نوع من الطمأنينة ستسود وسط المواطنات والمواطنين، خلال موسم هذا الصيف حيال جودة مياه الشواطئ المغربية، حيث أفاد التقرير الوطني حول جودة مياه الشواطئ والرمال بالمملكة (نسخة 2019)، أن أكثر من 98 في المائة من مجموع المحطات المراقبة صالحة للاستحمام، فيما تبقى نسبة لا تتعدى 1.57 في المائة غير صالحة، إذ حصل أكثر من 67 في المائة على التصنيف “أ” أي الجيد بالنسبة لمياه الاستحمام، وصنفت نسبة تصل إلى 31 في المائة من الشواطئ ضمن علامة “ب” ذات المياه المتوسطة الجودة، فيما مياه تزيد بقليل عن واحد في المائة حصلت على علامة “س” أي صنفت بالرديئة وأقل من 0,45 بالغير الصالحة للاستحمام.
وأشار التقرير، التي قدمت نتائجه خلال ندوة صحفية نظمتها كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، أول أمس الإثنين، أن الشواطئ ذات المياه الجيدة تتوزع بالنسبة لجهة طنجة تطوان الحسيمة، على مدن طنجة المدينة، وشاطئ صول وباقاسم الحاصل على اللواء الأزرق وأشقار أيضا، ثم شاطئ الدالية بتطوان، وطريس ييدراس وسانيا الطريس وجزء كبير من شاطئ مارتيل، وواد لاو المصنف على لائحة الشواطئ الحاصلة على اللواء الأزرق، وجزء من شاطي كالا إيريس، وكيمادو بالحسيمة، ثم على مستوى الجهة الشرقية، يوجد ضمن الشواطئ ذات المياه الصالحة للاستحمام كل من شاطئ قرية أركمان بالناظور، وشاطئ السعيدية ميد الغربي الحائز على اللواء الأزرق، وجزء من شاطئ السعيدية.
وبالنسبة لجهة الرباط سلا القنيطرة، صنفت عدد من الشواطئ ضمن لائحة ذات المياه الجيدة، منها شاطئ مولاي بوسلهام، والمهدية، وسيدي بوغابة ثم شاطئي الصخيرات وبوزنيقة الحاصلين على اللواء الأزرق، وعلى مستوى جهة الدار البيضاء سطات، توجد شواطئ للامريم وعين الذئاب الممتد على مستوى الدار البيضاء، وسيدي رحال والوليدية على مستوى إقليم الجديدة، ثم شواطئ بدوزة وآسفي والصويرية القديمة والصويرة وتفادنا.
وعلى مستوى جهة سوس ماسة، تصنف ضمن الشواطئ ذات المياه الجيدة، كل من شواطئ إسوان، وجزء من شاطي أكادير وشاطئ ماسة وساي، وشاطئي سيدي موسى أكلو وإيمي نتوركا الحاصلين على اللواء الأزرق، وشاطئ مولاي عبد الله المعروف بمير اللفت، ثم جهة كلميم واد نون، حيث يصنف على لائحة المياه الجيدة كل من شاطئ سيدي إفني الحائز على اللواء الأزرق، فضلا عن الشاطئ الأبيض والوطية.
وبالنسبة لجهة العيون يوجد شاطئ أخنفير، كاسمار وفم الواد المنصف ضمن الشواطئ الحاصلة على اللواء الأزرق، ثم شاطئ بوجود، وبالنسبة للداخلة يوجد شاطئ مخيم مسافر وفم لبرير الحائزين على العلم الأزرق.
وفي كلمة بالمناسبة، قالت نزهة الوافي كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة،” إن أغلب المحطات تعرف تحسنا لجودة مياه الاستحمام، باستثناء القليل منها، وذلك وفق ما أظهرته نتائج عملية الرصد التي شملت عددا مهما من المحطات وصل إلى 451 محطة موزعة على 169 شاطئا تمتد من السعيدية شرقا إلى الداخلة جنوبا، بينها 52 على الواجهة المتوسطية و117 على الواجهة الأطلسية.
وأرجعت المسؤولة الحكومية هذا التحسن المسجل على مستوى مياه الاستحمام، إلى المجهودات التي بذلت من طرف جميع الفرقاء والمتدخلين، حيث سـاهم البرنامج الوطني للتطهيـر السـائل فـي حمايـة وتحسين جـودة ميـاه الشـواطئ بالمناطـق السـاحلية، مـن خـال برمجـة وإنجاز عـدة مشـاريع بهدف تقوية وتعزيز شبكات الصرف الصحي وإنجاز محطات معالجة المياه العادمة بالمدن والمراكز الساحلية المتوسطية وكذا الأطلسية.
هذا فضلا عن المجهود الذي تبذله بشكل خاص مؤسسة محمد السادس للبيئة وكذا التنافس بين أغلب الشواطئ المغربية قصد الحصول على مواصفة “اللواء الأزرق” لتضاهي بذلك الشواطئ ذات الجودة العالمية، وفق تعبير المسؤولة الحكومية.
وأوضحت في هذا الصدد بشأن البرامج التي مكنت من تحسين جودة مياه الشواطي، أن برنامج “شواطئ نظيفة” وبرنامج “اللواء الأزرق” اللذان تشرف عليهما مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بات يعتبران نموذجا للعمل الدؤوب في مجال التحسيس والتوعية وتجنيد جميع المتدخلين من أجل تحسين جودة المياه الشاطئية للمملكة والمساهمة الفعالة في الحفاظ على البيئة الساحلية.
وأفادت أن برنامج “شواطئ نظيفة”، الذي أعطت انطلاقته سمو الأميرة للاحسناء رئيسة محمد السادس للبيئة سنة 1999، خطى خطوات هامة مكنته من تحقيق الأهداف التي سطرها، فبعد مرور أكثر من 19 سنة، حيث عرف هذا البرنامج انخراط العديد من الفعاليات الوطنية للمساهمة في تحسين جودة الشواطئ سواء على مستوى النظافة، تهيئ المرافق الصحية والثقافية، فضلا عن تنظيم أنشطة للتوعية والتحسيس.
وأفادت أن إتباع العديد من شواطئ المملكة هذا النهج مكن 21 شاطئا من الحصول حاليا على اللواء الأزرق كشارة بيئية مميزة. وهي الشواطئ التي تم انتقائها من بين 45 شاطئا مرشحا، معتبرة ذلك “اعترافا دوليا بالمساعي الجبارة المبذولة في مجال التدبير البيئي لشواطئ والمناطق المتاخمة لسواحل المملكة”.
وأعلنت الوافي، أن عملية الرصد شملت هذه السنة، أيضا جودة الرمال لبعض الشواطئ، حيث أظهرت العملية أن النفايات، وخاصة البلاستيكية، لازالت تشكل مصدرا لتلوث البحار، مؤكدة أنها تشكل أحد الرهانات التي يتطلب التغلب عليها، بحيث حوالي 70 إلى 80 في المائة، من النفايات المتواجدة في البحار وعلى مستوى السواحل مصادرها بريةّ، بينما الباقي ينتج عن الأنشطة البحرية، وتشكل منها البقايا البلاستيكية نسبة 60 إلى 80 في المائة.
< فنن العفاني