انخفاض ملموس في الحالات المسجلة في البؤر الوبائية التي تم اكتشافها في السابق
تم تسجيل 44 حالة شفاء بفيروس كورونا المستجد حتى العاشرة من صباح أمس الثلاثاء، ليرتفع العدد الإجمالي للحالات التي تماثلت للشفاء بالمملكة إلى 739 حالة، مع تسجيل حالة وفاة واحدة ليبلغ عدد حالات الوفاة 163، بحسب وزارة الصحة.
وأضافت الوزارة، على بوابتها الرسمية الخاصة بفيروس كورونا، أنه تم تسجيل 126 حالة إصابة ليصل إجمالي الحالات بالمملكة إلى 4246 حالة، فيما بلغ عدد الحالات المستبعدة بعد تحليل مخبري سلبي 26 ألف و122 حالة.
وتميزت حصيلة الأربعة وعشرين ساعة الماضية، بتماثل 102 حالة جديدة للشفاء من المرض وتراجع عدد الهالكين بسبب المرض إلى ما نسبته 3.9 في المائة بعد تسجيل حالة وفاة واحدة في المملكة، وهذه النسبة تعرف تقلصا تدريجيا وباستمرار، وفي مقابل ذلك، تم تسجيل خلال نفس الفترة 55 حالة إصابة ليصل العدد الإجمالي إلى 4120 حالة. وبهذا الخصوص، أفاد مدير مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة محمد اليوبي، في تصريح للصحافة، مساء أول أمس، بأن عدد الحالات التي تماثلت للشفاء من المرض وصلت إلى 695 حالة بزيادة 102 حالة، فيما بلغ عدد حالات الوفاة 162 بإضافة حالة واحدة. وسجل اليوبي أنه من ضمن الـ 55 حالة المسجلة تم اكتشاف 43 حالة عن طريق التتبع الصحي للمخالطين، أي بنسبة مئوية تعادل 79 في المائة، مشيرا إلى أن عملية تتبع المخالطين لا زالت تشكل الطريقة التي تمكن من تشخيص عدد أكبر من الحالات.
وفي ما يخص التوزيع الجغرافي للحالات حسب جهات المملكة فلم يطرأ عليه تغيير، بحسب اليوبي، حيث لا تزال الجهات الخمس الأولى هي الدار البيضاء-سطات، ثم مراكش – آسفي، وفاس -مكناس، وطنجة – تطوان – الحسيمة، ودرعة تافيلالت، مبرزا أنه تم خلال الساعات الـ24 الأخيرة ملاحظة انخفاض ملموس في الحالات المسجلة في البؤر الوبائية التي تم اكتشافها في السابق.
حرارة الصيف قد تعطل نشاط الفيروس
من جانب آخر، أكد طبيب الصحة العامة الدكتور إدريس هدان، أن الإصابات بفيروس “كورونا” (كوفيد-19) قد تتراجع حدتها بحلول فصل الصيف مع ارتفاع درجة الحرارة ومستوى الرطوبة في الهواء، غير أن الحد من انتشاره لن يتحقق إلا بالإجراءات الاحترازية والوقائية الجاري بها العمل.
وأوضح الدكتور هدان، المهتم بالفيروسات والبكتيريا والأمراض المعدية، لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الدراسات العلمية تؤكد أن ارتفاع درجة الحرارة في الصيف قد يخفض انتقال العدوى، مشددا على أن الحد من انتشار هذا الوباء لن يتحقق إلا بالتدابير الوقائية كالبقاء في المنازل والتباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة الطبية، واتباع قواعد النظافة ما يعني أن أجواء الصيف، وإن خففت من انتقال العدوى، فإنها لن تقضي على الفيروس تماما.
وأكد، هدان أن الفيروس، الذي يتأثر بشكل كبير بارتفاع درجة الحرارة التي تفوق 30 درجة مئوية، وارتفاع معدلات الرطوبة أعلى من 9 جم/ م3، ينشط في الطقس البارد والجاف بالمقارنة مع الأجواء الحارة والرطبة.
وأوضح الدكتور هدان، أن أغلب الفيروسات تتأثر بدرجات الحرارة، خاصة الفيروسات المحاطة من الخارج بغلاف دهني، فتصبح قابلة للتدمير والموت مقارنة مع الفيروسات غير المحاطة بغلاف دهني، إذ تكون درجة حساسيتها للحرارة أقل، مضيفا أن الغلاف المحيط بالفيروسات التاجية يمكن أن يجف بشكل أسرع في درجات الحرارة المرتفعة ما يؤدي إلى تعطيل انتشاره.
وسجل أنه كلما زادت نسبة الرطوبة في الهواء يتبخر العرق بسرعة أقل، ما يجعل من الصعب على القطيرات الفيروسية (الرذاذ) البقاء في الجو والانتشار بين الأشخاص، لافتا إلى أن أشعة الشمس فوق البنفسجية تعطل هي أيضا نشاط الفيروس.
وخلص الدكتور هدان إلى أن فيروس “كورونا” لن يخرج عن سياق القاعدة العامة لفيروسات الأنفلونزا ونزلات البرد في فصل الصيف، مع ارتفاع درجة الحرارة وأيضا مستوى الرطوبة في الهواء، ما يعني توقع تراجع مهم في عدد الإصابات بالفيروس.
الصحة العالمية.. جائحة كورونا لم تنته بعد
من جانب آخر، حذر مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بداية الأسبوع الجاري، من أن جائحة فيروس كورونا “ما زالت بعيدة عن الانتهاء”، مؤكدا على ضرورة تضامن جميع الدول لمواجهة هذا الوباء العالمي.
وقال مدير منظمة الصحة، في مؤتمر صحفي، إنه “مع تخفيف عمليات الإغلاق في أوروبا إثر تراجع أعداد الإصابات الجديدة، فإننا نواصل حث البلدان على العثور على جميع حالات فيروس كورونا وعزلها واختبارها ومعالجتها وتتبع كل جهة اتصال لضمان استمرار تراجع الإصابات”.
وأضاف غيبريسوس: “لكن الوباء العالمي ما زال بعيدا عن الانتهاء. ولا تزال منظمة الصحة العالمية تشعر بالقلق إزاء ارتفاع أعداد الإصابات في أفريقيا وأوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية وبعض البلدان الآسيوية”. وتابع بالقول إنه “لا يتم الإبلاغ بشكل كامل عن الحالات والوفيات في العديد من البلدان في هذه المناطق بسبب ضعف القدرة على إجراء الفحوصات”.
وأكد غيبريسوس أن منظمة الصحة العالمية “مستمرة في دعم هذه البلدان بالمساعدة التقنية من خلال مكاتبنا الإقليمية والقطرية”. وقال: “أمامنا طريق طويل، ولدينا الكثير من العمل الذي يجب القيام به، ومنظمة الصحة ملتزمة ببذل كل ما في وسعها لدعم جميع البلدان”.
وأضاف: “ما زلت أدعو العالم إلى التكاتف والتضامن لمواجهة هذا الوباء، وأيضا لمنع حدوث وباء جديد وبناء عالم أكثر صحة وأمانا وعدلا للجميع في كل مكان”. وتابع بالقول: “لا يمكننا هزيمة هذا الفيروس إلا من خلال الوحدة على المستوى الوطني والتضامن على المستوى العالمي”.
مواصلة تجربة عقار “كيفزارا” للقضاء على الفيروس
ستتواصل تجربة عقار “كيفزارا” المستخدم في معالجة التهاب المفاصل على مجموعة من مرضى كورونا الذين هم في مرحلة “حرجة”. وقال جورج يانكوبولوس مدير شركة “ريجينيرون” وأحد مؤسسيها “ننتظر نتائج تجربة المرحلة الثالثة الجارية راهنا لمعرفة المزيد حول كوفيد-19 وحول ما إذا كان بعض المرضى يمكنهم الاستفادة من العلاج بعقار كيفزارا”.
وكانت نتائج عقار “كيفزارا”مخيبة للآمال في محاربة فيروس كورونا المستجد إثر إجراء تجارب سريرية على ما قال منتجو هذا الدواء.
وأوضحت شركتا “ريجينيرون” الأميركية و”سانوفي” الفرنسية أن الدواء هذا لا يهاجم مباشرة فيروس كورونا المستجد بل يلجم استجابة مناعية غير طبيعية تسمى “عاصفة السيتوكين” التي تؤدي إلى التهاب في رئتي المرضى الذين يعانون من إصابة خطرة بكوفيد-19 ويوصلون إلى جهاز تنفس اصطناعي ويواجهون خطر الموت.
وبدت دراسة صغيرة أولى أجريت في الصين واعدة. إلا أن الدواء لم يظهر أي ميزة إيجابية مقارنة بعقار وهمي في إطار دراسة أميركية شملت أكثر من 276 مريضا أصيبوا بشكل “خطر” من كوفيد-19 وكانوا بحاجة إلى أكسجين وليس إلى جهاز تنفس اصطناعي.
إلا أن بصيص أمل ظهر بالنسبة للمرضى الذين كانوا في مرحلة “حرجة” أي أنهم كانوا بحاجة إلى تنفس اصطناعي أو أكسجين بكمية كبيرة جدا.
وفي هذه المجموعة، أعطي 44 مريضا عقارا وهميا فيما حصل 94 آخر على جرعة صغيرة و88 على جرعة قوية من “كيفزارا”. وفي ختام التجربة، توفي 50 % من المرضى الذين حصلوا على العقار الوهمي في مقابل 46 % من الذين حصلوا على الجرعة القليلة و32 % للذين حصلوا على جرعة قوية.
وتطور شركة”ريجينيرون” بشكل منفصل أيضا مجموعة من الأجسام المضادة التي تستهدف مباشرة الفيروس وتأمل الانتقال إلى تجارب على البشر بحلول يونيو. وتنتج الشركة هذه الأجسام المضادة من خلال إصابة الفئران بالفيروس بعد تعديل نظامها المناعي ليصبح شبيها بنظام الإنسان.
وسبق لشركة”ريجينيرون” أن استخدمت هذه الطريقة لوضع علاج أثبت فعاليته في محاربة فيروس إيبولا.
سعيد أيت اومزيد