والمناضلين على القيم الديمقراطية والإنســــــانية الكبرى التي تروم، بالأساس، تحقيق عدالة اجتماعية حقيقية وواقعية، في إطار بناء عام هو بناء وطن يتسع لكل أبنائه، في إطار النضال الديمقراطــــــــــي وفي إطار قيمة أساسية تؤطر فعل كل مناضلي هذا الحزب وهي قيمة التواضع.
وبعد أن أنهي محمد الأمين الصبيحي كلمته، تدخل مجموعــــــــة من الرفيقات والرفاق
لطرح تساؤلات أو آراء أو اقتراحات حول أمور متعددة تدخل ضمن اهتمامات الحزب كــــان من أبرزها طرح واقتراح حلول لمشكل الأراضي السلالية بالمجال الترابي لبلدية تارودانــــت ومشكل الباعة المتجولين بهذه المدينة. وفي إطار رده، تعهد الصبيحي بمتابعة هذه الملفات عن كثب والسعـــــي إلى نقلها إلى المعنيين بها محليا وإقليميا ووطنيا حاثــا التنظيمات المحلية على ابداع ما يمكن من أشكال الوســاطة والتدخل لحل المعضلات التي تواجه الساكنات المحلية مع الجهات المعنية محليا وإقليميا.
خالد عزام