الفلاحون الصغار يحصون خسائرهم والندرة تشعل أسعار علف المواشي

بيان24: مصطفى السالكي
 يتأكد يوما عن يوم سيناريو موسم فلاحي ضعيف نتيجة شح السماء منذ شهر نونبر الماضي وطيلة شهر دجنبر الجاري. فقد بلغ عجز التساقطات، بحسب بيان صدر عقب اجتماع عقد بداية الأسبوع الماضي بمقر وزارة الفلاحة والصيد البحري لتقييم الوضعية العامة للموسم الفلاحي 2015 / 2016، حولي 47 بالمائة.
وقال محمد العايدي، مسؤول مركزي بوزارة الفلاحة والصيد البحري، لبيان اليوم، إن إنتاج الحبوب بمختلف أصنافها لن يتعدى، في حال تأخر التساقطات إلى ما بعد منتصف الشهر القادم، الـ 50  مليون قنطار نتيجة “ضياع المجهود الاستثماري في عملية الحرث داخل مساحات شاسعة من الأراضي البورية، ونتيجة تأخر الإنبات والنمو، مستقبلا، في حال جود السماء بتساقطات متأخرة”.
واعتبارا منها لتواضع الموسم الفلاحي نتيجة تأخر التساقطات، وكرد فعل أولي على التوقعات السلبية، أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري، يقول محمد العايدي، إطلاق السجل الفلاحي الوطني، مطلع الشهر القادم، والذي سيشكل قاعدة لاتخاذ القرارات، خصوصا ما يتعلق بتدبير الأزمات المتعلقة بحالات الجفاف والأمراض المعدية الحيوانية والنباتية الناتجة عنه.
ويبدو أن انتظار الفاتح من يناير كموعد لإطلاق هذا السجل لا يرضي الفلاحين، خاصة صغارهم بالشاوية والحوز وسوس، الذين يتحدثون عن خسارة كاملة لزراعات الحبوب الخريفية…
ولا ينظر الفلاحون بالمناطق البورية التي تشكل 80 بالمائة من المساحات المزروعة، باطمئنان إلى القادم من الأيام، خاصة بعد الارتفاع المتواصل للحرارة خلال النهار والانخفاض الشديد للبرودة بعد مغيب الشمس. ولا ينبني تخوفهم على الحدس، بقدر ما يرتكز على معطيات علمية أوضحت أن  التساقطات المطرية ستتأخر.
ففي تصريح لبيان اليوم، قال الحسين يوعابد مسؤول التواصل بمصلحة الأرصاد الجوية، إن المرتفع  الآصوري الذي كان مرتكزا فوق مناطق جنوب أوروبا سيظل على حاله مانعا معظم الاضطرابات الجوية من الاتجاه نحو شمال أوروبا.
وشدد الحسين يوعابد على أن التلاشي التدريجي لهذا المرتفع سيتأخر، مما سيؤدي إلى مزيد من ارتفاع الحرارة التي لا تتناسب والموسم المطير، وإلى مزيد من برودة الأجواء في معظم مناطق المغرب.
ولا يقتصر التخوف من تبعات تأخر التساقطات على منتجات الحبوب، بل يتعداه، يقول الباحث الزراعي عباس الطنجي، إلى الإفرازات المصاحبة، حيث “بتنا نشهد تراجعا في مستوى الإنبات بالمساحات المخصصة للقطاني والنباتات الزيتية، وارتفاعا لثمن بالة التبن إلى 20 درهما، وقفزا لسعر العلف (النخالة والشعير) إلى 3 دراهم للكيلوغرام الواحد، مما يهدد القطيع الوطني البالغ عدده 20 مليون رأسا، وينذر بمزيد من تقلص سوق الشغل بالعالم القروي”.
هذه الإفرازات، يقول الطنجي في اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم، ستؤدي، في حال تواصل شح السماء، إلى تأثيرات جانبية على مستوى عيش ساكنة العالم القروي، وعلى صعيد القطيع، ما يفرض على الوزارة الوصية الإسراع بإنجاز مسح ميداني يوفر معطيات دقيقة وصادقة لتنزيل برنامج إنقاذ المناطق المنكوبة أولا، قبل المضي نحو إجراءات هيكلية لجعل الفلاحة المغربية قادرة على مواجهة الجفاف الدوري الذي يميز المغرب.  

Related posts

Top