تسطير نقاط الوضوح بكل ثقة…

لا شك أن خبراء التواصل سينكبون بدورهم على دراسة وتحليل الخطاب الملكي لثورة الملك والشعب، علاوة على قراءات المتخصصين السياسيين، ولكن من المؤكد أن الكل سيجمع على أن الخطاب اتسم بصفتي الثقة والهدوء، مضمونا ومعجما ومفردات…

خطاب 20 غشت جسد مرافعة قوية لتسطير نقاط الوضوح بشأن مواقف ورؤى المملكة، ولتحديد توجهات الديبلوماسية المغربية، وذلك ضمن الالتزام بالمسؤولية، تماما كما تفعل كل الدول العريقة والكبيرة.

هكذا جاءت الرسائل الواضحة للخطاب الملكي، أي أن الجميع التقط النبرة الهادئة التي اعتمدها جلالة الملك، وأيضا الثقة التي ميزت مختلف تمفصلات القول الملكي، وبالتالي بدا الموقف ينطلق من إحساس كبير بالثقة والاعتزاز، ويبعث لكل الآخرين رسالة قوية للتعامل بندية، ومن أجل الخروج من المقاربة الماضوية العتيقة، وللوعي بأن الظروف تبدلت، وأن المغرب يصر على احترام مصالحه وقضاياه الوطنية، وأن تتعامل معه كل القوى ضمن شراكات متكافئة.

من جهة ثانية، كان واضحا كذلك النفس المغاربي الذي ميز منطلقات الخطاب الملكي، خصوصا لما اعتبر أن المغرب ليس وحده المستهدف من لدن بعض القوى الدولية، وإنما أيضا بلدان مغاربية أخرى، وهو ما يجسد كذلك رسالة أخرى لقيادات بلدان المنطقة من أجل الوعي بالتحديات المشتركة، وضرورة العمل معا لمواجهتها…

وبجانب الحرص على إبداء الكثير من الحزم والصرامة في تحديد ثوابت المواقف الوطنية والديبلوماسية المغربية، فقد جاء الخطاب الملكي لثورة الملك والشعب مؤكدا على قوة المسؤولية، وجدد إصرار المغرب على التمسك بمختلف دوائر علاقاته الديبلوماسية، سواء تجاه الشركاء التقليديين (إسبانيا وفرنسا)، أو مع باقي القوى الدولية عبر العالم، أو من خلال النفس المغاربي الذي أطر مضامين وقاموس الخطاب بكامله.

وبهذا كله، فقد تميز خطاب ثورة الملك والشعب بكونه عبر عن ثقة المغرب بنفسه، وجسد وضوح المقاربة الملكية للمصالح الوطنية، وللشراكة مع القوى الدولية، كما عبر جلالة الملك، من خلاله، على كون المغرب يبقى فاعلا إقليميًا ودوليا مسؤولا وذا مصداقية.

رسائل الخطاب الملكي، لم تغفل الرأي العام الوطني، واستحضرت أهمية تثمين المؤسسات الوطنية والإشادة بها، وجددت التأكيد على ضرورة الاستمرار في مسلسلات التنمية والإصلاح بالداخل، كما لفتت، بالخصوص، إلى الورش الديمقراطي والاستحقاقات الانتخابية التي انطلقت، واعتبرت كل ذلك ضمن مقومات التصدي لاستهداف البلاد، ومن ثم أضفت على معركة الانتخابات طابعا وطنيا، وحثت على التعبئة لإنجاح هذا المسلسل وتكريس الخيار الديمقراطي، ومنح بلادنا نخبا متميزة وذات مصداقية للإسهام في بناء مغرب المستقبل وكسب مختلف الرهانات المطروحة عليه.

محتات الرقاص

Top