“بيان اليوم” تنقل بعضا من مظاهر احتفاء المغاربة براس السنة الامازيغية الجديدة 2975

احتفل المغاربة، يوم 14 يناير الجاري، برأس السنة الأمازيغية 2975 وهم يتمتعون بعطلة رسمية مؤدى عنها، بعد القرار الملكي للسنة الماضية الذي تم استقباله بارتياح شعبي منقطع النظير.. فأصبح هذا اليوم الاحتفالي برأس السنة الأمازيغية “إيض يناير” يحظى لدى المغاربة بنفس ما يحظى به يوم فاتح محرم للسنة الهجرية وفاتح يناير للسنة الميلادية، مع تفاوت في مظاهر الاحتفال حيث “إيض يناير” يشكل مناسبة لتجديد الارتباط والاعتزاز بالهوية المغربية الأصيلة متعددة الروافد.
ودأب المغاربة في عموم التراب الوطني، ولاسيما المناطق الناطقة باللغة الأمازيفية، على تخليد هذا اليوم احتفاء بالأرض والخصوبة والحياة.. في نطاق استقبال السنة الفلاحية.. وإذا كانت هذه الاحتفالات، في وقت سابق، محصورة داخل البيوت بين الأسر والعائلات والأقرباء، فإنها اليوم، ومنذ عقدين على الأقل، اتسعت مجالاتها لتشمل الفضاءات العمومية المغلقة والمفتوحة، حيث تنظم سهرات وحفلات ومهرجانات فنية ولقاءات ثقافية وفكرية، هنا وهناك.. إلا أنه بعد القرار الرسمي بجعل رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية، نستطيع الإقرار أن مظاهر الاحتفال تتجه نحو التطوير والتنامي والتعميم، كما يلاحظ أنها بدأت تعم سائر التراب الوطني، شماله وجنوبه، شرقه وغربه.. ذلك ما يتضح من خلال الأخبار والتقارير والصور التي تروج في الإذاعات الجهوية والوطنية والقنوات التلفزية والصحافة المكتوبة وشبكات التواصل الاجتماعي.. وهكذا شرعت المؤسسات التعليمية في استقبال هذا اليوم بنفس احتفالي وتربوي لتحسيس الناشئة وجعلها مرتبطة بهويتها وتاريخها، وكذلك الشأن بالنسبة للمؤسسات الرسمية من وزارات وإدارات عمومية وجماعات ترابية ومسارح وقاعات العروض، في الجهات والأقاليم، في المدن والقرى.. حيث استقبلت هذه الفضاءات رأس السنة الأمازيغية هذا العام بنوع من الإعداد المسبق والبرمجة والتأطير والتنظيم..
بيان اليوم نقلت بعضا من مظاهر احتفالات المغاربة هذه السنة وخصت ملحقها الثقافي ؤالأسبوعي لهذا الويكاند لمواكبة الحدث.

دار الشعر بمراكش تحتفي بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في مدينة آيت اورير

نظمت دار الشعر بمراكش لقاء جديدا من برنامجها الشعري “أوال”، يوم الأربعاء 15 يناير، بتنسيق مع المديرية الجهوية لقطاع الثقافة مراكش أسفي وضمن برنامج الدورة الثانية للمهرجان الوطني للثقافة الأمازيغية، والذي تنظمه المديرية الجهوية للثقافة تحت شعار: “الثقافة الأمازيغية: إرث حضاري وإبداع متجدد”. واحتضنت مدينة آيت اورير هذه الفعاليات، والتي تأتي في سياق احتفاء المغرب برأس السنة الأمازيغية الجديدة “ايض ن ايناير” 2975.
والتقى الشعراء صالح آيت صالح وصفية عز الدين وعبد الرحيم أمدجار وحياة بوترفاس، في ضيافة جمهور آيت ورير بالمركز الثقافي بالمدينة، وخصت فرقة أولاد البلاد لفن الهوارية، من مدينة طاطا برئاسة الشاعر والفنان بدر هبول، استقبالا فنيا خاصا احتفاء بالموروث الثقافي المادي واللامادي لهذا المكون الأساسي للهوية المغربية، فيما قرأت قصائد شعرية تعبر عن تعدد المنجز الشعري الأمازيغي اليوم، والذي ظل مرتبطا بتربة الأرض وحنين الإنسان ووجعه.

وأكد الأستاذ عبد الحق ميفراني، مدير دار الشعر بمراكش، في مستهل اللقاء “أن دار الشعر بمراكش، مؤسسة ثقافية تأسست يوم 16 شتنبر 2017 ضمن بروتوكول تعاون بين وزارة الثقافة المغربية ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة، وخصصت ضمن استراتيجية احتفائها بشجرة الشعر المغربي الوارفة، الانفتاح على التعدد اللساني والتنوع الثقافي المغربي، سواء ضمن برمجتها الشعرية والثقافية السنوية، أو من خلال احتفائها بتجارب وارفة من هذا المنجز الشعري المغربي، سواء ضمن برنامج تجارب شعرية والذي خصص للرواد (محمد مستاوي، محمد واكرار، أوطاطا..)، أو من خلال حرصها ضمن تكريمات مهرجان الشعر المغربي ومنذ دورته الأولى على أن تكون إشراقات هذا المنجز حاضرة إلى جانب المكونات الأخرى فصيحا وزجلا وحسانية”.
ويأتي تنظيم هذه الفقرة الجديدة من برنامج أوال الشعري، ضمن سياق احتفاء المغرب بالسنة الأمازيغية الجديدة (2975)، والتي أعلن عنها رسميا يوم 14 يناير 2024، لأول مرة بعد إقرارها عطلة رسمية في تكريس للاعتراف بالثقافة الأمازيغية كمكون أساسي للهوية المغربية. واحتضن المركز الثقافي في مدينة آيت اورير، هذه الأمسية الشعرية والفنية والتي أشرف على تقديم فقراتها كل من الإعلامية صوفية الصافي والشاعر بدر هبول، والتي شهدت تقديم كلمة للأستاذ الباحث سمير الوناسي، باسم المديرية الجهوية لقطاع الثقافة مراكش أسفي، مؤكدا على “أن الدورة الثانية لمهرجان الثقافة الأمازيغية، والذي تشرف عليه وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة، قد حظي هذه المرة بمشاركة وازنة وخلاقة لمؤسسة ثقافية رائدة هي دار الشعر بمراكش، ولعل الأمسية الشعرية والفنية أوال تترجم هذه الإرادة في انخراط هذه المؤسسة في الانتصار للأفق الشعري المتعدد للهوية الثقافية المغربية”.
وكتب ديوان أوال في سنته الجديدة شعراء ينتمون الى جغرافية التعدد الشعري الأمازيغي المغربي، إذ شارك الشاعر والكاتب صالح آيت صالح من تارودانت، الشاعر والمترجم والكاتب، والذي راكم تجربة مهمة في إصداراته الشعرية والسردية وفي مجال الترجمة، وسبق له التتويج بالجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية، صنف الشعر، التي يمنحها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، سنة (2019). قرأ آيت صالح نصوصا جديدة تحتفي بصوت الشاعر وهو يستغور هويته الخاصة، متلبسا باللغة القادمة من أغوار التاريخ القديم.
وحافظت الشاعرة والفنانة والإعلامية صفية عز الدين، وهي أول كاتبة باللغة الأمازيغية بالجنوب الشرقي، على نمطها الشعري وأسلوبها في الإلقاء النظمي الأمازيغي. التقاء القصيدة في اختيارها اليومي وأنماط العيش، وفي تواشج مع النظم الموسيقي مادامت الشاعرة حريصة أن يكون السياق هو أحواش، في قدرة القصيدة أن تنتقل إلى المتلقي مباشرة.
أما الشاعر والكاتب عبد الرحيم أمدجار، فهو أحد إشراقات دار الشعر بمراكش وأحد متوجيها في جائزة “أحسن قصيدة” (2023)، فيمثل التجارب الشعرية الجديدة اليوم، والتي اختارت أن يكون نصها الشعري موجها للمتلقي من خلال تجربة النشر. الشاعر امدجار، والذي أهدى نصا قصيرا للأمهات الحاضرات بقوة في اللقاء، قرأ قصائده التي تحمل نفسا شبابيا جديدا، في انفتاح على تيمات وموضوعات حديثة ويراهن من خلالها أن يظل النص الشعري الأمازيغي مواكبا لأسئلة التحول.
وختمت ديوان أوال الشاعرة حياة بوترفاس من مدينة الناظور، والتي عبرت من خلال اشتياقها “أزويث” (الاشتياق/2021)، و”أزكو” (“العبور”)، إلى إعطاء حضور لافت للتجربة الشعرية الأمازيغية النسائية اليوم، بوترفاس الفاعلة الجمعوية والتي أرست، من خلال مسار تجربتها الشعرية، حضورا لافتا في المشهد الثقافي والشعري المغربي. ولعل هذا الحضور المتعدد، في ديوان أوال، لهذا التعدد الشعري للمنجز الشعري الأمازيغي اليوم، جعل ديوان دار الشعر بمراكش، صورة مصغرة لهذا الحراك الحديث اليوم في القصيدة الأمازيغية الحديثة.
خص جمهور ايت اورير احتفاء خاصا لدار الشعر بمراكش، ولعل الحضور المتعدد لمختلف الفئات العمرية، في احتفاء المغرب بالسنة الأمازيغية الجديدة، يعبر عن عمق الارتباط بالشعر وبأثر القصيدة وحضورها القوي في الوجدان الجمعي. وبرنامج أوال لدار الشعر بمراكش يرنو الاحتفاء بالمنجز الشعري الأمازيغي، هذه التجربة الشعرية التي تشكل عمقا متعددا للهوية المغربية الشعرية. كما ينفتح على أصوات شعرية تنتمي لعمق المغرب الشعري، وشجرته الشعرية وارفة الظلال والتجارب، من مختلف جغرافية المغرب المتعددة.

********************************

احتفالية أمازيغية ماتعة تشع من أورير

ملتقى إغير ن ءوكادير يحتفي بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975

في أجواءٍ من البهجة والاعتزاز بالهوية، احتضنت منطقة أورير يوم الأحد 19 يناير 2025، الأمسية الختامية للنسخة الثانية عشرة من ملتقى إغير ن ءوكادير للثقافة والسياحة، الذي نظمته جمعية إغير ن ءوكادير بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، ومركز سوس ماسة للتنمية الثقافية. جاء هذا الحدث البارز في سياق الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975، والذي تميز هذه السنة بزخم خاص بعد الإقرار الملكي السامي بجعل 14 يناير عيدًا وطنيًا ويوم عطلة مؤدى عنه، تكريسًا للاحتفاء الرسمي بالسنة الأمازيغية.
تحت شعار: “فلنحتفل بماضينا، ولنبنِ مستقبلنا.. فتاريخنا يشهد، وثقافتنا تحيا”، امتدت فعاليات الملتقى على مدى ثلاثة أيام (17، 18، و19 يناير)، لتقدم لوحة غنية بتفاصيل الثقافة الأمازيغية المتنوعة، تجمع بين الفن، والتقاليد، والاعتراف بالجميل لمن أسهموا في خدمة المجتمع.

ختام يفيض بالدفء الفني والاعتراف بالجميل

أضاءت الأمسية الختامية سماء أورير بمزيجٍ فريد من الإبداع الفني والتكريم والاحتفاء بالتراث، حيث اعتلى خشبة المسرح كوكبة من الفنانين، أبرزهم الفنان لحسن أنير، الفنانة فاطمة تمنارت، والفنان كريم نجوم سوس، إلى جانب عروض فلكلورية مبهرة لفرق أحواش حاحا وكناوة أناروز أورير، التي أضفت على الحفل رونقًا جمالياً فريداً تجاوب معه الحضور بحماس كبير.


واستمرارًا لنهج الاعتراف بجهود الشخصيات المؤثرة، شهدت الأمسية تكريم مجموعة من الفاعلين الذين تركوا بصمات مضيئة في مجالاتهم، من بينهم الحقوقية فاطمة الشعبي، الإعلامي مبارك أدمولود، الأستاذ والمربي خليد سكوتي، الفاعل المجتمعي الحاج أحمد بازين، والممثل والفاعل الخيري الحاج سعيد المودن، تكريمًا لعطاءاتهم اللامحدودة في خدمة الثقافة والمجتمع.

إشعاع ثقافي وسياحي وتعريف بالموروث

لم يكن ملتقى إغير ن ءوكادير مجرد مناسبة احتفالية، بل شكل محطةً أساسية في تعزيز الإشعاع السياحي والثقافي لمنطقة أورير، حيث تم تنظيم يوم للتذوق بشاطئ إيموران، حضره عدد كبير من السياح الأجانب الذين أتيحت لهم فرصة فريدة لاكتشاف روائع الثقافة الأمازيغية من خلال العادات والتقاليد المتوارثة، في مشهد يعكس قيم التسامح والتعايش بين الشعوب.

فعاليات تعكس ثراء الثقافة الأمازيغية

تميزت النسخة الثانية عشرة للملتقى ببرمجة غنية تضمنت أنشطة لقيت صدى واسعًا، منها مسابقة في فن الطبخ الأمازيغي لاختيار “أحسن شاف”، شاركت فيها متدربات النادي النسوي بأورير بشراكة مع جمعية توكمان، حيث أبدعن في تقديم أطباق أمازيغية أصيلة نالت إعجاب الجميع، كاشفات عن غنى وتنوع المطبخ الأمازيغي.

كما شهد الملتقى تنظيم عرض للأزياء الأمازيغية التقليدية، بمشاركة نساء وفتيات المنطقة، حيث تجلت أناقة التفاصيل وجمال الموروث الأمازيغي في لوحات زاهية بالألوان والرموز التراثية.
وفي سياق التطلعات التنموية، قُدم عرض بعنوان “كأس العالم 2030: أفق استثماري للطبخ واللباس المحليين وتمكين المرأة”، أطره الأستاذ محمد المودن رئيس جمعية مبادرة سوس ماسة، مستعرضًا الفرص الواعدة التي يمكن أن تحملها هذه التظاهرة العالمية للمنطقة.

مرةً أخرى، يثبت ملتقى إغير ن ءوكادير أنه محطة سنوية راسخة، تجمع نخبة من الفاعلين الاقتصاديين، الثقافيين، السياسيين، والفنيين، الذين يجمعهم حب الانتماء والإخلاص للثقافة الأمازيغية. فهو ملتقى الوفاء والاعتراف، وملتقى الاحتفال بامتياز، يواصل رسم ملامح التألق والتميز في المشهد الثقافي والسياحي لمنطقة سوس ماسة.

********************************

ملتقى ليكسوس للثقافة والتراث بالعرائش يحتفي بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975

شهدت مدينة العرائش، يوم الأحد، انعقاد الدورة الأولى من ملتقى ليكسوس للثقافة والتراث، الذي نظمته جمعية السلام للتنمية والثقافة احتفاءً بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 “إيض يناير”. وقد حملت هذه الدورة شعار “إيض يناير.. الفنون الشعبية ذاكرة متجددة وهوية تجمعنا”، وتميزت ببرمجة فنية متنوعة وتكريم شخصيات بارزة في مجال الثقافة بالإقليم. وأكد المنظمون أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية يتجاوز كونه مناسبة احتفالية، بل يعد فرصةً للاعتزاز بالتراث الثقافي الأمازيغي، الذي يجسد ارتباط الإنسان الأمازيغي بدورة الطبيعة وتجددها، ويعتبر رمزًا للخصوبة والاستمرارية. وفي هذا السياق، أوضحت جمعية السلام للتنمية والثقافة أن ملتقى ليكسوس للثقافة والتراث يسعى إلى إحياء القيم الثقافية الأمازيغية وتسليط الضوء على فنونها الشعبية، باعتبارها وسيلة للحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيزها. كما أكدت أن “الثقافة الأمازيغية تُعد أحد الأعمدة الأساسية للهوية المغربية”، إذ تحمل في طياتها إرثًا ثقافيًا عريقًا يعكس أصالة المجتمع وارتباطه الوثيق بجذوره. وتجسد الثقافة الأمازيغية، من خلال فنونها الشعبية وعاداتها وتقاليدها، روحًا جماعية نابضة بالحياة تعكس التناغم بين الإنسان والطبيعة. وتتميز الفنون الشعبية الأمازيغية بتنوعها وجمالها، حيث تعبر عن الترابط الاجتماعي والروح الجماعية للإنسان الأمازيغي.

هذا وتضمنت فعاليات الملتقى عروضًا فنية متميزة، من أبرزها رقصة “أحواش”، التي تجسد التناغم بين الغناء الجماعي والرقص الإيقاعي في احتفالات تمجد القيم المجتمعية والطبيعة. كما شملت الفعاليات وصلات موسيقية لفن “الطقطوقة الجبلية”، الذي يعد جزءا أساسيًا من الهوية الموسيقية للمنطقة، ويعكس تنوع الفسيفساء الثقافية المحلية.
وأكد رئيس الجمعية المنظمة، عماد قيساسي، في تصريح له، أن تنظيم الملتقى يأتي تماشيًا مع القرار الملكي الصادر في ماي 2023، الذي أقر رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، مما يعكس المكانة الدستورية للأمازيغية واعترافًا بها كمكون أساسي للهوية المغربية. وأوضح القيساسي أن الدورة الأولى ركزت على تقديم مجموعة من الفنون الشعبية المغربية، ولا سيما الأمازيغية مثل فن “أحواش”، الذي يعد موروثا ثقافيا أصيلا. واختتم الملتقى بتكريم مجموعة من أعلام الثقافة والفن بإقليم العرائش، حيث تم تكريم كل من: رائد فن أحواش، سعيد اليوسفي- مديرة المركز الثقافي بالقصر الكبير، بشرى الأشهب – الفاعل الثقافي المحلي، عبد الله الحرافي. ويأتي هذا التكريم اعترافا بعطائهم الكبير في الحفاظ على الثقافة والتراث المحلي، وتعزيز الهوية الثقافية بالمنطقة.

******************************

شيشاوة تحتفل بالسنة الأمازيغية 2975 في أجواء احتفالية بهيجة

أطباق متنوعة في الطبخ والثقافة والفنون

احتفلت مدينة شيشاوة يوم 14 يناير 2025 برأس السنة الأمازيغية، المعروف بـ “إيض يناير”، الذي يمثل اليوم الأول من التقويم الأمازيغي. وتأتي هذه المناسبة كفرصة لإبراز عمق وتنوع الثقافة الأمازيغية، التي تعد جزءًا أساسيًا من الهوية المغربية.
تحت شعار “البهجة”، الذي يجسد روح الفرح والتعايش، شهدت النسخة الأولى من الاحتفال تنظيم العديد من الأنشطة التي عكست ثراء التراث الأمازيغي. تم تنظيم الحدث بشراكة مع عمالة إقليم شيشاوة، والمجلس الجهوي للسياحة بمراكش، والمجلس الإقليمي للسياحة بشيشاوة، وتعاونية تيفاوين أسيف المال، إلى جانب مشاركة مجموعة من التعاونيات المحلية.
دور النساء في حفظ التراث الأمازيغي

تميز الحدث بمشاركة فعالة للنساء المناضلات في التعاونيات المحلية، اللواتي لعبن دورًا محوريًا في الحفاظ على التراث الأمازيغي ونقله للأجيال القادمة، حيث ساهمت فاطمة أزوض، مؤسسة تعاونية تيفاوين أسيف المال، بشكل كبير في إنجاح هذا الحدث من خلال تعبئتها لدعم الحرف اليدوية والتراث المحلي. كما شاركت تعاونيات أخرى مثل أماس ن’بولاعوان، وتتماتين رباط إيدا أو مرزوق، وتعاونية تاولوكلت، وتعاونية تزدمت، في تسليط الضوء على الحرف اليدوية والمنتجات المحلية الفريدة.
برنامج متنوع وغني

تميز الاحتفال بأنشطة متنوعة جذبت سكان المدينة وزوارها على حد سواء، حيث معارض للمنتجات المحلية التي قدمت فيها التعاونيات المحلية عروضًا لمنتجاتها الحرفية ومنتجاتها الفلاحية، مما أتاح للزوار فرصة لاكتشاف أصالة المنطقة. وتميز الاحتفال بعروض فنية أحيتها فرق محلية من الروايس وأحواش استعرضت خلالها التراث الفني للمنطقة.. وشهد الاحتفال إعادة تمثيل طقوس الزفاف الأمازيغي بطرق تقليدية، ما أضفى على الحدث طابعًا تراثيًا خاصًا. وتم إعداد أكشاك خاصة لتقديم أشهى الأطباق الأمازيغية التقليدية التي تعكس غنى المطبخ المحلي.
مبادرة ملكية تعزز الثقافة الأمازيغية

يأتي هذا الحدث في إطار القرار التاريخي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أعلن يوم 14 يناير يوم عطلة رسمية، تقديراً للثقافة الأمازيغية كمكون أساسي للهوية الوطنية المغربية. فمنذ الاعتراف باللغة الأمازيغية لغة رسمية في دستور 2011، قطع المغرب أشواطًا كبيرة لتعزيز الثقافة الأمازيغية، مما يجعل الاحتفال بـ “إيض يناير” محطة بارزة على هذا الطريق.
مناسبة لاستكشاف شيشاوة وكنوزها

نجاح النسخة الأولى من إيض يناير 2975 يؤكد مكانة شيشاوة كمركز سياحي وثقافي بارز. إنها تجسيد مثالي للتعايش بين الأصالة والانفتاح على العالم، مما يعزز إشعاع الهوية المغربية الغنية.
بالإضافة إلى الاحتفالات، تقدم مدينة شيشاوة نفسها كوجهة سياحية فريدة لعشاق التراث الطبيعي والثقافي. تقع المدينة على بُعد ساعات قليلة من مراكش، وتتميز بمناظرها الطبيعية الخلابة وتقاليدها العريقة.

< إعداد: بيان اليوم/ القسم الثقافي

Top