تقرير يسجل ضعف حضور النساء في الحملة الانتخابية لاستحقاق 7 أكتوبر

سجل تقرير للجمعية الديمقراطية لنساء المغرب حول ملاحظة الحملة الانتخابية قبل استحقاق 7 أكتوبر الجاري، أنه على الرغم من التقدم الحاصل في ظهور النساء في وسائل الإعلام إلا أن حضورهن في التغطيات الإعلامية للحملة الانتخابية ما يزال ضعيفا، ولا يرقى إلى مستوى المكتسبات القانونية المحققة ولا إلى مقتضيات تحسين صورة المرأة في الإعلام.
وتحدث تقرير “الرصد الإعلامي المستجيب للنوع الإعلامي للحملة الانتخابية 2016″، الذي أعدته الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب وغطى الفترة الممتدة بين 24 شتنبر الماضي و6 أكتوبر الجاري، عن نسبة ظهور لا تصل حتى إلى الثلث لحضور النساء في وسائل الإعلام خلال الحملة الانتخابية، سواء خلال تدخلات الأحزاب على القنوات التلفزية والإذاعية، أو ضمن المواد الإعلامية المختلفة المخصصة للحملة.
وتم تقديم النتائج الأولية للتقرير، أول أمس بالدار البيضاء ضمن ندوة صحفية، من قبل كل من خديجة الرباح رئيسة الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، ود. محمد عبد الوهاب علالي، أستاذ التعليم العالي في مادة التواصل السياسي والمشرف على إعداد التقرير الذي من المقرر أن يتم تعميم صيغته وخلاصاته النهائية في الأيام القليلة القادمة.
وأفادت خديجة الرباح أنه في زمن الحديث عن تفعيل مقتضيات دستور 2011 التي أكدت على المساواة في أفق المناصفة، مازالت وسائل الإعلام بعيدة عن الامتثال لأسس تعزيز مقاربة النوع والرفع من مستوى حضور المرأة في مختلف البرامج، ومن ضمنها حتى تلك المخصصة لقضايا النساء. واعتبرت الرباح أن ممثلات الأحزاب أنفسهن، عندما أتيحت لهن فرصة للحديث عن حقوق النساء ضمن التدخلات والبرامج التي قدمتها وسائل الإعلام خلال الحملة، لم يكن مدافعات جيدات عن المساواة، وكفاعلات سياسيات، لم يتحدثن عن القضايا السياسية الاستراتيجية التي تركت للرجال أكثر، بينما خصصت تدخلات النساء لقضايا ثانوية. وأشارت أن عملية الرصد تبين أن القيم المرتبطة بمقاربة النوع، كقيمة المساواة والمناصفة تأتي في مستوى هامشي، مقارنة مع القيم العامة مثل العدالة الاجتماعية والإصلاح والديمقراطية والحرية.  
وأكد محمد عبد الوهاب علالي، بدوره، أنه كان من الواضح، خلال هذه الحملة، هيمنة الرجال على تدخلات الأحزاب السياسية وقلة حضور النساء، كما وكيفا، إذ نادرا ما يفسح المجال للنساء للتعبير، وغالبا ما تكون الكلمة لشخصيات حزبية رجالية معروفة. كما لم يتم استثمار الأشكال الصحفية في إبراز المرشحات وتعريف الناخبين والناخبات بهن على أحسن وجه، مما جعل طرق تقديم وعرض العديد من المواد الإعلامية “غير ذي جاذبية”. وإذا كانت الأجناس الصحفية الغالبة هي الربورتاج والحوار، فإن الضيوف غالبا ما يكونون من الرجال.
وبالنسبة إلى الخطاب المقدم خلال الحملة، أشار المتحدث أن الخطاب الوصفي هو الذي كان طاغيا على تدخلات الفاعلين السياسيين من نساء ورجال، في المادة الإعلامية خلال الحملة، مقابل غياب شبه تام للخطاب الحجاجي المبني على الأرقام، والخطاب التحليلي، والخطاب النقدي. وعلى مستوى التحليل الأكاديمي، لوحظ غياب تام للنساء المحللات. كما لوحظ غياب كبير للنساء الفاعلات في الحركة النسائية المدافعة عن حقوق المرأة ومقاربة النوع.
ولاحظ التقرير أيضا، فيما يخص معظم المواد الإعلامية التي واكبت الحملة، سواء في الصحافة المكتوبة، أو السمعية البصرية، أو الإلكترونية، أن الصحفيين الرجال هم بالأساس من ينتج ويوقع المادة الإعلامية، مقارنة بالصحافيات الإناث.
وكما هو الشأن بالمركزية على مستوى النوع، سجل التقرير كذلك أن هناك استمرارا للمركزية على مستوى المقاربة المجالية، بحيث ركزت التغطية على محور الدار البيضاء الرباط، إضافة إلى ثلاث جهات أخرى بنسبة أقل، مع غياب جهات أخرى، وسيطرة أيضا للمجال الحضري على حساب المجال القروي.
يذكر أن نتائج التقرير الذي شارك في إعداده فريق رصد يتكون من 17 راصد وراصدة، واستفاد أيضا من دعم مؤسسة فريدريش إيبرت بالمغرب، من المنتظر أن تمكن من إعداد مجموعة من الخلاصات والتوصيات التي تعتزم الجمعية استثمارها ضمن تقارير جزئية ومذكرات ترافعية موجهة إلى كل من وسائل الإعلام، والهاكا، والأحزاب السياسية، وذلك من أجل العمل على تعزيز حضور النساء في وسائل الإعلام وتحسين مستوى المادة الإعلامية والخطاب السياسي بما يخدم قيم المساواة والمناصفة، ليس فقط خلال الحملات الانتخابية بل طيلة أيام السنة.

سميرة الشناوي

Related posts

Top