للمرة السابعة في تاريخه، يتمكن فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم التأهل لنصف نهاية عصبة الأبطال الأفريقية، وهو حضور لافت يؤكد أن بطل المغرب تحول خلال السنوات الأخيرة، إلى واحد من القوى التقليدية على الصعيد القاري.
كان المرور السابع على حساب مولودية الجزائر، بعد تعادل بالجزائر بهدف لمثله، وانتصار صعب بالدار البيضاء بهدف لصفر، وقع في الثواني الأخيرة من المباراة، عن طريق وليد الكرتي، الاسم الذي تحول إلى مرادف للحالات المثيرة للجدل، بالنسبة لجهاز التحكيم داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف”.
وعكس ما كان متوقعا، حيث راهن المتتبعون على تأهيل سهل، على حساب الفريق الجزائري، بالنظر إلى فارق الخبرة والإمكانيات، إلا أن العكس هو ما حصل، إذ وجدت العناصر الوطنية صعوبة كبيرة في تجاوز دور الربع، وهذا راجع إلى حدوث أخطاء غير مقبولة، كان من الممكن تجازوها.
في الذهاب، فرض الوداد سيطرة على أغلب فترات الجولة الأولى، وكان بإمكانه تسجيل أكثر من هدف، إلا أنه عجز عن ذلك، مع تسجيل هدف مشروع من توقيع الكرتي، تم رفضه بقرار غريب من طرف الحكم، لينضاف إلى الحالات التي تؤكد أن رموز الفساد، لا زالت تمارس نشاطها بحرية داخل دواليب كرة القدم بالقارة السمراء.
مع بداية الجولة الثانية، تمكن يحيى جبران من توقيع هدف السبق، ليتراجع بعده أداء أصدقاء أيوب الكعبي، الشيء الذي سمح لأصحاب الأرض من كسب الثقة، وتهديد مرمى رضا التكناوتي في أكثر من مناسبة.
سجل الجزائريون هدف التعادل، وكان بإمكانهم تحقيق الفوز في الدقائق الأخيرة، لولا ضياع فرصة سانحة للتسجيل، الشيء الذي كان سيشكل صدمة كبيرة لمحبي فريق الوداد، ولكل من يراهن عليه،،للذهاب بعيدا بمنافسات هذه السنة.
في الإياب، وجد الوداد صعوبة كبيرة في تحويل السيطرة إلى أهداف حاسمة، إذ تعددت الفرص الضائعة، خاصة عن طريق الكعبي، ومع اقتراب نهاية المباراة، سعى الضيوف إلى استغلال الموقف لصالحهم، وخطف انتصار في الدقائق الأخيرة، وكسب تأشيرة المرور إلى الدور القادم، إلى أن تفضل الكرتي مرة أخرى، بوضع بصمته الحاسمة، حيث وقع هدف الخلاص، واضعا حد لرغبة المولودية في تحقيق المفاجأة المدوية.
على هذا الأساس، فإن المباراة الربع، تعتبر بمثابة درس بليغ بالنسبة للوداديين، درس لا يمكن أبدا تجاوزه بسهولة، لأن الاستهانة بالخصم، وعدم أخذ المباريات بالجدية المطلوبة، مسألة ضرورية، وهذا الإشكال يطرح للوداد حتى خلال مباريات البطولة الوطنية.
وهنا يطرح التساؤل بالنسبة للدور المفروض أن يقوم به المدرب فوزي بنزرتي، وذلك بالتدخل في الأوقات الحرجة، قصد الحفاظ على النسق العالي في الأداء، وأخذ الأمور بالجدية المطلوبة.
خلال دور النصف، حيث سيواجه الوداد نادي كايزر شيفرس الجنوب أفريقي، وكل المؤشرات تؤكد أن الطريق سالك نحو المباراة النهائية، المقرر أجراؤها بمركب محمد الخامس، شريطة تفادي أخطاء لا يسمح بارتكابها بالنسبة لفريق يتوفر على إمكانيات التألق، ولديه ما يكفي من القدرة على تحقيق التتويج الثالث.
>محمد الروحلي