بعد غد تعطى إشارة الانطلاق لمنافسات كأس العالم للأندية، التي تقام في بلادنا للمرة الثانية، وستشهد مشاركة فرق كروية عالمية لها عشاقها وجماهيرها في كل جهات الدنيا، كما سيكون فريق المغرب التطواني مسنودا بالجماهير المغربية من كل المدن والمناطق والفئات.
هذه التظاهرة الكروية الدولية، بداية هي نافذة أخرى لبلادنا على العالم، من خلالها ستقدم المملكة صورة عنها وعن إمكاناتها التنظيمية والحضارية والمجتمعية والأمنية والسياحية، ولهذا من مسؤولية الجميع الحرص على إنجاحها وعلى كسب التحدي.
الموندياليتو هو أيضا فرجة كروية وتظاهرة رياضية لا يمكن أن تنجح بدون جمهور، ولهذا لابد من تشجيع الشباب وكل عشاق الكرة على الحضور إلى الملاعب واقتناء تذاكر كل المباريات، والعمل من أجل إنجاح العرس، وتأسيس احتفالية كروية طيلة أيام المنافسات من الافتتاح حتى الاختتام وإعلان الفائز بالدورة.
التظاهرة ثالثا تعرف مشاركة فريق مغربي، ومن الواجب تقوية التشجيع للاعبيه والوقوف إلى جانبهم، مهما كانت النتائج…
بمناسبة كأس العالم لأندية كرة القدم، التي ستستمر من 10 إلى 20 دجنبر الجاري، ستتركز كثير أنظار على بلادنا، وخصوصا فيما يتعلق بكامل تفاصيل التنظيم واللوجيستيك والأمن والخدمات والجمهور، والخطأ لن يكون مسموحا به في مثل هذه الظرفية…
وعلى غرار قمة ريادة الأعمال والمنتدى العالمي لحقوق الإنسان، وهما محفلان دوليان كبيران احتضنتهما بلادنا في الفترة الأخيرة، فإن كأس العالم للأندية يمثل أيضا تظاهرة عالمية حاشدة ستستقبلها المملكة في ظل ظرفية إقليمية ودولية محاطة بكثير مخاطر وانشغالات أمنية وإستراتيجية، وكما نجحت بلادنا في تنظيم التظاهرتين السابقتين، فإن الأجهزة والمصالح العمومية ذات الصلة تمتلك ما يكفي من المهارة والخبرة والكفاءة والتعبئة لتحقيق النجاح نفسه، والتأكيد على أن المغرب هو وحده اليوم في المنطقة من يستطيع رفع مثل هذه التحديات وإنجاحها.
وهنا نشير إلى أن مفتاح نجاح تظاهرة كروية بهذا الحجم، يبقى هو الجمهور، ولهذا لابد من توفير كل الشروط التسهيلية والتحفيزية لحضوره، وأيضا لتأمين ولوجه ومغادرته للملاعب، علاوة على أهمية تكثيف برامج ومبادرات التوعية والتحسيس، بما في ذلك بواسطة الإعلام السمعي البصري.
وعلى ذكر الإعلام، فهو أيضا يعتبر مدخلا مهما لضمان نجاح التظاهرة، وهذا يحتم على منظمي الحدث ومسؤولي جامعتنا تكثيف التواصل معه، وجعله شريكا حقيقيا وفاعلا في مسلسل إنجاح هذا الرهان المغربي الكبير.
أحيانا تؤدي بعض الجوانب الثانوية البسيطة إلى إفشال حدث كبير، سواء لأنه لم يجر الاهتمام بها في حينه، أو لأنه تم تضخيمها حتى تحولت إلى مشكلة حقيقية، وكل هذا يحتم الوعي الجماعي بمختلف التفاصيل ذات الصلة، وتقوية الذكاء الجماعي لتفادي تضييع فرصة كبيرة على بلادنا للبروز أمام العالم كله كبلد مستقر وآمن ويمتلك تاريخا وخبرة وقدرة على إنجاح الاستحقاقات والالتزامات الدولية الكبرى.
بالتوفيق.
[email protected]