تصريحات الوهم

وكأن الانفصاليين لم يعد يكفيهم العمى الذي أصابهم في السياسة، فجاءت زوجة كبيرهم لتذكرنا أنها مصابة أيضا بعمى الألوان والحقائق التي هي بارعة في لي عنقها لتقدمها للناس عكس كل المعاني…

الزوجة، التي صدقت أنها فعلا وزيرة ثقافة، ادعت أن المحاكمة الجارية في الرباط على خلفية أحداث (اكديم ايزيك) تشهد «تعتيما إعلاميا كبيرا»، ووصفت المحاكمة ب «الظالمة» لمن زعمت أنهم معتقلين سياسيين صحراويين.
وكعادة كل الكاذبين، أمسكت بنت حمدي بجبهتها بين يديها، واعتمدت على(سنطيحتها)، ولم تخجل في التصريح لوكالة الأنباء الجزائرية بأنه «لا توجد أية معلومات حول هذه المحاكمة الظالمة، حيث أقصيت وسائل الإعلام الدولية وحتى المغربية، وكذلك الملاحظون والبرلمانيون الدوليون الذين لم يسمح لهم بالدخول»، قبل أن تردف بأن «الرأي العام المغربي والدولي ليست له أي دراية بمجريات المحاكمة».
لا شك أن كل من تأتى له الاطلاع على تصريحات المدعوة خديجة حمدي سيشفق على جبهة لم تعد تقبض سوى على الكذب واختلاق الوقائع للترويج لأطروحاتها، ذلك أن المحاكمة المتحدث عنها تجري بحضور عشرات الصحفيين، مغاربة وأجانب، ويوميا تنقل وسائل الإعلام الكثير من الأخبار عنها وعن سيرها، كما يحضرها مراقبو عدد من المنظمات الحقوقية المغربية والأجنبية، وعشرات المحامين والبرلمانيين الأوربيين، بل حتى المتابعين أنفسهم لا يترددون في رفع شعارات انفصالية داخل قاعة جلسات المحكمة، وأنصارهم وأقاربهم ينظمون الوقفات في محيط المحكمة، ويلتقون بالمراقبين الأجانب، ثم إن المحكمة تؤمن للأجانب ترجمة أعمال الجلسات، وغير هذا من الأشياء التي نقلها كل من حضر أطوار المحاكمة، ونوه بها الأجانب …، ووحدها وزيرة الوهم لم تسمع بكل هذا، وفضلت كلام الجنون و… الوهم.
وحتى الوزيرة الجزائرية التي استضافت بنت حمدي لم تتردد في مجاراة الكذب وجنون الوهم، فوجهت الاتهام للمغرب، والسيدتان معا لم  يسألا نفسيهما، هل تستطيع جبهة تيندوف أن تؤمن محاكمة لمن يخالفها الرأي ولو بعشر الضمانات المؤمنة في محاكمة الرباط؟ ولم يسألا عما إذا كن وأسيادهن، في تيندوف أو في الجزائر، مؤهلين لتقديم ولو بداية درس للمغرب في حقوق الإنسان أو في المحاكمة العادلة؟
وهل يمكن كذلك للسيدتين معا أن يسألا عمن قتل عناصر القوات العمومية المغربية في العيون، وعمن مثل بالجثث، وعن رأي كل قوانين الدنيا ومواثيقها في مثل هذه الجرائم البشعة؟
الحمق لا حدود له فعلا وسط المسيطرين على تيندوف وأسيادهم…
[email protected]

 

Top