نشرت إحدى الجرائد اليومية بتاريخ 13 يناير 2015 مقالة بعنوان «البدوي يقاطع حفل تكريمه بمهرجان المسرح العربي» وعليه لا بد من وضع بعض ما ورد فيه موضعه القويم:
ورد في المقالة (… فبعد أن كشف عبد الكريم برشيد أخيراً لأخبار اليوم ما يحز في نفسه من تهميش لاقاه من وزارة الثقافة….) وحيث أن هذا ورد في استهلال المقال بشكل يلتبس على القارئ، فإن الهيئة العربية للمسرح بصفتها منظمة للمهرجان بالشراكة الكاملة والفاعلة مع وزارة الثقافة، تود أن توضح بأن برشيد، شخصية ثقافية / مسرحية معتبرة بالنسبة لها، وقد حضر في معظم مناسباتها العلمية والمهرجانية، وصدر له عن منشورات الهيئة كتابان في عامين متتالين، أولهما أربعة نصوص مسرحية، وثانيهما البيانات الجديدة للاحتفالية المتجددة، والذي صدر بمناسبة انعقاد مهرجان المسرح العربي – الدورة السابعة، في الرباط من العاشر إلى السادس عشر من الشهر الجاري، هذا إضافة لكون برشيد منسقاً لندوة (بيانات المسرح المغربي) وهي واحدة من ندوات المؤتمر الفكري الذي يحتفي في إحدى ندواته أيضاً بمئوية المسرح المغربي، كما أن برشيد يحل ضيفاً على المهرجان منذ اليوم الأول وحتى اليوم الأخير، ومن هذه الصورة البسيطة، فإن زج اسم برشيد في بداية المقالة الذي يحمل العنوان الرئيس فيها اسم مهرجان المسرح العربي، يؤدي إلى لبس في المعنى والمقاصد، لا يجوز أن يقبل في مهنة الصحافة.
كما تربأ الهيئة بنفسها عن أن تقيم نشاطها العربي الهام «بأسماء مهانة ومغتالة معنويا»، لأنها تحمل كل التقدير لكافة الأسماء التي سوف تكرم في حفل ختام المهرجان، بما فيهم عبد القادر البدوي، الذي سيكون إلى جانب الصديقي وثريا جبران وآخرين هم علامات مثله، ذات أثر في المشهد المسرحي، كل بمنهجه وصيرورة مسيرته.
توضح الهيئة العربية للمسرح ، بأن أسماء المكرمين تم وضعها من قبل لجنة الإشراف التي انتدبتها وزارة الثقافة المغربية، بوصفها الشريك في تنظيم المهرجان وبوصفها الأكثر معرفة باستحقاقات الساحة المسرحية المغربية، وكان اسم عبد القادر البدوي من أول الأسماء العشرين التي اقترحتها الوزارة.
لقد اتفق الطرفان (الهيئة والوزارة) أن يتم تكريم هذه الرموز ليكون ذلك تكريساً لاحترامهم ولغة الوفاء التي يجب أن تسود الفنانين المسرحيين ، لذا تستغرب الهيئة مقابلة الخطوة هذه بالمقاطعة المتأخرة.
لم يعلن البدوي رفضه من البداية للتكريم، بل وافق ووصل الأمر إلى تفاصيل الإقامة والفندق الذي تم تغييره بناء على طلبه يوم الافتتاح، بصفته ضيفاً على المهرجان، لكنه لم يحضر، ويفاجأ الجميع بعدها بإعلان المقاطعة.
قامت وزارة الثقافة مشكورة بتفعيل كافة أطياف المسرح المغربي في فترة المهرجان وفعالياته والتي تمر في سبعة أيام من خلال تقديم أربع وخمسين مسرحية مغربية على امتداد التراب المغربي، وتشعر الهيئة بالامتنان لهذا الاحتفاء الكبير، حيث تكلفت الوزارة بكافة تكاليف هذه البرمجة والتي يشارك فيها مسرح البدوي.
من ناحية العروض التي تقدم في الرباط، ويتابعها الجمهور المغربي، فلا بد من التأكيد على أنها كلها تقدمت للهيئة باستمارة المشاركة في المهرجان حسب الأصول والضوابط التي يعمل عليها، ولا يمكن برمجة عرض فيه ما لم يكن قد تقدم من خلال الاستمارة المعلنة على موقع الهيئة، ومسرح البدوي لم يتقدم لذلك.
بالنسبة لرغبة البدوي تقديم محاضرة عن تاريخ مسرح البدوي، فإن ندوة (نقد التجربة همزة وصل) التي أقيمت لدورتين عامي 2013 و2014، قد شملت فيما شملت الوقوف بدراسة وصف حيزها بالمهم لمسرح البدوي، ولم يتكرر أي من محاورها في المؤتمر الفكري الحالي، رغبة منا بتغطية أوسع للتجربة المسرحية المغربية، ولا يمكن أن نكرر الأمر، مع التقدير الوافي للتجربة التي يمثلها مسرح البدوي، ونأمل في المستقبل أن نعود لدراستها مجدداً.
بالنسبة للتكريم، فقد جرت العادة في الهيئة العربية للمسرح أن لا تكرم الأموات، بل تكرم الأحياء الفاعلين، وليس من معنى مثل الذي ذهب إليه البدوي بصيغة كان.
وأخيرا تتمنى الهيئة على السيد عبد القادر البدوي أن لا يفوت الفرصة التاريخية التي ستمثلها لحظة وقوف المشهد المسرحي العربي أمام عشرين قامة مسرحية نحترمها…. مع تأكيدنا على احترام قراره أياً كان.
* عن الهيئة العربية للمسرح المدير الإعلامي