توضيح من طنجة

حسنا فعل فرع حزب التقدم والاشتراكية بطنجة لما سارع إلى إصدار بلاغ توضيحي يرفض إقحام اسم الحزب ضمن الهيئات التي دعت أو ساهمت في وقفة الاحتجاج ضد برمجة فيلم «تنغير- جيروزاليم» في المهرجان الوطني للفيلم المقام في طنجة. إن من تعمد إقحام اسم التقدم والاشتراكية في مثل هذا الفعل المتخلف لا يعرف الحزب، ولا يعرف مناضلاته ومناضليه، ولا يعرف هويته وأفق النضال السياسي والفكري والثقافي الذي يخوضه منذ عقود، وبالتزام وثبات وتتناقله أجيال الحزب على مر التاريخ.
الحزب لا يمكن أن يقف ضد عمل فني لأنه من المناضلين من أجل الفن والثقافة والإبداع في هذه البلاد، ومذ كان.
الحزب لا يمكن أن يحتج ضد رأي أو رؤية فنية أو غيرها، لأنه من أشرس المدافعين عن الحرية.
الحزب معروف عنه التزامه بالدفاع عن التعددية والحرية في السياسة والثقافة والفن والمجتمع، ولذلك لن يكون غير ذلك في طنجة أو في باقي مناطق البلاد.
الرفاق في طنجة يعلنون وضوحهم بصرامة وبلا لبس أو اختباء…
إن الحزب الذي يعتبر رائدا في طرح المسألة الأمازيغية في بلادنا، والذي يعتز بإسهام رفاق مغاربة يهود وفعلهم في مساره النضالي لعقود طويلة، والحزب الذي أسس لطروحات متميزة حول الذاكرة المغربية، وحول الهوية والتعددية اللغوية والثقافية لشعبنا، لا يمكن أن يكون اليوم واقفا ضمن الطابور المعادي للحرية، سواء في طنجة أو في غيرها.
في طنجة، يقام مهرجان الفيلم في دورته 14، وهي لحظة إبداعية حافلة بالتطلعات، وتستحق أن يقبل  الجمهور على فضاءاتها، ويتفاعل مع عروضها، ويستمتع بأفلامها، ويحتفي بالمبدعين المغاربة، وبصناع الفرجة و… الحياة.
وإن المهرجان الوطني الرابع عشر للفيلم يعتبر كذلك مناسبة لتكثيف الحوار حول مختلف أسئلة وإشكالات السينما المغربية، بغاية الإغناء والتطوير، ومن أجل مزيد ارتقاء بمنجزنا السينمائي الوطني على قاعدة الحرية والتنوع والانفتاح والمهنية والجودة والشفافية وتحسين الحكامة والتدبير.
لقد اهتمت بعض المنابر الصحفية، الورقية والإلكترونية، بورود اسم حزب التقدم والاشتراكية ضمن قائمة المحتجين على فيلم في طنجة، وهو أمر قد يعني حرصا على وضوح الأفكار والمواقف والاصطفافات، ولو أنه كان يتطلب بعض انتباه أو قليل استفسار لدى المعنيين بالأمر أولا، لكن البيان التوضيحي الذي صدر عن فرع الحزب بطنجة وضع نقطة الوضوح، ورفع اللبس.
من أقحم اسم الحزب كان يعني حزبا آخر، وكان يقصد مناضلين آخرين، لكن بيان فرع الحزب بطنجة أكد للكل أن الرفاق يوجدون في الموقع الآخر المختلف عن طابور المتزمتين، وأنهم مصطفون إلى جانب الحرية، دفاعا عن السينما، وحبا في… الحياة.
[email protected]

Top