بتفويض من الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبدالله، راسل المكتب الإقليمي للحزب بتازة، رئيس المجلس الجماعي للمدينة، ملتمسا منه إطلاق اسم “عزيز بلال” على إحدى ساحات أو شوارع مدينة تازة.
وجاء في الرسالة التي تحمل توقيع رضوان زريول، الكاتب الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بتازة، أن “الفقيد عـزيز بـلال يـعــد من مواليد مدينة تـازة، وتحديدا تازة العليــا “المدينة القديمة”، يوم 23 أكتوبر من سنـة 1932، وهو ما يشكل رمزية خاصة تنضاف إلى المميزات والحسنات العديدة لهذه المدينة الجميلة والعريقة والمناضلة التي أنجبت نساء ورجالا فاق صيتهم حدود وطننا مشعــــا في أرجاء المعمور، وفي مقدمتهم الراحل عزيز بلال.”
والتمست الرسالة التي تزامنت مع الذكرى 37 لرحيل عزيز بلال فقيد الوطن والحزب، من رئيس المجلس الجماعي لمدينة تازة إطلاق اسم الراحل على إحدى ساحات أو أحد شوارع المدينة، تكريما لهذه الشخصية البارزة في عالم الفكر والاقتصاد، وأحد رجالات العمل الوطني والبذل السياسي الأممي، وأنشط قادة الصف الديمقراطي والتقدمي الوطني الذين بصموا حياة بلادنا الفكرية والعلمية والسياسية والنضالية ببصمات لا تمحى.
وجاءت مبادرة رفاق عزيز بلال بمدينة تازة، إيمانا منهم أن الرجل كان استثنائيا بكل المقاييس، في زمن استثنائي، وأن المدينة التي رأى النور فيها، لن تكون جاحدة ولا ناكرة لعطاءات واحد من أعلامها وأحد رجالاتها الذين خلدوا إسمهم في سجل التاريخ المغربي الحديث.
يذكر أن الرفيق عزيز بلال، القيادي الملتزم في الحزب الشيوعي المغربي وبعده في التحرر والاشتراكية والتقدم والاشتراكية، يعتبر أول مغربي حاصل على شهادة دكتوراه في الاقتصاد سنة 1965، وله مؤلفات مرجعية تنظيرية في المجال، وكانت حياته حافلة أيضا بالدينامية الميدانية وطنيا وأمميا، وبالعطاء الأكاديمي والعلمي، وبالنضال الثقافي، قبل أن توافيه المنية، بشكل مفجع وفجائي سنة 1982 بمدينة شيكاغو الأمريكية، حيث فقدت الحركة الديمقراطية والتقدمية، الوطنية والعالمية، مناضلا فذا ومثقفا ألمعيا وأستاذا جامعيا بارزا.
ورغم مرور الزمن، يظل الفقيد عزيز بلال حيا في وجدان الشعب المغربي، ويظل نبراسا لكل الأجيال التي تستلهم من إرثه الفكري والنضالي، أفقا لبناء الدولة الحديثة الديمقراطية، التي تنفض عنها كل عوامل التخلف الاقتصادي والاجتماعي، على اعتبار أن الشهيد يعد من أبرز المراجع الفكرية التي أسست للتنظير الاقتصادي في المغرب، وافريقيا وأمريكا اللاتينية. فهو من قام، بشكل رزين، بتحليل آليات إنتاج وإعادة إنتاج التخلف والتبعية في حالة الاقتصاد المغربي انطلاقا من مجموعة من العوامل التي تأتي في مقدمتها تحليل آثار الاستثمار الأجنبي في البنيات والهياكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المغربية.
ويبقى عزيز بلال نموذجا للمناضل المثقف والملتزم بتوجهات اختياره السياسي، ونموذجا المناضل الهادئ الذي عرف كيف يساير التطورات السياسية المتلاحقة التي طبعت تاريخ المغرب الحديث، وعرف كيف بزواج بين الاتزان الفكري والسياسي والصرامة والاندفاع في نصرة قضايا المستضعفين من أبناء وطنه ومن باقي شعوب العالم التواقة إلى التحرر والانعتاق، حيث كان، قيد حياته، من رواد حركة السلم العالمية التي كان لها دور أساسي في نصرة قضايا الشعوب العادلة، في مقدمتها القضية الفلسطينية التي كان ينظر إليها كقضية ذات بعد أممي، مثل ما كان ينظر فضية الشعب الفيتنامي الذي كان يناضل بدوره من أجل الاستقلال والتحرر من قيود الإمبريالية.
> محمد حجيوي