بمناسبة الدخول الثقافي.. 5 أسئلة إلى كتاب مغاربة

بمناسبة الدخول الثقافي، توجهنا بأسئلتنا إلى مجموعة من الكتاب المغاربة، من أجيال مختلفة، للحديث حول أحدث إصداراتهم وحول المتابعة النقدية ومدى أفضلية الكتاب الورقي على الرقمي.. إلى غير ذلك من القضايا.
اليوم مع الأديب المغربي العربي بنجلون.

< ما هو أحدث إصداراتك؟
> منذ تفشي (كوفيد 19) انكببت تلقائيا، ودون تخطيط أو تفكير، على قراءة نصوصٍ مجهولةٍ من الرواية العالمية، أي تلك التي لم تترجم إلى العربية، أو لم تحظ بالمواكبة النقدية .  لكن، كان لها حضور قوي في الساحة الأدبية الأمريكية والأوروبية، وأحدثتْ رجَّة قويةً بقضاياها  الساخنة التي تطرحها. أذكر مثالا على ذلك من الأدب الأفغاني (الطائرات الورقية في كابول) ومن الأدب الياباني (حكاية جينجي) والفلبيني (امرأة بسرتين) والإرلندي (الأخوات السبع) وسواها من الأعمال الروائية الرائعة حقا!…وهذا الكتاب، تحت الطبع، يصدر قريبا بمصر .
بالإضافة إلى كتابين تنظيريين آخرين، هما (أدب الأطفال) و(الوعي الأدبي) يصدران بالمغرب، والثاني، ستصدر منه الطبعة المشرقية بـ(السودان)!

< كيف تعرفنا به وتقربنا من محتواه؟
> المفهوم الذي أـطـرحُـهُ في الرواية العالمية، يُقابلُ لدينا الروايةَ القوميةَ أو الوطنيةَ، التي تجتاز الحدودَ اللغويةَ والثقافيةَ، وليس لتـفـوُّقِـها، أو لقدْرتِها على التمدُّد في كلِّ أرجاءِ العالم، فبين أيدينا ـ نحْنُ العربَ ـ ما نفتخر ونعتز به، كأعمالِ الروائيين العالميين نجيب محفوظ وعبد الرحمن منيف وأمين معلوف وبهاء طاهر…وبالنسبة للآخر الأوروبي، الأمريكي، الأسيوي، تصبح الروايةُ العربيةُ عالميةً، هي أيضًا، عندما تتخطى الحدودَ . لأنَّ هذا المفهومَ الذي نـتـبـنَّـاهُ، يُحيلنا على الإبداع القومي والوطني، الذي يتميز بخصائصَ معينةٍ، مثل ما لاحظه النقادُ، فيما كتبه وليم شكسبير وآخرون عن إنجلترا والمستعمراتِ التابعةِ لها، وما يخُصُّ شعوبَها، أو ما ألـفـه الروائي الكولومبي غابرييل غارثيا ماركيز، الذي كان خيَر منْ بلْور إبداعَ أمريكا اللاتينيةِ!..ولذلك، فنحن لا نقصد بالروايةِ العالميةِ، المفاضلةَ بين ما أبدعه عالمُنا العربي والغير، أو نعني به الرؤيةَ الشاملةَ، أو الرتبةَ العليا التي تحتلها، كما تصورها باسكال كازانوفا في كتابه ((جمهورية الآداب العالمية))..وإنْ كنا، في الحينِ نفسِهِ، نرى أنَّ هناك عناصِرَ مشتركةً بين فضاءاتِ روايتنا العربية والرواية العالمية، بالرغم من تباعدِهِما الجغرافي والثقافي والسياسي، ما يُشكِّل وعيا عالميا ذا معنى. أما الكتاب الثاني، فيباشر بالدراسة والتحليل الأجناس الأدبية الموجَّهة للطفل، من قصة ورواية وشعر ومسرحية وخيال علمي وأساطير وأحجيات…والغاية من الكتاب، هي عرض الأدوات الفنية والتربوية التي حددها كتاب الطفل وعلماء النفس لمن يود أن يكتب للطفل، كي ينشأ متزنا، ويبني شخصيته . والآخر ((الوعي الأدبي)) يتناول آلية الكتابة الأدبية، وما ينبغي للكاتب أن يُلِمَّ به من تقنيات، كالرموز وحضور المكان، مثل البحر والصحراء…وحدود النص، وعلاقته بالأجناس الأدبية، أو تعايش القصة مع الشعر…إلى غير ذلك من مقومات الكتابة .

< هل هو امتداد لإصداراتك السابقة أم أنه يشكل قطيعة معها؟
> أجل، كل أعمالي هي امتداد لما سبق، لكنْ، هناك تطور في الكتابات الحالية، لأن قراءاتي تتغير بتنوعها وتتأثر بالوافد الجديد . وفي رأيي، لا يجب أن نكرر أنفسنا، حتى لا نشعر بأننا نجتر قضايا معينة، كما لا يجب، في نفس الوقت، أن نتخلى عن مشروعنا الذي بدـنأه . فالكاتب هو الذي يضيف إلى تجربته ما يظهر في الحقل الأدبي والثقافي، ويحاول أن ينتقي منه ما يلائم مسيرته في عالم الكتابة .
< ما مدى المتابعة النقدية لما تنشره من إصدارات؟
> أعتقد جازما أنني نلتُ نصيبي وأكثر من المتابعة النقدية، بل ومن الحوارات والاستجوابات والاستطلاعات، سواء بداخل المغرب أو بخارجه. ويكفي أن أشير إلى الكتاب الذي صدر مؤخرا موسوما بـ((الواحد المتعدد)) الذي يضم بين دفتية قراءات وشهادات لكتاب مغاربة وعرب، تناولوا تجربتي في نقد الأعمال الروائية والقصصية، وما ترتكز عليه من تقنيات وأدوات نقدية حديثة . ودراسات أخرى تباشر كتاباتي الخاصة بالطفل، منها ما حللت جنس القصة، ومنها ما حللت جنس المسرحية، وكلها تعتمد على الخصائص التربوية المتعلقة بالطفولة، وتزيح الستار عن أهم الأدوات الفنية الملائمة لشخصية الطفل .

< هل تفضل أن يكون إصدارك القادم ورقيا أم رقميا؟
> أنا لا أفضل النشر بهذه الطريقة أو بتلك، فكلاهما يفي بالغرض، ألا وهو التواصل مع المتلقي. بل إنني أنشر أعمالي في المغرب، ثم أنشرها ثانية بمختلف الدول العربية، حتى أصل إلى أكبر عدد من القراء. وهكذا نشرتُ (أن تسافر) بالمغرب وخارجه، وكذلك (هندسة الكتابة الروائية) والآن، سيصدر لي كتاب (الرواية العالمية) وفي المغرب والسودان (الوعي الأدبي) إلى غيرها من الأعمال!

< إعداد: عبد العالي بركات

Related posts

Top