جنون الميليشيات الانفصالية استهدف العيون…، استهدف الوطن …
المجانين تحولوا إلى قتلة، إلى جماعات إرهابية حقيقية تنشر مواد مشتعلة بين المدنيين، تخرب وتحرق وتقتحم مدارس ومؤسسات إعلامية، وتحتجز رهائن بداخل مخيم قصد الضغط على السلطات، وابتزاز… الوطن.. إن ما جرى في العيون، يفرض علينا تجميع بعض الوقائع، فعندما يصدم السكان بملثمين بين ظهرانيهم يمارسون البلطجة والإجرام، وعندما يقام مخيم خارج المدينة، وتتم (إدارته) عبر ميليشيات مؤطرة، وبفرق وبعتاد كذلك، وعندما يتم منع الكل من ولوجه، وحتى العلم الوطني يصير ممنوعا، وعندما يتحول الحوار بين السلطات والجماعة إلى تصعيد وراء تصعيد، وعندما يتزامن كل هذا مع تجييش وزير الخارجية الجزائري لسفرائه عبر العالم بكون قضية الصحراء هي أولويتهم، وبتواتر زيارات صحفيين وبرلمانيين إسبان لأقاليمنا الجنوبية، وتصعيد هجومهم على المغرب…، عندما يتم تجميع كل هذا، يصير واضحا أن الحكاية لم تكن مجرد تعبير عن مطالب اجتماعية، أو على الأقل لم تعد كذلك، وصار لمسارها توقيت مقصود، وأجندة سياسية لا تخطئها العين.
المستهدف إذن اليوم هو الوطن، وعندما يستهدف الوطن وتمس وحدته واستقراره، فإن الدفاع عنه بلا منة يصير فرض عين.
وعندما تدخلت قوات الأمن لتفكيك الخيام، فإنها كانت في صميم مهامها، ولا يمكن للمغرب أن يقبل بتمريغ وجهه في التراب، وأن يسمح بإقامة (تيندوف ثانية) على أرض العيون، لاستغلالها في البروباغاندا الانفصالية، ومن أجل لي ذراعنا كلنا.
إن عملية تفكيك الخيام لم تدم أكثر من ساعة، وهذا كاف أولا لندرك أن عدد من كان بداخلها، كان أقل مما روج له، كما أن هذه التخريجة الاستفزازية الجديدة تعرضت للفشل، وإلى جانب ذلك فإن أحداث العنف والتخريب والحرائق التي نظمها صبيان الانفصاليين في بعض أحياء العيون، بقيت محصورة، وتمكنت السلطات من محاصرتها وإعادة الهدوء إلى المدينة، وهنا أيضا فشل الأسلوب، وتأكد أن المغرب فوق أرضه، وأن المبادرة لديه، وتأكد أن المغرب قد يدفع بحسن النية مع بعض المغرر بهم، وقد يجنح للحوار، لكن عندما يصير في مواجهة الابتزاز، وعندما تتحول اللغة إلى قتل وتخريب وتهديد لهيبة الدولة ودوس على القانون، هنا يتحرك كل المغرب لحماية وحدته وأمنه واستقراره ضد كل ميليشيات الإجرام، وكل المتربصين بالبلاد وبمشروعها المجتمعي.