في الوقت الذي شرعت فيه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في تطبيق تقنية الفيديو المصاحب “الفار” لرصد الأخطاء المستعصية على حكام كرة القدم على المستطيل الأخضر، ولتفادي أخطاء قد تعصف بحقوق فريق على حساب آخر، تفاقم الاحتقان والإحتجاح نتيجة توالي هذه الأخطاء التحكيمية الجسيمة.
فعندما بدأ تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد “الفار” لأول مرة بالبطولة الاحترافية المغربية، اعتقد الجميع أن التحكيم سيكون مثاليا، وهو ما لم يحدث، إذ بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات خلت على تطبيقه ما تزال الأخطاء التحكيمية موجودة، بل إن بعضها كارثي.
لقد استبشر كل المهتمين بالشأن الكروي الوطني، وكذا مسؤولو الفرق الوطنية خيرا، مع ظهور “الفار” لأنه على الأقل سيساهم في التقليل من صخب الملاعب الناتج عن أخطاء تحكيمية في الغالب غير مقصودة وعفوية أو تقديرية ، تختلف من حكم لآخر، بيد أن السجال لا زال مستمرا، والأخطاء التحكيمية متواصلة، رغم هدر أموال طائلة لإحداث هذه التقنية الكروية المتطورة.
وأرجع عدد من المتهمين والمتابعين للشأن الكروي أسباب استمرار الأخطاء التحكيمية والتي تؤدي في الغالب إلى تأجيج الاحتجاج وتوثر اللاعبين، إلى ضعف تكوين الحكام المكلفين بتطبيق تقنية الفيديو المصاحب من جهة، والذين يعزون بدورهم أخطاءهم هذه إلى قلة الكاميرات الناقلة للقطات مشكوك في صحتها من جهة ثانية.
وفي ذات السياق، شهدت مباريات البطولة الاحترافية في قسمها الأول خلال الدورات السابقة، تضرر عدد من الفرق من قرارات تحكيمية مجانبة للصواب، حيث قدمت هذه الفرق اعتراضها على أداء الحكام، هذا علاوة على استمرار احتجاج اللاعبين والجماهير .
ويؤدي الرجوع المتكرر لتقنية الفيديو المصاحب إلى إفساد الأداء الكروي، وتكسير إيقاع المباراة مع ضياع الوقت، عكس البطولات الأوروبية التي نادرا ما يلجأ الحكام إلى “الفار”، لذلك وجب على حكام الساحة أن يكونوا حاضري البديهة والتركيز، وألا يفوتوا على الجماهير فرصة الاستمتاع بالمباراة بسبب تكسير “الريتم” وتوفيق المباراة كل لحظة، رغم أن الحالة قد لا تستدعي ذلك .
وكان فريق اولمبيك أسفي وفريق الجيش الملكي، قد اشتكيا من قرارات تحكيمية أضرت بمصالحهما، وغيرت نتيجة المباراة لصالح خصميهما على حد تعبيريهما.
وعصفت هذه الأخطاء التحكيمية بالحكم التمسماني الذي قاد مباراة الجيش والرجاء البيضاوي والذي أعلن عن ضربة جزاء خيالية لفريق الرجاء في الوقت بدل الضائع من عمر الشوط الثاني، حيث تم توقيفه بعد تقييم الحالة من طرف لجنة مختصة.
وتتساءل الجماهير المغربية عن ما الجدوى من وجود تقنية “الفار” إذا ما تواصلت الأخطاء التحكيمية، ولذلك فهي تطالب مديرية التحكيم بإنزال أقصى العقوبات على الحكام الذين يقصرون في تطبيق القانون، وأولئك الذين يرتكبون أخطاء جسيمة وربما متعمدة لصالح فريق على آخر .
الجديدة: عبد الله مرجان