دفع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الثلاثاء ببراءته من كل التهم الجنائية الموجهة إليه، وذلك بعد مثوله أمام محكمة في نيويورك حيث وجه إليه رسميا الاتهام بتزوير مستندات محاسبية، وذلك في جلسة تاريخية أمام قاض في نيويورك قد تفتح المجال لمحاكمته خلال أقل من عام.
وغادر ترامب مقر المحكمة الجنائية في مانهاتن في نيويورك بعد انتهاء الجلسة، من دون أن تفرض عليه أي شروط أو مراقبة قضائية.
وبناء عليه فإن ترامب، أول رئيس أميركي سابق أو في السلطة يوجه إليه اتهام جنائي، قد يواجه محاكمة قضائية يمكن أن تبدأ في يناير 2024، وهو ما سيبذل كل جهده لتجنبه.
وفي الجلسة دفع ترامب ببراءته من كل التهم التي وجهها إليه المدعي العام في مانهاتن ألفين براغ والبالغ عددها 34 تهمة، وذلك في ختام تحقيق استمر خمس سنوات.
وتعهد تود بلانش، أحد وكلاء الدفاع عن الرئيس الأميركي السابق، محاربة التهم الـ34 وقال “إن توجيه الاتهام بحد ذاته نمطي”، واصفا توجيه الاتهام بأنه عمل “يائس سنحاربه، وسنحاربه بشراسة”.
وأعلن المدعي العام في نيويورك الثلاثاء أن محكمة مانهاتن الجنائية وجهت إلى ترامب 34 تهمة لأنه “رتب” سلسلة عمليات دفع أموال لشراء صمت أناس في ثلاث قضايا محرجة له قبل انتخابات 2016 الرئاسية.
وقال المدعي العام لمنطقة مانهاتن ألفين براغ في بيان إن بوابا في برج ترامب ادعى أن بحوزته معلومات عن ابن سري للملياردير قبض مبلغ 30 ألف دولار لالتزام الصمت، بينما قبضت امرأة 150 ألف دولار كي تتكتم على علاقة عاطفية سرية تؤكد أنها جمعتها بالرئيس السابق، في حين حصلت ممثلة إباحية سابقة على 130 ألف دولار كي لا تقول شيئا عن علاقة جنسية تزعم حصولها بينها وبين قطب العقارات السابق.
ولاحقا أكد المدعي العام في نيويورك “الكل سواسية أمام القانون”.
وأضاف براغ الذي أشرف على التحقيقات التي أدت لتوجيه اللائحة الاتهامية للملياردير الجمهوري أن القضاء لا يمكن أن يتساهل مع “السلوك الإجرامي الخطير” الذي انتهجه الرئيس السابق المتهم بأنه “رتب” عمليات تزوير محاسبية قبل انتخابات 2016 الرئاسية للتستر على دفعه أموالا لشراء صمت أناس في ثلاث قضايا محرجة له.
وبدا ترامب خلال الجلسة متجهما، وقد استغرقت جلسة توجيه الاتهام نحو ساعتين.
وأعلن القاضي خوان ميرتشان أن المحاكمة قد تبدأ في شهر يناير، أي قبل شهر من الانتخابات التمهيدية الرئاسية، على الرغم من أن محامي ترامب يريدون أن تجري المحاكمة خلال الربيع المقبل.
ووصف ترامب استدعاءه للمثول أمام المحكمة الجنائية في مانهاتن بنيويورك بأنه حدث “سريالي”.
رافعا قبضته أمام المصورين ومحاطا بحراس شخصيين، دخل ترامب المرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2024، قصر العدل في مانهاتن حيث سيوجه إليه الاتهام رسميا.
وصباح الثلاثاء تبادل مناصرون لترامب ومناهضون له، كان عددهم جميعا أقل من أعداد الصحافيين وعناصر الشرطة الذين انتشروا في المكان، الاتهامات، وقد رفع معارضون لافتة كبرى كتب عليها “ترامب يكذب طوال الوقت”.
وكان أنصار ترامب قد تداعوا للتجمع أمام المحكمة نحو الساعة 10,30 بالتوقيت المحلي (14,30 ت غ) وعلى رأسهم النائبة اليمينية المتطرفة مارجوري تايلور غرين وهي من كبار مناصري الرئيس السابق.
والثلاثاء أعلن البيت الأبيض أن مثول ترامب أمام المحكمة “ليس أولوية” بالنسبة للرئيس جو بايدن.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير إن الرئيس “سيتابع بالطبع بعض المستجدات عندما سيحظى بوقت لمواكبة أخبار اليوم، لكن ذلك ليس أولوية بالنسبة له”.
وتستقطب محاكمة ترامب اهتماما إعلاميا كبيرا. فقد وثقت وسائل الإعلام المحلية والعالمية الاثنين خطوة بخطوة وفي غالب الأحيان ببث مباشر، رحلة ترامب من مقر إقامته في فلوريدا وصولا إلى نيويورك.
وكان محامي الرئيس السابق جو تاكوبينا إن ترامب لن يقيد، لكنه قد يضطر إلى المرور في أروقة المحكمة أمام ممثلي وسائل الإعلام.
وأعرب ترامب الثلاثاء عن ارتيابه بشأن لائحة الاتهام الموجهة إليه، حيث حشد أنصاره في مقر إقامته في فلوريدا ليدلي بتصريحاته العلنية الأولى منذ اتهامه.
وقال ترامب أمام مئات من المانحين والحلفاء السياسيين وغيرهم من المؤيدين بعد عودته إلى مارالاغو “لم أتخيل أن شيئا كهذا يمكن أن يحدث في أميركا (…) لم أتخيل أبدا أنه قد يحدث”، مضيفا “الجريمة الوحيدة التي ارتكبتها هي الدفاع بلا خوف عن أمتنا في وجه أولئك الذين يسعون لتدميرها”.
ويتعلق التحقيق الذي يمثل في إطاره ترامب أمام القاضي، بدفع مبلغ 130 ألف دولار لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز قبيل الانتخابات الرئاسية في العام 2016 لشراء صمتها عن علاقة جنسية تؤكد أنه أقامها معها.
ولم يصرح ترامب عن هذا المبلغ في حسابات حملته للانتخابات الرئاسية يومها، في انتهاك محتمل لقوانين الولاية الانتخابية وسجله على أنه “نفقات قانونية” في حسابات شركته ومقرها في نيويورك.
وتوقع رئيس بلدية نيويورك الديموقراطي إريك أدامز أن يحافظ المتظاهرون على الهدوء لكنه حذر من احتمال وجود “مثيري اضطرابات” بينهم.
وليست هذه القضية الوحيدة التي يواجهها ترامب.
فهناك قضية الهجوم الذي شنه حشد من أنصاره على مبنى الكابيتول في السادس من يناير 2021.
ومن أبرز القضايا التي تلاحق الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، الاتهامات الموجهة إليه بممارسة ضغوط على مسؤولين عن العملية الانتخابية في ولاية جورجيا في 2020، وتحقيق بشأن طريقة تعامله مع أرشيف البيت الأبيض.
ترامب يمثل أمام المحكمة ويدفع ببراءته من كل التهم الموجهة إليه
الوسوم