كشف الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أحمد عبادي، أن الجماعات الإرهابية ترسل يوميا بين 45 ألف و50 ألف رسالة عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” لاستقطاب الشباب والتأثير عليهم بغرض تجنيدهم في بؤر التوتر.
وأكد الأمين العام للرابطة، في مداخلة له، أول أمس بمجلس النواب، خلال ندوة حول “محاربة الإرهاب والتطرف العنيف في البحر الأبيض المتوسط، أي تعاون بين الضفتين؟ المغرب نموذجا”، على ضرورة تقوية قدرات القادة الدينيين الشباب “العلماء الوسطاء” والشباب “المثقفين النظراء”، وتنمية مهاراتهم للتمكن من تفعيل خطاب ديني إيجابي معتدل، يقوم على الفهم الجمالي والتراحمي للدين الإسلامي الحنيف، وتمكينهم من استعمال آليات التواصل الاجتماعي.
واعتبر في عرضه الذي تمحور حول موضوع “إصلاح الشأن الديني في المغرب كواجهة لمحاربة التطرف”، أن مكافحة الإرهاب تقتضي بالضرورة وجود رؤية مؤطرة، وإرساء استراتيجيات مندمجة للاشتغال الواعي والذكي ضد مختلف أشكال التطرف والانحراف، مشيرا إلى أن المملكة المغربية جعلت، من هذا المنطلق، من أمير المؤمنين، الساهر على إمضاء هذه الاستراتيجيات وبلورتها، وعرضها، طبقا للمسطرة الديمقراطية على غرفتي البرلمان، وعلى دوائر أوسع في المجتمع إذا اقتضى الأمر ذلك، مستعرضا الأعمال المتعلقة بهيكلة الحقل الديني تماشيا مع هذه الواجهة (محاربة التطرف)، بالاستناد على استراتيجية سداسية الأبعاد.
وأوضح أن البعد الأول يتمثل في سارية العماد وإمارة المؤمنين، بالاستناد إلى الأصول التاريخية والدستورية والتشريعية، لتحصين المجتمع ضد هذه الانحرافات، فيما يرتكز ثاني الأبعاد على القرب من المواطنين بين مجالين مختلفين، يشملان الفتوى والإرشاد الديني.
أما البعد الثالث فيستند، وفق عبادي، إلى البحث العلمي المستدام في المجال الديني، من خلال إعداد دراسات علمية أكاديمية عبر مختلف مراكز الرابطة البحثية ووحداتها العلمية، موجهة لتفكيك خطاب التطرف والإرهاب، عبر الانكباب على عدد من المفاهيم ذات الصبغة الشرعية التي تستند إليها الجماعات المارقة، ويحرفها دعاة التطرف والإرهاب، ويبنون عليها خطابات المفاصلة والكراهية والعنف.
ويشمل البعد الرابع الاهتمام بالجانب الجمالي في الدين، من خلال بلورة خطاب أجمل وأكثر جاذبية في وعي مختلف الشرائح، إضافة إلى الأنساق الإدارية من خلال الدور الذي تضطلع به وزارة الأوقاف كبعد خامس، والحفاظ على المقاصد الشرعية الست “حفظ النفس والدين والكرامة والنسل والعقل والملكية”، ووضع دليل لقياس تحقيق هذه المقاصد، كمعيار لتحديد إسلامية الدولة من خلال هذه المقاصد كبعد سادس.
وذكر بأن الرابطة المحمدية للعلماء تعمل من خلال المهام والصلاحيات الموكولة إليها قانونيا، بالخصوص، على التعريف بأحكام الشرع الإسلامي ونشر قيمه السمحة والموعظة الحسنة واحترام مبادئ الوسطية والاعتدال، والمساهمة في تنشيط الحياة العلمية والثقافية في مجال الدراسات الإسلامية.
وأبرز أن الرابطة تضم، في هذا الإطار، مجموعة بحثية تعمل على تفكيك الأطروحات الإيديولوجية المغلوطة للمجموعات المتطرفة، ومكافحة بعض الظواهر التي تولد العنف والتطرف الديني، كما تعمل على تقوية قدرات القادة الدينيين الشباب، وتنمية مهاراتهم للتمكن من تفعيل خطاب ديني إيجابي معتدل، يقوم على الفهم الجمالي والتراحمي للدين الإسلامي الحنيف.
ومن بين مهامها أيضا، يضيف عبادي، بلورة أدوات ووسائل عمل يتم اعتمادها وتملكها من أجل تعزيز قدرات القادة الدينيين والشباب، قصد تمكينهم من التعرف على المخاطر استباقيا، والتصدي لها قبل حدوثها، وذلك بتمكينهم من تحديد وفهم السلوكيات المتضمنة للكراهية والعنف، والقدرة على محاصرتها بشكل سريع وموحد.
وتندرج هذه الندوة في سياق زيارة يقوم بها وفد عن الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، يمثل دول مجموعة الحوار “5+5″، إلى المغرب، ما بين ثامن و11 فبراير الجاري.
وتناول هذا اللقاء موضوع الإرهاب والتطرف من مختلف جوانبه الأمنية والدينية والتربوية، من خلال ثلاثة محاور، تهم “المقاربة الأمنية المغربية في محاربة الإرهاب”، و”إصلاح الشأن الديني في المغرب، كواجهة لمحاربة التطرف”، و”دور المؤسسات التربوية في نشر قيم التسامح والاعتدال”.
فنن العفاني
العبادي: مكافحة الإرهاب تقتضي رؤية مؤطرة واستراتيجيات مندمجة للاشتغال
الوسوم