صدرت للرّوائي المغربي محمّد مباركي (أواخر مايو 2021) روايته السّادسة “اللّيل لنا” عن دار “أكورا”. وهي مكوّنة من 437 صفحة و45 فصلًا. تتمحورأحداثها حول معلّم شابّ غادر مدينته ليلتحق بمقرّ عمله ب”دوّار” قصيّ. مارس عمله بتفانٍ. حارب عدوّين هما الأمّيّة والجهل في أوساط أطفال لا ذنب لهم غير أنّهم ولدوا ببادية قصيّة. كان يعطي المعارف ويأخذ تجارب المقهورين الذين يعيشون التّكافل في أبهى صوره…عاش ظروفًا حقنت رجولته بالتّحدّي.أقام بدار “راهب” فرنسي ب”الدّوّار”. عاش بها أمورًا غريبة؛كان يشاهد قطعة صابون بالحمّام تتغيّر في شكلها ورائحتها. يجد طعامه قد سرق. يسمع وقع شبشببالرّواق. يسمع صوتًا نسائيًا يناديه باسمه… تبادل حبًّا مع روح فتاة تعيش بدار “الرّاهب”عوّض به حبًّا ضائعًا. كانت الفتاة تظهر له في لوحة جامدة معلّقة على حائط الرّواق وتظهر في صوّر شتّى. تأتيه وتندسّ تحتهفي الظّلام. يحلّق وإيّاها في عوالم اللّذة. زاره والدها “الرّاهب” في الظّلام وقصّ عليه قصّتهالتي بدأت من معتقل نازيّ رهيب شرق “بولونيا” وانتهت ب”الدوّار”.
هربالشّابّ من الدّار لمّا شعربكونه سيجنّ وأقام بالقسم الدّراسي في ظروف قاسيّة جدًّا. قلّل منها الكرم الذي شمله به أهل “الدّوّار”.
عاد الشّابّ إلى دار “الرّاهب” بعد أن تصالح مع أرواح أهلها وحوّلها إلى مدرسة.
يمتدّ زمن الرّواية في أقلّ من موسم دراسي.
تصميم الغلاف: الرّوائي إبراهيم أحمد عيسى
اللّوحة: الفنّان الأستاذ محمد صالحي
الصّورة الفوتوغرافية: الفنان محمد تاغزوت.
كلمة الشّاعر الزّبير خيّاط في “اللّيل لنا”: “اللّيل لنا” للرّوائي المغربي “محمد مباركي” رواية بمُتخيل ثَرّ يَمتحُ من الْمَعيش والأسطورة والتاريخ، وبموهبة روائي ناضجِ الأدوات يخلق توليفةً سردية ترسم الواقع ولا تسقط في حرفيته، وتوظف التاريخ بعيدا عن وثائقيته، وتتوسل بالأسطورة رمزا فنيا بعيدا عن الفلكلورية السَّمجة أو الارتزاقية. رواية ممتعة بخطابها المتعدد اللّسان والصوت وبتهجينها المبدع الذي يُوَطِّنُ اللّغة في مَظَانِّها المناسبة. وبزمنها الذي ينفلت فنيّا من تعاقبيتهبالاسترجاعات الذكية المنفتحة على رحابة الأزمنة والأمكنة. يوظف الكاتب رؤية سردية مهيمنة يوجهها السارد نحو مُضمراتها الفكرية من خلال حكاية “كريم” المعلّم ابن المدينة الذي يحمل رسالة المعرفة والتّنوير في قرية من المغرب المنسي. عالم سردي ممعن في جمال القسوة والمفاجأة.
كلمة الباحث محمد أعزيز في رواية “اللّيل لنا”: “اللّيل لنا” عمل روائي قوامه المساءلة الفنية للمجتمع الإنساني، مساءلة تتحقق عبر تأمل حياة المنسيين.. “اللّيل لنا” نص ثقافي يرتحل بقارئه من بؤس البادية المغربية المقصية وعذاباتها إلى ردهات المعتقلات النازية ومآسيها، الليل لنا ارتحال تخييلي يروم إدانة كل معاني الامتهان والحط من كرامة الإنسان، إدانة ترتكز أساسا على تعرية السلطة بمختلف تجلياتها السياسية والثقافية والدينية…، هذه التعرية المتسلحة بما تتيحه العلوم الإنسانية من معارف تمتح من التاريخ وعلم الاجتماع والسيكولوجيا..
“اللّيل لنا” كشف عن ذهنيات المجتمع ورصد لهشاشة الإنسان الهامشي بتناقضاته.
“اللّيل لنا” إعادة كتابة تلملم شتات الخراب الإنساني بالتوغل في علّاته القصية لمناجزة قمع السلطة بأبعادها المتنوعة عبر انسيابية الحكي بما هو تعبير استيعادي لأصوات طالما أريد إسكاتها أو إبعادها إمعانا في التنكيل بها.
“الليل لنا” جديد الروائي المغربي محمد مباركي

الوسوم