أعلن الناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش عن لائحة العناصر الوطنية التي ستخوض مباراتي موريتانيا وبورندي، برسم تصفيات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم، السنة القادمة بالكامرون.
وطبيعي أن تثار الكثير من الملاحظات حول هذه اللائحة، التي ركزت كالعادة على اللاعبين الممارسين بالخارج، مع توجيه الدعوة لأربعة عناصر من البطولة المحلية المحلية، اثنين من الوداد البيضاوي ومثلهما من الرجاء البيضاوي، وكأن هناك حرص على جبر الخواطر، وعدم تفضيل فريق على آخر، بينما لم يلتفت للاعبي باقي الفرق رغم تألقهم.
إلا أن تنظيم المعسكر التدريبي قبل السفر إلى موريتانيا، والذي سينطلق يومه الاثنين، يشهد ارتباكا كبيرا، بسبب تداعيات وباء كورونا، وإغلاق حدود العديد من الدول، ومن بينها المغرب، كما أن أغلب الأندية الأوروبية، لم تسمح بالتحاق اللاعبين، وهذا إشكال حقيقي، يطرح أمام الطاقم التقني للفريق الوطني.
موقف إدارات الأندية بالقارة العجوز، والتي تطلب تدخلا عاجلا لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جاني إنفانتينو، داعيا الأندية السماح بالتحاق اللاعبين بمنتخباتهم، إلا أنه لا يبدو حلا في الأفق، أمام تعنت إدارات الأندية التي تدافع بطبيعة عن مصالحها.
إشكال حقيقي كان من الضروري معالجته، بإيجاد بدائل ممكنة، عوض توجيه اللوم للاعبين، كما جاء على لسان المدرب وحيد، الذي قال بأن على اللاعبين إظهار وطنيتهم، وإعطاء الأسبقية للمنتخب، مع توجيه اتهام مباشر للأندية الأوروبية والتي وصف سلوكها بنوع من التحقير.
البديل الذي يمكن أن نتحدث عنه، هو الاعتماد أكثر على لاعبي المنتخب المحلي الفائز بدورة كأس أمم إفريقيا “الشان” الأخيرة بالكامرون، وهو التتويج الذي جاء بفضل تألق مجموعة من اللاعبين بمختلف الخطوط، مع إضافة اللاعبين المحترفين الذين بمقدرهم الالتحاق بالمغرب، دون مشاكل.
فإجبار اللاعبين على الالتحاق بالمنتخب، يمكن أن يطرح أمامهم بعض الإشكالات، أولا رد فعل غير متوقع للمدرب، وثانيا فقدان الرسمية، إذ سيمتد الغياب لحوالي شهر تقريبا، فبالإضافة إلى البقاء أسبوعين مع المنتخب، يشترط على اللاعب قضاء فترة حجر صحي تفرضها البلدان الأوروبية وتصل إلى 14 يوما كاملة، وعليه، فإن هذه المدة الطويلة يمكن أن تشهد الكثير من التغييرات، قد لا تكون في صالح اللاعب.
إنه إشكال حقيقي، كان من الضروري التفكير في معالجته بالاعتماد على البدائل الجاهزة، وإعفاء اللاعبين من معاناة حقيقية، خاصة وأن المنتخب لا يوجد في أمس الحاجة إلى عطاءات المحترفين، إذ سيخوض مباراتين سهلتين الأولى بموريتانيا، أمام منتخبها المحلي، والثانية بالدار البيضاء ضد بورندي، والأكثر من ذلك تكفيه نقطة واحدة، في أسوأ الحالات لتحقيق التأهيل للكامرون.
كما أن منح الفرصة للاعبي البطولة الوطنية بإمكانه الرفع من معنوياتهم، وتسويق المنتوج المحلي على أعلى مستوى، والعمل على إيجاد بدائل ممكنة في القادم من الأيام، والأكثر من ذلك خلق منافسة ضرورية، عوض اعتقاد بعض المحترفين، أن المكان مضمون بدون أي إشكال يذكر.
>محمد الروحلي