تتواصل بمدينة العيون المغربية فعاليات النسخة السادسة من نهائيات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم داخل القاعة، بحضور ثماني منتخبات من بينها بطبيعة الحال المغرب بصفته البلد المنظم، مقسمة إلى مجموعتين، الأولى تضم كل من منتخبات المغرب وغينيا الاستوائية وجزر موريس وليبيا، أما الثانية فتضم منتخبات مصر أنغولا وغينيا وموزمبيق.
ورغم مقاطعة جنوب إفريقيا، ورغم الرفض اليائس لحكام الجزائر، فإن العائلة الإفريقية متواجدة حاليا بعاصمة الأقاليم الصحراوية المغربية، في عرس رياضي تختلط فيه الروح الرياضية بالتضامن الإفريقي خدمة لشباب القارة.
رياضيون من مختلف مناطق القارة السمراء، فعاليات وأطر وازنة تمثل مستويات متعددة من عالم المال والأعمال المرتبطة بالقطاع الرياضي، حلت جميعها بمدينة العيون قصد متابعة تظاهرة كروية هيأ لها المغرب كل سبل النجاح.
المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) بكل أعضائه حاضر لمناقشة مجموعة من القضايا الهامة المرتبطة بمصير كرة القدم الإفريقية، جمهور عاشق للعبة حل بأعداد مهمة لمتابعة المباريات بعين المكان، حضور إعلامي مهم يمثل قنوات ووسائل مختصة في متابعة أهم الملتقيات الكبرى على الصعيد الدولي، حضور متنوع وبثقل خاص، إلى درجة تحولت معها العيون المغربية إلى عاصمة إفريقية بامتياز.
ورغم كل الضغوطات التي مارسها محور الشر المتمثل في جنوب إفريقيا والجزائر، فإن الثقل المغربي كان حاضرا بقوة وسط دواليب (الكاف)، لتصر الأغلبية الساحقة من الدول الإفريقية على إنجاح هذا الموعد الهام، وجاء موقف الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) المؤيد لإجراء هذه البطولة بالعيون، ليزيد من قيمة الحدث ويمنحه الثقل الخاص.
إنه انتصار للمغرب، وانتصار لإرادة السلام والتضامن والتآخي وجعل الرياضة في خدمة القضايا الإنسانية، بعيدا عن الحسابات الضيقة والتحالفات التي تسعى للوقوف ضد مجرى التاريخ، وضد تطور العصر الذي قطع نهائيا مع التفرقة والتشرذم والانقسام، عصر يدفع بكل تحدياته نحو عالم يتوحد في مجموعات، ومحاور تخدم التنمية والتطور على أساس رابح/رابح.
انتصار العيون، هو انتصار للمغرب، وانتصار للحضور المغربي الوزان، ونجاح باهر لسياسته التي أحرجت الخصوم على قلتهم وأسعدت الأصدقاء وما أكثرهم.
محمد الروحلي