تكريم الأديبة المغربية ليلى أبو زيد

افتتحت الدورة الثانية عشر لمهرجان مشرع بلقصيري الوطني للقصة القصيرة بمعزوفات موسيقية من أداء الفنان عبد العزيز أبردان، قبل أن  يتناول الكلمة الأستاذ بنعيسى الشايب (رئيس الجمعية) للترحيب بالضيوف، تلتها كلمة الجهات الداعمة للمهرجان، وحرصا من الجمعية على ترسيخ قيمة الإبداع وتشجيع الناشئة على الكتابة، نظمت مسابقة حميد شكراني لناشئة القصة القصيرة بمشرع بلقصيري لفائدة التعليم الإعدادي والثانوي، والتي أشرف على قراءة النصوص المشاركة “الراصد الوطني للنشر والقراءة”، وهي بادرة شكلت إضافة نوعية لفعاليات المهرجان، حيث أعلنت الأستاذة فاطمة الزهراء المرابط (عضو لجنة القراءة) عن نتائج المسابقة التي أفرزت ثلاث فائزين: “سلمى بنانة” عن قصة “بائعة المناديل”، عبد الصمد بنانة عن قصة “مبروكة” وهاجر كدادر عن قصة “مذكرات”، تم تتويجهما من طرف “النجم الأحمر” و”رونق” بجوائز رمزية.
كما شهد حفل الافتتاح إعلان نتائج جائزة أحمد بوزفور للقصة القصيرة في دورتها الثالثة عشرة من طرف الأستاذ الحبيب دايم ربي (عضو لجنة القراءة) وتتويج الفائزين بهدايا رمزية وشواهد تقديرية، حيث فاز بالجائزة الأولى القاص الحسين المنصور من مصر عن قصة “أمنية لم يحققها البحر” وعن قصة “عروس غامضة” فازت القاصة هبة الله السيد من مصر بالجائزة الثانية، في حين فاز بالجائزة الثالثة  القاص محسن الوكيلي من أكادير عن قصة “موت من زوايا متعددة”، واختتم حفل الافتتاح بالاحتفاء بالـقاصة والإعلامية ليلى أبو زيد − ناب عنها الناقد محمد معتصم − من طرف أعضاء الجمعية والأطراف الداعمة للمهرجان.
وفي صبيحة يوم السبت، نظمت جمعية “النجم الأحمر” جلسة تكريمية للقاصة ليلى أبو زيد، شارك فيها الناقد محمد معتصم بورقة تحدث فيها عن مكانة القصة القصيرة وحدودها الفتانة وجمالها وبساطتها لدى القاصة ليلى أبو زيد، وهو اختيار ليس بالسهل يتناسب مع بساطة الكاتبة، حيث تسرد مواقف ووقائع مختلفة في نصوصها القصصية، التي تتميز بالتوتر والتواتر والسخرية. وفي الجلسة نفسها قدم الناقد حسن اليملاحي ورقة استهلها بالحديث عن دلالة عنوان المجموعة القصصية “الغريب” مشيرا إلى حضور مجموعة من الفضاءات تدل على وعي الكاتبة بأهمية هذه الفضاءات خاصة وأن ليلى أبو زيد تعبر عن قضايا اجتماعية وتكشف عن واقع المجتمع المغربي، خلال مرحلتي 70 و90،  وما كان يطبعه من قوة وعنف، حيث ركز في ورقته على فضاء المرأة، فضاء الطفولة، فضاء الخوف.
أما الناقد إبراهيم الحجري فقد ساهم بورقة، اعتبر فيها الكاتبة أبو زيد نموذجا لجيل قاوم وأسس لخروج المرأة إلى الساحة الثقافية، حيث انشغلت بقضية المرأة وحاولت إيصال صوتها عبر كتاباتها، كما طبعت أعمالها بالانتصار للثقافة المغربية/الإسلامية ودفاعها عن القضايا الكبرى، والتعايش بين المغاربة واليهود وأضرار التقاليد الأبيسية والصراع العائلي والثقافي. وفي ورقة حول رواية “الرجوع إلى الطفولة” تحدث الناقد أحمد زنيبر عن سؤال القراءة ورهان الكتابة عند أبو زيد خاصة وأن الرواية مبرمجة كمادة قرائية في التعليم الثانوي، مشيرا إلى أن الرواية سيرة ذاتية لمرحلة تاريخية، راهنت فيها على إسماع صوتها وإثبات هويتها وطرح أسئلتها الوجدانية والوجودية الخاصة بها.
واختتمت الندوة بورقة الناقد أحمد الجرطي تحدث فيها عن أهم التيمات والاستراتيجيات الفنية التي تتميز بها التجربة القصصية للكاتبة ليلى أبو زيد، خاصة تيمة “الأنا والآخر” في مجموعتيها “الغريب” و”المدير”، واهتمامها بالهامش الاجتماعي من خلال النفاذ إلى ما هو مغيب ومقصي خلف ما هو مؤسساتي ومرئي، وعدم تأثرها بموجة التجريب التي اجتاحت المشهد القصصي العربي، لحرصها على تبئير السرد حول المروي والحكاية لتشخيص هموم المجتمع وصراعاته.
وفي مساء اليوم نفسه، شهدت دار الثقافة فعاليات ندوة نقدية في موضوع: “الحجم والقصة”، بمشاركة ثلة من النقاد المغاربة: أحمد بوزفور (القصة والحجم)، حميد لحمداني (القصة القصيرة جدا: فضاء الكتابة وكثافة الدلالة)، الحبيب دايم ربي (القصة بين الطول والقصر)، عمر العسري (البناء والأداء بوصفهما حجما في القصة القصيرة)، محمد يوب (القصة القصيرة فن إقلالي)، رشيد شباري (الحجم في القصة.. مساهمة في تأطير المفهوم)، خالد أقلعي (بلاغة الحجم أو بلاغة الإيجاز)، محمد صولة (صفة القصة القصيرة وسؤال الماهية: إشكال النوع بين يدي الشكل والحجم).
تخللت فقرات المهرجان قراءات قصصية، شاركت فيها أصوات قصصية لها صيتها في المشهد الثقافي وأخرى تتلمس خطواتها الأولى في المشهد الأدبي: ليلى مهيدرة، رجاء الطالبي، ليلى بارع، فاطمة الزهراء المرابط، تريا بدوي، عز الدين الماعزي، عبد الهادي الفحيلي، حميد ركاطة، محمد لغويبي، أحمد الحجام، محمد البغوري، السعيد بن سعيد، رشيد أمديون، بوشعيب عطران، زكية الحداد، محمد محقق، حسن برطال، سميرة المنصوري العزوزي، أحمد بوزفور، أنيس الرافعي، المصطفى كليتي، علي أزحاف، محمد العتروس، مصطفى أجماع، عبد السلام الجباري، محمد الحاضي، عبد الإله لمويسي، حميد الراتي، إبراهيم أبويه، صخر المهيف، نادية الأزمي، فضيلة الوزاني، محمد العياطي.
واختتمت فعاليات المهرجان بورشة في الكتابة القصصية لفائدة تلامذة المؤسسات الإعدادية والتأهيلية، أطرها القاص رشيد شباري باسم “الراصد الوطني للنشر والقراءة”، حيث قسمها إلى شقين، أولهما نظري يتعلق بجنس القصة: تعريفها، عناصرها، تقنيات كتابتها، وثانيهما تطبيقي بدء بالخطاطة السردية وصولا إلى النص القصصي، حيث تناوب التلاميذ المشاركين في الورشة على إلقاء قصصهم القصيرة، بحضور ثلة من المبدعين المغاربة. ثم تناول الكلمة الأستاذ بنعيسى الشايب وجه فيها التحية والشكر إلى كل الداعمين للمهرجان والمبدعين الذين سجلوا حضورهم بهذه الدورة، مؤكدا على إصرار الجمعية على السعي قدما من أجل تطوير فعاليات المهرجان الذي أصبح علامة مميزة لمدينة مشرع بلقصيري وللقصة بالمغرب.

فاطمة الزهراء المرابط

Related posts

Top